الأربعاء، 25 يوليو 2018

ماذا عن الطريقة السحرية لإزالة الهموم؟!


ماذا عن الطريقة السحرية لإزالة همومك؟!
منذ أيام عدت مهموماً بسبب بعض المشاكل في جهاز (الكومبيوتر) بالمركز مما تسبب في تعطيل برنامج المرضى لأيام؛ وزاد همومي تأخر المهندس الذي كان من المفروض أن يأتي لصيانة البرنامج!؟.
وأثناء عودتي وأنا شارد الذهن؛ لمحت أحد حراس البرج مهموماً فناديته: (خير إن شاء الله؛ ما بك؟!).
فقال: (هموم كثيرة ركبتني؛ فزوجتي تعاني من آلام بالرقبة والظهر، وتعبت من التردد على العيادات والمستشفيات!؟).
فقلت: (لا تبتئس بعون الله؛ فسأكلم جارنا استشاري العظام وسيقوم باللازم، وهذه الآلام ليست غريبة على السن المتقدم، ثم لماذا لم تكلم جارنا وهو رجل طيب وخدوم!)
فقال: (لا تؤاخذني؛ أنا لا أحب أن أشكو إلا لك بعد الله؛ لأنك الوحيد الذي تسألني دائماً عن أحوالي!؟)
فأحسست بسعادة داخلية أذهبت همومي، حتى نسيتها واستصغرتها، وشكرت ربي على هذه النعمة؛ فكم من هموم تزول بمجرد التقرب من المهمومين؛ خاصة الفقراء، ومجرد السؤال عنهم!.
ولعله من باب جبر الخواطر!.
ثم أخبرني بألم: (المشكلة الأكبر؛ أنها تعاني من السكر ومضاعفاته على الأوعية الدموية بالأطراف!؟)
فأشفقت عليه واحتقرت همومي التي طغت على هموم أخرى؛ ولكن ليست كمثل هموم هذا المسكين؛ خاصة عندما يكون على هذه الحالة المادية!؟.
ثم قلت له مداعباً ومهوناً عليه: (إنه السن وتقدمه ومشاكله أمور لابد من تقبلها؛ خاصة مع مشاكل الحياة ومشاكل الأولاد!؟)
فقال بأسى بالغ لم يخفيه ابتسامة راضية تملأ وجهه الطيب الذي ارتسم عليه تجاعيد قاسية تسجل مسيرة حياة منهكة ومرهقة وشاقة: (يا دكتور إننا لم نرزق بأولاد!؟)
وهنا احتبست كلماتي وأخرسني، وأنا أتحاشى النظر إليه!؟.
ولم أجرؤ ألا على ربتات حانية مشفقة على كتفيه، ووعد صادق؛ بأنني سأكلم جارنا في صلاة الفجر وربنا يقدم الخير!؟.
ثم عدت إلى نفسي أحادثها: (أرأيت كم نحن جاحدون وتجتاحنا الهموم الصغيرة حتى تطغي على ظاهرنا وعلى سلوكياتنا وتعاملتنا؛ حتى تنسينا نعم ربنا الكثيرة!.
والتي من كثرتها نألفها ولا نستشعرها، وننسى شكر النعمة؛ الذي يزيدها وينميها ويحفظها: "لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ". [إبراهيم7]
ونحقق انتصاراً لإبليس اللعين؛ عندما تحدى وأعلن أننا سنجحد عطايا مولانا: "وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ". [الأعراف17]
ألا تخاف من هذا تحذير الحبيب صلى الله عليه وسلم: ”إَنَّ للهِ تَعَالى أَقْوَامَاً؛ يَخْتَصُّهُم بِالنِّعَم لِمَنَافِعِ العِبَادِ وَيُقِرُّها فِيِهم مَا بَذَلُوهَا" فِإِذا مَنَعُوهَا نَزَعَها مِنهم فَحَوَّلَها إِلى غَيْرِهِم. [حسنه الألباني]
ولعل مولاك أراد بهذه الرسالة السريعة أن يجبرك ويقول سبحانه لي: أي شرف ومنزلة وهبتك إياها؛ لتكون يد القدر التي تخفف عن عبادي، وتكون سبباً لإدخال السرور على مسلم؛ والذي هو من أحب الأعمال إلى ربك؟!.
فقد "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟.
قال: إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته، أو سترت عورته، أو قضيت له حاجة". [حسنه الألباني]
فكم كنت ستخسر لو لم تسأل عبدي هذا الذي جبرته؛ بمجرد السؤال، والسؤال فقط؛ فجبرتك في التو واللحظة، وأذهبت همك، وذكرتك بنعمي، وجعلتك تعود إلى بيتك راضياً حامداً شاكراً؛ وقد فتحت باباً للخير لم يكلفك شيئاً إلا مجرد كلمات حانية تشعر الآخرين خاصة المهمومين باهتمامك بهم وبهمومهم!؟).
ثم عاتبتها خجلاً: (ألا تستحق هذه الحالة النفسية الراضية الوجدانية الراقية وهذه الطريقة السحرية لإزالة همومك؛ سجدة شكر لمولاك الآن وقهراً لعدوك إبليس؟!).
جبر الخواطر






ثم ...
د. حمدي شعيب
(25 يوليو 2018م)

ليست هناك تعليقات: