(هل فهمت رسالته؟!)
"سَيأتي على قلبكَ فترةٌ أثقَل من الجِبال!.
ليسَ لتَكتئِب!.
بَلْ لتَقترِب!".
كلمات رائعة من الإمام شمس الدين التبريزي رحمه الله.
فما خشع قلبه لآيات ربه!.
وما دمعت عيناه في مناجاته!.
وما استمتع بصلاته!.
وهي رسالة لكل من ضاق صدره ممن حوله ممن آذوه وشوهوه وجحدوه!.
ولكل من تكالبت عليه همومه فحرمته نومه!.
ولكل من حاصرته ديونه فعاش ذلّ نهاره وهمّ ليله!.
وكأنها رسالة ربانية حانية:
عبدي ...
لا تبتئس ...
"وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب". (العلق١٩)
(أسرع ... فمولاك ينتظرك!)
وهي نفس الرسالة الراقية التي جاءت في حكم ان عطاء الله رحمه الله:
"مَتى أَوْحَشَكَ مِنْ خَلْقِهِ ...
فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُريدُ أَنْ يَفْتَحَ لَكَ بابَ الأُنْسِ بهِ!".
إذا استشعرت جفاءا ممن يحيط بك!.
وإذا وجدت هجوما كئيبًا من الهمّ والغمّ والحَزَن!.
فإنما هي دعوة خفية للقرب من رحابه!.
والأنس بلقائه!.
ومناجاة السميع القريب!.
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ". (البقرة١٨٦)
(لا تتأخر!!!)
وستجد في انتظارك الحفاوة واللطف والراحة!.
كما صورها الخليل عليه السلام:
"إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا". (مريم٤٧)
وكما فسرها ابن عباس رضي الله عنهما:
"إنه كان بي لطيفا!". (الطبري)
(السلسلة المهلكة!!!)
ولعل سبب ما عانيناه هو أن نكون ضحايا السلسلة البئيسة التي تبدأ بذنب في إحدى الخلوات فحال بيننا وبين متعة القرب.
فيلزمنا في مسيرة القرب من ربنا أن نجدد توبتنا!.
ونطرق باب الاستغفار!.
قال المحاسبي رحمه الله:
"اعلم أنَّ الذنوب تورث الغفلة!.
والغفلة تورث القسوة!.
والقسوة تورث البعد من الله!.
والبعد من الله يورث النار!.
وإنَّما يتفكر في هذا الأحياء!.
وأما الأموات فقد أماتوا أنفسهم بحب الدنيا".
اللَّهُمَّ ...
لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ.
وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ.
وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ.
وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
استغفر الله العظيم الذي لا إله هو الحي القيوم وأتوب إليه ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
(د. حمدي شعيب - الإثنين ٢٢ أغسطس ٢٠٢٢م)
ثم ...
د. حمدي شعيب
(أول فبراير 2024م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق