(ما هو السر الدفين وسبب كل البلاءات؟!. وكيف النجاة؟!)
"ليسَ في الوجُودِ شَـرٌّ ...
إلَّا الذُّنـوبُ ومُوجِباتُها!.
فَإذا عُوفِـيَ مِنَ الذُّنـوبِ ...
عُوفِـيَ مِن مُوجِبَاتِها!.
فَليــسَ لِلعبــدِ ...
إذا بُغِـــيَ عَليــهِ ...
وأُوذِيَ!.
وتَسلَّــطَ عَليهِ خُصـومُهُ ...
شـيءٌ أنفعُ لهُ ...
مِنَ التَّوبةِ النَّصُـوح!.
وعَلامـةُ سَعادتِـه:
أن يعكِسَ فِكـرَهُ ونَظـرَهُ
على نَفسِـهِ ...
وذُنوبِـه ...
وعُيوبِـه!.
فَيَشتغـِل بِهـا ...
وبإصلاحِهـا ...
وبالتَّوبـةِ مِنهـا!.
فلا يبقَـى فِيـهِ فَراغٌ لِتدبُّـرِ ما نَـزَلَ بِه!.
بَل يَتولَّى هُوَ التَّوبةَ ...
وإصلاحَ عُيوبِه!.
واللّٰــهُ ...
يَتـولَّى نُصرَتَـهُ ...
وحِفظَـهُ ...
والدَّفـعَ عَنهُ ولا بُدَّ!.
فَمـا أسعـدَهُ مِن عَبـدٍ!.
وما أبرَكَهـا مِن نازِلَـةٍ نَزَلـت بِه!.
وما أحسَـنَ أثَرَهـا عَليـه!.
ولكِـنَّ التَّوفِيـق والرُّشـد ...
بِيدِ اللّٰــهِ ...
لا مَانِعَ لِمَا أعطَـى!.
ولا مُعطِــيَ لِمَـا مَنَـعَ!.
فَمـا كـلُّ أحـدٍ يُوفَّــقُ لِهـذا!.
لا مَعرِفـةً بـه ولا إرادَةً لـه ولا
قُـدرَةً عَليـه!.
ولا حَـول ولا قـوَّة إلَّا بِاللّٰــه!".
رسالة راقية من الإمام ابن القيم رحمه الله أوردها في (بَـدَائِـعُ الـفَـوَائِـدِ).
تعلمنا ...
أن سبب كل البلاءات ...
والهموم ...
والكروب ...
التي تعتصرنا ...
هو من داخلنا ...
ومن صنع أيدينا ...
وبما اقترفته جوارحنا!.
وهو ترجمة لأخطر السنن الإلهية الاجتماعية أو القوانين والقواعد القرآنية!.
والتي تنطبق على الأفراد والأمم والحضارات!.
وهي (سنة الأخذ بالذنوب) والعياذ بالله:
"فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ". (آل عمران١١)
"فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ". (الأنعام٦)
وهذا مصداق لأقسى الدروس التي جاءت في المراجعات والتعقيبات القرآنية الجادة لمصيبة أحد:
"قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ". (آل عمران١٦٥)
(الكريم ... ماذا يريد لنا؟!)
وأن النجاة ...
أيضًا ...
من داخلنا ...
وبإرادتنا ...
وذلك بصدق العزيمة على التوبة!.
فربنا يغار علينا إذا عصيناه ...
ويحب لنا الأوبة ويريدها:
"وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ". (النساء٢٧)
(أجمل ... وأرجى حوار!)
ولنتدبر هذه البشرى الكريمة من الحبيب صلى الله عليه وسلم ...
ولنتأمل هذا الحوار الجميل ...
بين العبد ومولاه ...
فيما يحكيه عن ربه عز وجل:
"إنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا ...
وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا ...
فَقَالَ:
رَبِّ أَذْنَبْتُ ...
وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ ...
فَاغْفِرْ لِي!.
فَقَالَ رَبُّهُ:
أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟!.
غَفَرْتُ لِعَبْدِي.
ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ.
ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا.
فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ ...
أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ ...
فَاغْفِرْهُ.
فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟!.
غَفَرْتُ لِعَبْدِي.
ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ.
ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا.
وَرُبَّمَا قَالَ:
أَصَابَ ذَنْبًا.
قَالَ:
رَبِّ أَصَبْتُ ...
أَوْ أَذْنَبْتُ آخَرَ ...
فَاغْفِرْهُ لِي.
فَقَالَ:
أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟!.
غَفَرْتُ لِعَبْدِي ...
(ثَلاَثًا) ...
فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ". (البخاري ومسلم)
(رحيم ... حتى مع عصاته!)
وهذا هو فعل الكريم الغفور الودود مع عصاته!.
فما بالنا ...
كيف يفعل بمطيعيه ...
ورحمته بأوليائه!.
ولنستبشر بما قاله الإمام النووي رحمه الله:
"إن الذنوب ...
ولو تكررت مائة مرة ...
بل ألفاً وأكثر ..
وتاب في كل مرة ...
قبلت توبته!.
أو تاب عن الجميع ...
توبة واحدة ...
صحت توبته".
ثم ...
د. حمدي شعيب
(22 فبراير 2023م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق