السبت، 18 فبراير 2023

صفحة من ملفات أمم وحضارات ... لماذا سادت ثم بادت؟!


(ما هو السر الدفين وسبب كل البلاءات؟!. وكيف النجاة؟!)
"ليسَ في الوجُودِ شَـرٌّ ...
إلَّا الذُّنـوبُ ومُوجِباتُها!.
فَإذا عُوفِـيَ مِنَ الذُّنـوبِ ...
عُوفِـيَ مِن مُوجِبَاتِها!.
فَليــسَ لِلعبــدِ ...
إذا بُغِـــيَ عَليــهِ ...
وأُوذِيَ!. 
وتَسلَّــطَ عَليهِ خُصـومُهُ ...
شـيءٌ أنفعُ لهُ ...
مِنَ التَّوبةِ النَّصُـوح!.
وعَلامـةُ سَعادتِـه:
أن يعكِسَ فِكـرَهُ ونَظـرَهُ
على نَفسِـهِ ...
وذُنوبِـه ...
وعُيوبِـه!.
فَيَشتغـِل بِهـا ...
وبإصلاحِهـا ...
وبالتَّوبـةِ مِنهـا!.
فلا يبقَـى فِيـهِ فَراغٌ لِتدبُّـرِ ما نَـزَلَ بِه!.
بَل يَتولَّى هُوَ التَّوبةَ ...
وإصلاحَ عُيوبِه!. 
واللّٰــهُ ...
يَتـولَّى نُصرَتَـهُ ...
وحِفظَـهُ ...
والدَّفـعَ عَنهُ ولا بُدَّ!.
فَمـا أسعـدَهُ مِن عَبـدٍ!. 
وما أبرَكَهـا مِن نازِلَـةٍ نَزَلـت بِه!. 
وما أحسَـنَ أثَرَهـا عَليـه!.
ولكِـنَّ التَّوفِيـق والرُّشـد ...
بِيدِ اللّٰــهِ ...
لا مَانِعَ لِمَا أعطَـى!.
ولا مُعطِــيَ لِمَـا مَنَـعَ!.
فَمـا كـلُّ أحـدٍ يُوفَّــقُ لِهـذا!. 
لا مَعرِفـةً بـه ولا إرادَةً لـه ولا
قُـدرَةً عَليـه!. 
ولا حَـول ولا قـوَّة إلَّا بِاللّٰــه!".
رسالة راقية من الإمام ابن القيم رحمه الله أوردها في (بَـدَائِـعُ الـفَـوَائِـدِ).
تعلمنا ...
أن سبب كل البلاءات ...
والهموم ...
والكروب ...
التي تعتصرنا ...
هو من داخلنا ...
ومن صنع أيدينا ...
وبما اقترفته جوارحنا!.
وهو ترجمة لأخطر السنن الإلهية الاجتماعية أو القوانين والقواعد القرآنية!.
والتي تنطبق على الأفراد والأمم والحضارات!.
وهي (سنة الأخذ بالذنوب) والعياذ بالله:
"فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ". (آل عمران١١)
"فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ". (الأنعام٦)
وهذا مصداق لأقسى الدروس التي جاءت في المراجعات والتعقيبات القرآنية الجادة لمصيبة أحد:
 "قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ". (آل عمران١٦٥)
             (الكريم ... ماذا يريد لنا؟!)
وأن النجاة ...
أيضًا ...
من داخلنا ...
وبإرادتنا ...
وذلك بصدق العزيمة على التوبة!.
فربنا يغار علينا إذا عصيناه ...
ويحب لنا الأوبة ويريدها:
"وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ". (النساء٢٧)
                 (أجمل ... وأرجى حوار!)
ولنتدبر هذه البشرى الكريمة من الحبيب صلى الله عليه وسلم ...
ولنتأمل هذا الحوار الجميل ...
بين العبد ومولاه ...
فيما يحكيه عن ربه عز وجل:
"إنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا ...
وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا ...
فَقَالَ: 
رَبِّ أَذْنَبْتُ ...
وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ ...
فَاغْفِرْ لِي!. 
فَقَالَ رَبُّهُ: 
أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟!. 
غَفَرْتُ لِعَبْدِي. 
ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ. 
ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا.
فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ ...
أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ ...
فَاغْفِرْهُ. 
فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟!.
غَفَرْتُ لِعَبْدِي.
ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ. 
ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا. 
وَرُبَّمَا قَالَ: 
أَصَابَ ذَنْبًا.
قَالَ: 
رَبِّ أَصَبْتُ ...
أَوْ أَذْنَبْتُ آخَرَ ...
فَاغْفِرْهُ لِي. 
فَقَالَ: 
أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟!. 
غَفَرْتُ لِعَبْدِي ...
(ثَلاَثًا) ...
فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ". (البخاري ومسلم)
          (رحيم ... حتى مع عصاته!)
وهذا هو فعل الكريم الغفور الودود مع عصاته!.
فما بالنا ...
كيف يفعل بمطيعيه ...
ورحمته بأوليائه!.
ولنستبشر بما قاله الإمام النووي رحمه الله:
"إن الذنوب ...
ولو تكررت مائة مرة ... 
بل ألفاً وأكثر .. 
وتاب في كل مرة ... 
قبلت توبته!. 
أو تاب عن الجميع ...
توبة واحدة ...
صحت توبته".




ثم ...
د. حمدي شعيب
(22 فبراير 2023م)

أذكار الصباح والمساء ... وفضائلها

(كيف ننجوا من الشدائد والكروب؟!)
"ما ذُكر الله على صعبٍ إلا هان. 
ولا على مشقةٍ إلا خَـفَّت. 
ولا على شدةٍ إلا زالت. 
ولا كربة إلا انفرجت".
جاء ذلك ضمن فوائد الذكر وثماره للإمام ابن القيم رحمه الله في (الوابل الصيّب).
فالذكر ...
سلاح ضد كل ظالم أو حاسد أو حاقد أو غادر!.
وهو حصن من كل بلاء!.
وهو ملاذ من كل شدة!. 
وهو وقاية من كل كرب!.
          (كيف نتقي فجأة البلاء؟!)
"مَن قال: 
بسمِ اللهِ ...
الذي لا يَضرُ مع اسمِه شيءٌ ...
في الأرضِ ولا في السماءِ ... 
وهو السميعُ العليمِ. 
ثلاثُ مراتٍ. 
لم تصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبحَ.
ومَن قالها حينَ يُصبحُ ...
ثلاثَ مراتٍ.
لم تُصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُمسي". (صحيح أبي داوود)
         (الذكر حصن من الشيطان!)
كما جاء عن الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"وآمُركم أن تَذكُروا اللهَ؛ 
فإنَّ مَثلَ ذلك ...
كمَثلِ رجلٍ ...
خرَج العدوُّ في أثَرِه سِراعًا ...
حتَّى إذا أتى على حِصنٍ حَصينٍ،
فأحرَز نفسَه منهم.
كذلك العبدُ ... 
لا يُحرِزُ نفسَه مِن الشَّيطانِ ...
إلَّا بذِكْرِ اللهِ". (صحيح الترمذي)











ثم ... 
استمتع بالمزيد من (قطوف تربوية) على هذا الرابط  
مع تحيات محبكم: 
د. حمدي شعيب

الأحد، 12 فبراير 2023

زيارة إلى رحاب التاريخ!

الهاربون!؟
لقطة مبدعة لها أكثر من قراءة وأكثر من رسالة!.
منها أن تقيم الأداء بمقاييس سابقة أو بالمقارنة بأعوام سابقة!.
كما يسمونها:
(YOY = Year-Over-Year)
ومنها لا تظلموا المرأة وتنتقمون منها!.
فدافعوا عن المرأة:
(w obronie kobiety
ولا تجعلوها وقوداً لصرعاتكم وشماعة لأخطائكم!.
ولكن الرسالة الأهم!. 
والتي تكشفنا جميعاً على المستوى الفردي والجماعي!.
وهي الهروب من المراجعات والنقد الذاتي!.
والرعب من المواجهة الحقيقية الشجاعة لأصل أزماتنا!.
والانشغال بمعارك جانبية!.
هروباً من المشكلة أو الخطأ الأكبر!.
والاستئساد على الطرف الأضعف خوفاً من مواجهة الأقوى
والتركيز على المشكلة الأتفه والأهون هروباً وهلعاً من المشكلة الأهم والأخطر!.
ولو حاسبنا أنفسنا فردياً وجماعياً!.
لأنصفنا واعترفنا!.
أننا فعلاً نمارس هذا السلوك الالتوائي في مواجهة كل مشاكلنا وهمومنا وأزماتنا وأخطائنا!.
ولعلها ذنوبٌ أخفيناها عن الناس وسجلتها ملائكة رب الناس!.
خاصة في خلواتنا!؟.
حتى أغضبنا التاريخ!.
فلفظنا خارجه!.
وأخفنا بل خسرنا وأضعنا من نحب ومن يحبنا ويقف معنا!؟







الجمعة، 10 فبراير 2023

صلاة التسبيح ... أو صلاة التسابيح ... في صحبة الباقيات الصالحات





استشعر هذا الحوار بينك وبين مولاك!
مع الشيخ نبيل العوضي حفظه الله
فماذا عن صلاة التسبيح؟
(1)ماذا عنها?
سُميت صلاة التسبيح بهذا الاسم نسبة لكَثرةِ التسبيح الوارد فيها.
وهذه الصيغة من التسبيح هي من القرآن، وهنّ الباقيات الصالحات التي ذكرت بسورة الكهف، وهي (سُبْحان اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلّا اللهُ، واللهُ أكبرُ).
وفي بعض الرّوايات يزيد: (ولا حولَ ولا قوّةَ إلّا باللهِ).
(2)حكم صلاة التسبيح أو التسابيح:

وقت صلاة التّسابيح تُصلّى صلاة التّسابيح مرّةً في اليوم.

فمَن لم يفعل فمرّةً في الأسبوع فمَن لم يفعل فمرّةً في الشّهر.

فمَن لم يفعل فمرّةً في السّنة.

فمن لم يفعل فمرّةً في العُمر على الأقلّ.

كما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أشهر الأحاديث الواردة في هذه الصّلاة وأصحّها؛ فعن العبّاس رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال له:
"يا عبّاسُ! يا عمّاهُ! ألَا أُعْطِيكَ؟ ألَا أمنحُكَ؟ ألَا أحبوكَ؟ ألَا أفعلُ بكَ عشرَ خصالٍ إذا أنتَ فعَلْتَ ذلِكَ غفَرَ اللهُ ذنبَكَ أوَّلَهُ وآخِرَهُ، قَدِيَمَهُ وحديثَهُ، خطَأَهُ وعَمْدَهُ، صغيرَهُ وكَبيرَهُ، سِرَّهُ وعلانِيَتَهُ؟.
عَشْرَ خصالٍ: أنْ تُصَلِّيَ أربَعَ رَكَعَاتَ.
تقرأُ في كُلِّ ركعةِ فاتِحَةَ الكِتابِ وسورةً.
فإذا فَرَغْتَ مِنَ القراءةِ في أَوَّلِ ركعةٍ وأنتَ قائِمٌ قلتَ: سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولَا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبر خمسَ عشْرَةَ مرَّةً - وفي زيادة بعض الرّوايات: ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم-.
ثُمَّ تَرْكَعُ فتقولُها وأنتَ راكِعٌ عشْراً.
ثُمَّ تَرْفَعُ رأسَكَ مِنَ الرُّكوعِ فتقولُها عشْراً.
ثُمَّ تَهوِي ساجداً فتقولُها وأنتَ ساجِدٌ عشْراً.
ثُمَّ تَرْفَعُ رأسَكَ مِنَ السّجودِ فتقولُها عشْراً.
ثُمَّ تَسْجُدُ فتقولُها عشْراً.
ثُمَّ تَرْفَعُ رأسَكَ فتقولُها عشْراً، فذلِكَ خَمسٌ وسبعونَ في كُلِّ ركعةٍ.
تفعلُ ذلِكَ في أربعِ ركعاتٍ.
فلو كانتْ ذنوبُكَ مثلَ زَبَدِ البحْرِ أَوْ رمْلَ عالِجٍ غَفَرَها اللهُ لَكَ.
إِن استطَعْتَ أنْ تُصَلِّيَها فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فافعلْ، فإِن لَمْ تفعلْ ففِي كلّ جُمعةٍ مَرَّةً، فإِن لم تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شهرٍ مرَّةً، فإِن لم تفعلْ فَفِي كُلِّ سنةٍ مرَّةً، فإِن لم تفعلْ ففِي عُمرِكَ مَرَّةً". (رواه الألباني، في الصحيح الجامع، عن عبد الله ابن عباس، الصفحة أو الرقم: 7937، صحيح)
 أختلف الفقهاء بمشروعيتها على قولين.
فمنهم من قال بأنها لا أصل لها، لضُعفِ الأحاديث الواردة بها، من جهة ولغرابة هذه الصلاة من حيث هيئتها ووقتها، وذلك بخروجها عن المألوف، وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية، وممن ضعف أحاديثها، ابن الجوزي، وسراج الدين القزويني أيضاً.
ومنهم من قال بمشروعيتها وسنيتها، وذلك لتصحيح الأحاديث الواردة بها، كالدارقطني والخطيب البغدادي، والحافظ بن حجر، والعلامة الألباني، وذلك لكثرة طرق الحديث التي تقوي بعضها بعضاً بحيث يصبح الحديث بمنزلة الحسن، أما الحنابلة فأجازوها من غير القول بسنيتها، لقولهم بجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال .
وعلى هذا تكون صلاة التّسابيح بين حُكم المُستحَبّ أو الجائز عند المذاهب الفقهيّة الأربعة المُعتبَرة عند أهل السُّنة.
(3)فضلها
جاء في فضلها عشر خصال، ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس رضي الله عنه، كأعطية، وكمنحة فقد بين النبي عليه السلام، بأن فيها مغفرة للذنوب سواء أكانت كبيرة أم صغيره، قديمة أم حديثه، بالعمد أم بالخطأ، علانية أم سراً، أول الذنوب وآخرها.
فهي مُفرِّجة للكروب، ومُكفِّرة للذّنوب، وقاضِية للحاجات.
وهذا فضل عظيم ومن الغريب في الوارد في عظم الأجر والثواب، الواردة في فضل الأعمال، مما جعل بعض العلماء يستغرب عدم تناقل هذه الصلاة من قبل الناس، وخصوصاً أن الناس يهتمون بالغريب من الأمور ويتناقلونه.
(4)كيفيتها:
تُصلّى صلاة التَّسابيح جماعةً أو فُرادى.
وتكون سِريّةً في النّهار وجهريّةً في الليل.
ولا تُصلّى في الأوقات المكروهة؛ من بعد الفجر حتى طلوع، ومن بعد صلاة العصرحتى مغيب الشمس.
جاءت صلاة التسبيح على ثلاث صفات:
أن تُصلى أربعَ ركعاتٍ، يكون فيها تشهد أول، وتشهد أخير، سواء أكانت ليلاً أم نهاراً.
أن تُصلى أربع ركعات بدون التشهد الأول، واقتصارها على التشهد الأخير، وذلك إذا صليت في النهار.
أن تُصلى أربع ركعات بالتشهد الأول، والتشهد الثاني الأخير في حال إذا صُليت ليلاً، وذلك لعلة أن صلاة الليل مثنى مثنى.
(5)تفصيلها
أن يصلي المصلي أربع ركعات.
يقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة، وما تيسر، ثم بعد الانتهاء من التلاوة، يقول خمسة عشرة مرة، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
ويَصْمِت هُنَيئةً، ثم يُكَبِرُ للركوع ويركع، ويقول التسابيح المذكورة أعلاه عشر مرات.
ثم يرفع من ركوعه، ويعتدل ويقول التسابيح الواردة أعلاه عشرا.
ثم يهوي ساجدا ويقولها عشرا.
ثم يرفع رأسه من سجوده، ويقولها عشرا في الجلوس ما بين السجدتين.
ثم يسجد السجدة الثانية، ويقولها عشراً.
ثم عند القيام من السجدة الثانية يقولها عشراً.
فهذه خمس وسبعون تسبيحة في كل ركعة، يفعل ذلك في الركعات الثلاثة الباقية.
ثم ...
استمتع بالمزيد من (خواطر مهاجرة) على هذا الرابط 
د. حمدي شعيب 
(١٠ فبراير ٢٠٢٣م)