الأحد، 17 مارس 2024

النفوس الطيبة وحصادها الطيب!


(النفوس الطيبة تٌعرف بسلوكياتها!)
فيلم إيراني مدتة دقيقة واحدة!.
ولكن رسالته الإنسانية الراقية لا مدى لها في أعماق النفوس!.
وهي كيف تكون سلوكيات أصحاب النفوس الطيبة!.
وذوي القلوب النقية!.
عند المواقف الحرجة!.
فقير قتل طفلته الجوع!.
ولكنه معدم لا يمتلك ما يسعد صغيرته ويطعمها!.
فامتدت يده للحرام!.
فماذا كانت ردة فعل هؤلاء الطيبين!.
لذلك لا نستغرب كيف شبه مولانا النفوس الطيبة بالأرض الطيبة؟!.
الطيبة التربة!.
والطيبة الماء!.
والطيبة البذور!.
والطيبة الزروع!.
والطيبة الثمار!.
فيظهر طيب معدنها في المواقف الإنسانية الفارقة!.
فتستر المخطئ!.
وتقرأ آلام المجروحين ولو لم ينطقوا!.
وتعين المحتاج!.
وتربت على كتفي المتعب!.
وتواسي المحزون!.
وتجامل المسرور!.
اللهم اجعلنا ممن شرفتهم بتسليم رزقك إلى عبادك.
واجعلنا ممن يدخلون السرور على قلوب وبيوت عبادك.



الاثنين، 11 مارس 2024

اذكره يذكرك ... وتنال جزاء من جنس عملك


(لا تُغادر قاضي الحاجات!!!)
"‏إذا استعجلتَ في صلاتك ...
فتذكَّر ...
أنَّ كلّ ما تريد لحاقه ...
وجميع ما تخشى فواته ...
بيد من وقفتَ أمامه!".
كلمات مؤثرة من الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.
تدعونا لأن نتعلم الأدب في حضرة مالك الملك والملكوت ...
ولا نغضب ذا العزة والجبروت!.
(بعضٌ من شواغلنا!)
فكم استعجلنا في إنهاء صلاتنا ...
عند سماع رنة الهاتف!.
أو خوفا من ضياع وقت العمل!.
أو خشية أن نخسر عميلاً في تجارتنا!.
أو عند سماع صافرة القطار!.
أو عند سماع جرس الباب!.
أو ...
وللأسف عند سماع هياج الجماهير عند تسجيل هدف في مباراة فريقنا!.
ونسينا أن كل هذه الأمور يديرها سبحانه وتعالى!.
بل وينظمها ويجدولها لكل منا!.
والأجمل أنه يضعها في وقتها المناسب.
والأروع أنه يختار لكل منا الأنسب والأصلح والأفضل!.
(وقفة قبل الاستعجال!)
ولنتدبر أننا في حضرة من ...
"يُدَبِّرُ الْأَمْرَ". (السجدة٥)
فلست أنت من تدبر أمورك!.
وتأمل كيف تدار الأمور في الوجود كله!.
وكيف قال المفسرون عن الآية الكريمة:
"قال ابن عباس رضي الله عنهما:
ينزل القضاء والقدر!.
وعن عبد الرحمن بن سابق رحمه الله قال:
يدبر أمر الدنيا أربعة:
جبريل، وميكائيل، وملك الموت، وإسرافيل; صلوات الله عليهم أجمعين!.
فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود.
وأما ميكائيل فموكل بالقطر والماء.
وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح.
وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم.
وقد قيل: إن العرش موضع التدبير.
كما أن ما دون العرش موضع التفصيل". (القرطبي)
(كيف يذكر محبيه؟!)
والصلاة ذكر ...
وللذكر مقام ...
وللذكر جزاء ...
من المحب لمحبيه!.
فكم فاتنا من كنوز.
وكم ضيعنا من ثمار!.
لو تأملناها ...
ما استعجلنا!.
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ". (البقرة١٥٢)
اذكروني بألسنتكم.
أذكركم عند مرضكم فأشفيكم.
وعند جهلكم فأعلمكم.
وعند ظلمكم فأنصركم.
قال الحسن البصرى رحمه اللّه:
"اذكرونى، ...
فيما افترضت عليكم.
أذكركم ...
فيما أوجبت لكم على نفسى!".
وعن سعيد بن جبير رحمه الله:
"اذكرونى بطاعتى ...
أذكركم بمغفرتى ...
وبرحمتى!".
(الجزاء من جنس العمل!)
وهذه هي أحوالنا في الذكر ...
خاصة الصلاة ...
وتلك هي الثمار العظيمة التي وعدنا سبحانه إياها.
والتي قيل عنها:
الأولى: اذكروني بطاعتي أذكركم برحمتي.
الثانية: اذكروني بالدعاء أذكركم بالإجابة والإحسان.
الثالثة: اذكروني بالثناء والطاعة أذكركم بالثناء والنعمة.
الرابعة: اذكروني في الدنيا أذكركم في الآخرة.
الخامسة: اذكروني في الخلوات أذكركم في الفلوات.
السادسة: اذكروني في الرخاء أذكركم في البلاء.
السابعة: اذكروني بطاعتي أذكركم بمعونتي.
الثامنة: اذكروني بمجاهدتي أذكركم بهدايتي.
التاسعة: اذكروني بالصدق والإخلاص أذكركم بالخلاص.
العاشرة: اذكروني بالربوبية في الفاتحة أذكركم بالرحمة والعبودية في الخاتمة.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
لا إله إلا الله ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.