الأربعاء، 24 أبريل 2019

هل حاورته؟!

حوار الباقيات الصالحات
استشعر متعة هذا الحوار!.
وحاول معايشته كل يوم خاصة في قنوت السحر!.
شكر الله للشيخ الجليل نبيل العوضي حفظه الله.


الخميس، 18 أبريل 2019

سر تميزي!

(ارفع سقفك!؟)
اطلب الأعلى!؟.
واحلم بالمستحيل تنله!.
واعتز بذاتك!.
وأتقن فن التقدير الذاتي!.
وهو شعار يرفعه الناجحون والمبدعون والمغردون خارج سرب المألوف!.
ويضعونه على قمة جبل أحلامهم!.
ففي الدنيا؛ يتطلعون إلى ما لا يراه غيرهم!.
وفي الآخرة؛ يتطلعون إلى أعلى الجنان:
"فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ". (البخاري)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (يَدُلُّ هَذَا عَلَى أَنَّ الْفِرْدَوْسَ فَوْقَ جَمِيعِ الْجِنَانِ, وَلِذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْلِيمًا لِلْأُمَّةِ وَتَعْظِيمًا لِلْهِمَّةِ: "فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ").
وهكذا أيضاً؛ يعلمنا الغراب؛ ألا نرضى بالدنية!.
وهو الذي أخبرنا عنه القرآن الكريم؛ أنه علم ابن آدم قابيل كيف يواري جثة أخيه هابيل؛ فيدفنه في التراب!؟.









الخميس، 11 أبريل 2019

مولاك ... عندما يقتص لك!

مولاك ... عندما يقتص لك!؟
حادثة أليمة في بدايتها!؟.
ولكنها أشد ألماً في نهايتها!؟.
ولم تزل محفورة في ذاكرتي بقوة منذ عقود!؟.
فتطمئنني بأن مولانا معنا شهيد ورقيب وحسيب!.
وفي نفس الوقت ترعبني من غضبه وقصاصه كما يليق بعظمته وسلطانه!.
فذات يوم في التسعينيات عندما كنت أعمل في مستشفى الولادة والأطفال في (بريدة) في (السعودية) وبينما كنت أغير مع زميلي الدوام الساعة الرابعة مساءًا!.
شاهدت أمام بوابة المستشفى زميلاً كان مقرباً جداً من أشد المديرين السعوديين الذين عاصرتهم قسوة وتعسفاً ـ والذي له قصة غريبة وموحية سيأتي وقتها بعون الله ـ لدرجة أنه كان ذراعه اليمين أو إن شئت قلت كلتا ذراعيه!؟.
وكان في سيارته منتظراً زميله الذي سيغير معه الدوام.
ولسوء حظ الزميل أو لسوء حظهما معاً؛ أنه تأخر حوالي ربع ساعة!.
فلما حضر مسرعاً خجلاً معتذراً؛ بسبب أنه قد تعطلت سيارته!.
قام زميلنا بنهره على الملأ!؟.
ولكنه لم يكتف بتوبيخه؛ بل أثناء دخول هذا الزميل المتأخر المستشفى؛ أتاه هذا الزميل المغرور؛ غدراً وجبروتاً؛ فدفعه بسيارته من الخلف!.
حتى كاد أن يلقيه أرضاًَ!؟.
وكان منظراً مؤلماً وقاسياً أمام الزملاء!؟.
لأن هذا المظلوم لا يستطيع الرد على ذلك المغرور لعلاقته المميزة بالمدير!.
ورأيت بعيني؛ ذلك المعنى النازف الذي لا يغيب عن ذاكرتي؛ بل لكل معاني انكسار الإنسان، وأن يكون حقاً مغلوباً على أمره!.
ولم تزل لا تغيب عن مخيلتي؛ تلك الصورة القاسية للدموع وهي تكاد تحرق عينيه!.
فترجم بها كل المعاني النازفة والمؤلمة لقهر الرجال!؟.
ذكرتني بنفس دموع المبدع محمود المليجي رحمه الله؛ في أعظم لقطات فيلم (الأرض)!؟.
وكيف أراد أصحاب النفوذ والسلطان إذلاله على الملأ!.
وكأنها رسالة قاسية؛ لكل من يحاول الصمود أو مجرد الاعتراض!؟.
فكسروا رجولته!؟.
وأهانوا إنسانيته!؟.
فحلقوا شاربه قسراً!؟.
وحاول إخفاء عاره بكوفيته؛ وهو يتظاهر بالشموخ والتجلُّد أمام أهل القرية المساكين المغلوبين على أمرهم!؟.
ولكن فضحت ضعفه الإنساني؛ تلك الدموع الدامية؛ والكاوية لكل قلب لا يرضيه الظلم والقهر!؟.
فجبرت خاطر زميلنا المسكين؛ بما أقدر عليه من كلمات طيبة!.
ولكنه لم يردّ ولم ينطق؛ لدرجة أنني استعجبت من صمته وحزنه!.
وساعتها خفت عليه؛ من هذا الكبت أن يصيبه مكروه!؟.
ولعله رفع شكواه الصامتة إلى مولاه!.
ولا أدري للآن ماذا بينه وبين ربه?!.
وما هي سر تلك الدعوات التي رفعها لمولاه؟!.
فتلقفتها الملائكة لتصعد بها مهرولةً إلى الحكم العدل في السماء السابعة؛ وهي غاضبة له مشفقة عليه!؟.
ففُتحت لها أبواب السماء!؟.
وأهاجت الملأ القدسي الأعلى!؟.
فاستجاب لها سبحانه ذو العزة والجبروت مالك الملك والملكوت!؟.
ببيان علوي عاجل بلغه لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"اتَّقوا دعوةَ المظلومِ فإنَّها تصعدُ إلى السَّماءِ كأنَّها شرارةٌ" (حسن)
«اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجاب» (صحيح الجامع الصغير).
«اتَّقُوا دَعْوَةَ المَظْلومِ!.
فإنَّها تُحْمَلُ على الغَمامِ!.
يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: وعزَّتي وجَلالِي لَأنْصُرَنَّكِ ولَوْ بعدَ حِينٍ»  (صحيح)
ومرت سنوات!.
ونسيت الحادثة!.
ولكن ...
"وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّا". (مريم64)
يا الله ...
كم هو مرعب ذلك القانون الرباني الحاسم والسنة الإلهية المرعبة: 
(الجزاء من جنس العمل)!.
وكما تَدِينُ تُدان!.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.

اللهم إنا نسألك العافية.
فذات يوم بينما كان هذا المغرور يستقل سيارته مع بعض أصحابه؛ دهمتهم سيارة والعياذ بالله.
والغريب أن كل من فيها نجوا إلا هو!.
والأكثر غرابة أن السيارة ...
وبنفس الطريقة ...
قد داهمتهم من الخلف!!!؟.
(د. حمدي شعيب ـ 13 مايو 2017م)


  





الثلاثاء، 2 أبريل 2019

راح وسابنا يا لينة!؟

وداعاً أيها الغريب
راح وسابنا يا لينة!؟
ذات يوم في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة؛ شاهدت أحد كبار الإعلاميين اللامعين في (طبعته الأولى) يجلس وحيداً في حفل توقيع كتابه الذي تعب في الدعاية له؛ لعله كان يريد به الحظوة عند من بيدهم رزقه ووضعه!؟.
أما (د. أحمد خالد توفيق) رحمه الله الرقيق الخلوق فكنت لا أستطيع رؤيته من شدة الزحام خاصة الشباب، ومنهم أبني الأصغر (أحمد)!.
الذي وقع له عى إحدى رواياته!؟.
كما فعل من قبل مع إخوته!؟.
فصافحته وشكرته على أثره الطيب على أسرتي فابتسم في خجل وتواضع غير مصطنع.
لذا كانت صدمتي بالغة عندما رحل عنا في يوم حزين وهو (2 إبريل 2018)!.
فكنت كمن ضاع منه مجدافه وهو يصارع أمواج حياته العاصفة المغرقة المهلكة؛  فهتف بألمٍ نازفٍ باكٍ:
(مولاي ماذا صنعنا وما هو الذنب الذي أجرمناه لنفتقد أعز من نعتز به بينما تؤلم عيوننا في كل وجه وكل صوب رؤية ملايين الشخوص البائسة المقززة والتي أشبه بالمومسات التي عوقب بمجرد رؤية إحداهن جريج عابد بني إسرائيل عندما عق أمه كما حذرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح؟!.
وذلك عندما فضل صلاته عن تلبية ندائها!؟.
"فقالت: اللهم لاتُمِتْهُ حتى ينظر إلى وجوه المومسات". [متفق عليه]
وهن الزاواني والعياذ بالله!.
فلعله ما نراه هو عقاب إلهي على ذنوب ارتكبناها!؟.
إنها من المرات القليلة التي بكيت فيها على راحل ليس من أقاربي!.
أبكي الجميل الذي عشق أولادي القراءة بسببه!.
أبكي الرمز الجميل الذي أحبه أولادي واعتزوا بلقائه وصورهم معه وملأوا مكتبة البيت بمؤلفاته الرفيعة!.
أبكي من كنت اطمئن على عقل أولادي وهو يُصاغ بين يدي أدبه ورواياته الرفيعة علمياً والشيقة أدبياً!.
أبكي من أوصى بأن يُكتبُ على قبره ما عاش له وحققه فنُفّذت وصيته: (جعل الشباب يقرأون!؟).
أبكي النبيل الذي لم يُلوّث في زمن التلوث!.
أبكي من لم يسترزق بقلمه ولم يداهن بأدبه ولم ينافق بكلماته!.
أبكي الشامخ في زمن الانكسار؛ فنصر المظلومين في قضيتهم وتأثر بمحنتهم!؟.
أبكي هذه الزهرة الرقيقة التي ذهبت تاركه محبيها في هجير صحراء الكذب والغش والسقوط والانكسار!.
أبكي من قال عنه ابني (أحمد)؛ ان زميله دخل في امتحان الشفوي في (كلية طب اسكندرية) فأجاب إجابه أبهرت الممتحن والتي اعترف الأستاذ له أنه لا يعرفها!.
والمفاجأة أن زميل ابني أسرّ إليه وأخبره أنه أجابه من خلال قراءته لأحدي قصص الرفيع المبدع!؟.
أبكي استاذ طب المناطق الحارة الذي حوّل علمه إلى أروع روايات الخيال العلمي!.
أبكي (الغريب) الذي أثبت أنه دوماً يذهب الكرام ويبقى اللئام!.
أبكي من حرصنا على (صلاة الغائب) عليه بعد فجر اليوم في البيت بل وكررناها مرتين لعل الله يرحمه ووالدينا وموتى المسلمين وأن يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة!.
أبكي من صمم ابني د. خلاد على تحمل وعثاء السفر ليشارك الآلاف من محبيه لحضور جنازته وتوديعه الوداع الأخير!.
أبكي من أحزنني الصدمة التي أصابت محبيه على اختلاف أعمارهم وأطيافهم وألوانهم واتجاهاتهم خاصة أهل بيتي الأحباب!.
أبكي من مات ونحن شباباً وشيوخاً ومن كل الأعمار في حاجة لقلمه النظيف ورأيه الشريف في زمن الزيف!.
أبكي من تأثرت كثيراً بحوار ابنتي مع صديقاتها حول صدمتهن فيه والتي آلمتني إحداهن بشكواها لابنتي وقد ترجمت كل كلامنا ونعينا ولخصت ببراءة كل مشاعرنا واختزلت كل ما حاولنا به من وصف لمصيبتنا فيه:
(راح وسابنا يا لينة!؟).
حقاً بُنياتي لقد صدقتن؛ فقد رحل وتركنا جميعاً ليصدق فينا قول الشاعر (أبو الأسود الدؤلي):
(ذَهَبَ الرِجالُ المُقتَدى بِفِعالِهِم ... وَالمُنكِرونَ لَكُلِّ أَمرٍ مُنكَرِ
وَبَقيتُ في خَلَفٍ يُزَكّي بَعضُهُم بَعضاً ... ليَدفَعَ مُعوِرٌ عَن مُعوِرِ
فَطِنٌ لِكُلِ مُصيبَةٍ في مالِهِ ... وَإِذا أُصيبَ بِعِرضِهِ لَم يَشعُرِ)
فاللهم ارحمه واجزه عنا وعن أولادنا وشباب أمتنا خير الجزاء واجعله العمل الصالح الذي ينفعه في قبره ويؤنس وحشته في عقبه من الغابرين ويتقبل شهادتنا له وشفاعتنا له ونحسبه كذلك ولا نزكيه على الله.
فلعل شهادتنا وحبنا له وثناءنا عليه يصدق المقولة (ألسنة الخلق أقلام الحق).
ولعلها إجابة الدعوة الإبراهيمية الجليلة: "وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ". (الشعراء84(
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم آجرنا في مصيبتنا في (العرَّاب) واخلف لنا خيراً منها!).
(الثلاثاء 3 إبريل 2018م)



ثم ...
د. حمدي شعيب
(2 إبريل 2019م)