الأربعاء، 31 يناير 2024

دعوة محب!


(هل فهمت رسالته؟!)
"سَيأتي على قلبكَ فترةٌ أثقَل من الجِبال!.
ليسَ لتَكتئِب!.
بَلْ لتَقترِب!".
كلمات رائعة من الإمام شمس الدين التبريزي رحمه الله.
وهي رسالة لكل من استشعر قسوة داخلية تعتصره!.
فما خشع قلبه لآيات ربه!.
وما دمعت عيناه في مناجاته!.
وما استمتع بصلاته!.
وهي رسالة لكل من ضاق صدره ممن حوله ممن آذوه وشوهوه وجحدوه!.
ولكل من تكالبت عليه همومه فحرمته نومه!.
ولكل من حاصرته ديونه فعاش ذلّ نهاره وهمّ ليله!.
وكأنها رسالة ربانية حانية:
عبدي ...
لا تبتئس ...
"وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب". (العلق١٩)
(أسرع ... فمولاك ينتظرك!)
وهي نفس الرسالة الراقية التي جاءت في حكم ان عطاء الله رحمه الله:
"مَتى أَوْحَشَكَ مِنْ خَلْقِهِ ...
فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُريدُ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بابَ الأُنْسِ بهِ!".
إذا استشعرت جفاءا ممن يحيط بك!.
وإذا وجدت هجوما كئيبًا من الهمّ والغمّ والحَزَن!.
فإنما هي دعوة خفية للقرب من رحابه!.
والأنس بلقائه!.
ومناجاة السميع القريب!.
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ". (البقرة١٨٦)
(لا تتأخر!!!)
وستجد في انتظارك الحفاوة واللطف والراحة!.
كما صورها الخليل عليه السلام:
"إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا". (مريم٤٧)
وكما فسرها ابن عباس رضي الله عنهما:
"إنه كان بي لطيفا!". (الطبري)
(السلسلة المهلكة!!!)
ولعل سبب ما عانيناه هو أن نكون ضحايا السلسلة البئيسة التي تبدأ بذنب في إحدى الخلوات فحال بيننا وبين متعة القرب.
فيلزمنا في مسيرة القرب من ربنا أن نجدد توبتنا!.
ونطرق باب الاستغفار!.
قال المحاسبي رحمه الله:
"اعلم أنَّ الذنوب تورث الغفلة!.
والغفلة تورث القسوة!.
والقسوة تورث البعد من الله!.
والبعد من الله يورث النار!.
وإنَّما يتفكر في هذا الأحياء!.
وأما الأموات فقد أماتوا أنفسهم بحب الدنيا".
اللَّهُمَّ ...
لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ.
وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ.
وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ.
وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
استغفر الله العظيم الذي لا إله هو الحي القيوم وأتوب إليه ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
(د. حمدي شعيب - الإثنين ٢٢ أغسطس ٢٠٢٢م)
ثم ...
د. حمدي شعيب
(أول فبراير 2024م)

الاثنين، 29 يناير 2024

الخبيئة ... سلاحك المضاد للمحن والشدائد والمكر السيء!

(الخوافي للخوافي!!!)
"هل لَديْك خوافي مؤلمات لا يعلمهن إلا الله؟!. اجعل لهن خوافي صالحات لا يعلمهن إلا الله!. فمرضك الذي لا يعلمه إلا الله ... اجعلْ له صدقةً خفية لا يعلمها إلا الله!. والهمُّ الذي يربض على صدرك ولا يعلمه إلا الله ... اجعلْ له استغفارًا خفيًا لا يسمعه إلا الله!. والقلق الذي يعتريك ولا يعلمه إلا الله ...
اجعلْ له ركعتين في الليل لا يراهما إلا الله!. وهكذا اصنع مع كل خافية تؤلمك وترهقك ولا يعلم بها إلا الله ...
اجعل لها خوافي صالحة لا يعلمها إلا الله!.
وكن واثقًا بالله وبفرجه ورحمته!". كلمات راقية ونصيحة ذهبية من الإمام ابن القيم رحمه الله.
وهي أن نتعود أن ندفع قدر الله بقدر الله.
وأن نتعود صدقة السر!.
(الخبيئة ... سلاحنا المضاد للمحن!)
"مَنِ استطاعَ منكم أنْ يكونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عمَلٍ صالِحٍ فلْيَفْعَلْ". (مصنف بن أبي شيبه وصححه الألباني)
(حتى يظلنا في ظله!)
"سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ؛ وذكر منها:
ورَجُلٌ تَصَدَّقَ، أخْفَى حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ.
ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ". (البخاري)
(حصن ضد غصب ربنا!)
"صِلَةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمْرِ.
و صَدَقةُ السِّرِّ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ". (كتاب الشهاب وصححه الألباني)
(سلاحنا المضاد للبلاءات!)
"صنائع المعروف تقي مصارع السوء.
والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب.
وصلة الرحم زيادة في العمر.
وكل معروف صدقة.
وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة.
وأول من يدخل الجنة أهل المعروف". (الطبراني وغيره، وصححه الألباني والبخاري ـ في الأدب المفرد)