الخميس، 27 أكتوبر 2022

كيف تسقط ذنوبك؟!



(لا تُغادر قاضي الحاجات!!!)
"‏إذا استعجلتَ في صلاتك ...
فتذكَّر ...
أنَّ كلّ ما تريد لحاقه ...
وجميع ما تخشى فواته ...
بيد من وقفتَ أمامه!".
كلمات مؤثرة من الشيخ على الطنطاوي رحمه الله.
تدعونا لأن نتعلم الأدب في حضرة مالك الملك والملكوت ...
ولا نغضب ذا العزة والجبروت!.
(بعضٌ من شواغلنا!)
فكم استعجلنا في إنهاء صلاتنا ...
عند سماع رنة الهاتف!.
أو خوفا من ضياع وقت العمل!.
أو خشية أن نخسر عميلاً في تجارتنا!.
أو عند سماع صافرة القطار!.
أو عند سماع جرس الباب!.
أو ...
وللأسف عند سماع هياج الجماهير عند تسجيل هدف في مباراة فريقنا!.
ونسينا أن كل هذه الأمور يديرها سبحانه وتعالى!.
بل وينظمها ويجدولها لكل منا!.
والأجمل أنه يضعها في وقتها المناسب.
والأروع أنه يختار لكل منا الأنسب والأصلح والأفضل!.
(وقفة قبل الاستعجال!)
ولنتدبر أننا في حضرة من ...
"يُدَبِّرُ الْأَمْرَ". (السجدة٥)
فلست أنت من تدبر أمورك!.
وتأمل كيف تدار الأمور في الوجود كله!.
وكيف قال المفسرون عن الآية الكريمة:
"قال ابن عباس رضي الله عنهما:
ينزل القضاء والقدر!.
وعن عبد الرحمن بن سابق رحمه الله قال:
يدبر أمر الدنيا أربعة:
جبريل، وميكائيل، وملك الموت، وإسرافيل; صلوات الله عليهم أجمعين!.
فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود.
وأما ميكائيل فموكل بالقطر والماء.
وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح.
وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم.
وقد قيل: إن العرش موضع التدبير.
كما أن ما دون العرش موضع التفصيل". (القرطبي)
(كيف يذكر محبيه؟!)
والصلاة ذكر ...
وللذكر مقام ...
وللذكر جزاء ...
من المحب لمحبيه!.
فكم فاتنا من كنوز.
وكم ضيعنا من ثمار!.
لو تأملناها ...
ما استعجلنا!.
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ". (البقرة١٥٢)
اذكروني بألسنتكم.
أذكركم عند مرضكم فأشفيكم.
وعند جهلكم فأعلمكم.
وعند ظلمكم فأنصركم.
قال الحسن البصرى رحمه اللّه:
"اذكرونى، ...
فيما افترضت عليكم.
أذكركم ...
فيما أوجبت لكم على نفسى!".
وعن سعيد بن جبير رحمه الله:
"اذكرونى بطاعتى ...
أذكركم بمغفرتى ...
وبرحمتى!".
(الجزاء من جنس العمل!)
وهذه هي أحوالنا في الذكر ...
خاصة الصلاة ...
وتلك هي الثمار العظيمة التي وعدنا سبحانه إياها.
والتي قيل عنها:
الأولى: اذكروني بطاعتي أذكركم برحمتي.
الثانية: اذكروني بالدعاء أذكركم بالإجابة والإحسان.
الثالثة: اذكروني بالثناء والطاعة أذكركم بالثناء والنعمة.
الرابعة: اذكروني في الدنيا أذكركم في الآخرة.
الخامسة: اذكروني في الخلوات أذكركم في الفلوات.
السادسة: اذكروني في الرخاء أذكركم في البلاء.
السابعة: اذكروني بطاعتي أذكركم بمعونتي.
الثامنة: اذكروني بمجاهدتي أذكركم بهدايتي.
التاسعة: اذكروني بالصدق والإخلاص أذكركم بالخلاص.
العاشرة: اذكروني بالربوبية في الفاتحة أذكركم بالرحمة والعبودية في الخاتمة.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
لا إله إلا الله ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.




ثم ...
استمتع بالمزيد من خواطر مهاجرة على هذا الرابط
د. حمدي شعيب
(27 أكتوبر 2022م)

الخميس، 20 أكتوبر 2022

شكراً دميتي!


 ثمار بر الوالدين
د. راتب النابلسي حفظه الله

أمي
أأماه رحمكم الله ...
أيتها العظيمة ...
هكذا لا نستشعر قيمة ما نمتلك إلا عندما نفقده ...
فسامحينا ...

فأنتِ العظيمة كما عهدناكم ...
ونحن المقصرون الملومون كما عهدتينا ...
اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم كما ربونا صغاراً ...
وموعدنا الجنة بعون الله.
رحم الله والدينا وموتى المسلمين وجعل قبورهم روضة من رياض الجنة.




ثم ...
استمتع بالمزيد من (خواطر مهاجرة) على هذا الرابط
د. حمدي شعيب
(20 أكتوبر 2022م)

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022

كلما استشعرت عظم النعم استشعرت عظم عجزك عن شكرها

(كيف يُشفقُ ويَغارُ ربنا علينا؟!)
"‏يُؤدِّب الألَمُ صاحِبَه!.
يَصقُلُه صَقلًا!.
يُعلِّمه الصَّمت!.
يُريه من بعيد ...
مالم يكُن يراه عن قُرب!.
يُعلمه الدُّعاء!.
يُوحِشه من النّاس!.
يُؤنسه بربِّه!.
إن للألمِ باطنٌ فيه الرحمة!".
خاطرة مؤثرة من مولانا جلال الدين الرومي رحمه الله.
تبين دور الألم في تهذيب النفس الإنسانية!.
ودور الشدة في تنقية العبد من شوائب اللجوء لغير مولاه!.
ودور المحنة في تقريب المؤمن إلى رحاب ربه سبحانه!.
(كيف يقربنا إليه؟!)
ولعلها رحمة أرادها ربنا لمن ابتعد عنه!.
فيشفق علينا بحنان المحب!.
فيغار علينا أن نسير في طريق المعصية!.
وذلك بطريقين!.
الأول: الابتلاء بالرخاء:
بأن يعطيه ربه فرصة للقرب منه بملاطفات الإحسان!.
أي بكثرة رزقه وتتابع نعمه!.
ولكنه للأسف يغفل ولا يجيد فن الشكر!.
فيزداد بعدًا!.
كما قال ربنا:
"وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ". (سبأ١٣)
الثاني: الابتلاء بالشدة:
وذلك حين يسقط في الأول!.
فيقوده إليه بسلاسل من الامتحان!.
أي بالمحن والشدائد والعياذ بالله لعله يرعوي ويرجع إليه!
نسأل الله العافية.
وذلك كما جاء في أروع جكم ابن عطاء الله رحمه الله:
"مَن لم يُقبل على اللّه بمُلاطفات الإحسان ...
قِيّد إليه بسلاسل الامتحان!".
وفي حكمة أخرى أروع:
"من لم يشكر النّعم!.
فقد تعرّض لزوالها!.
ومن شكرها ...
فقد قيّدها بعقالها!".
وكما جاء في كتابه الكريم:
"وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ". (الأنبياء٣٥)
"وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً. (الرعد١٥)
(كيف تتمتع بالنعم وتحفظها؟!)
فمن الذكاء أن تتمتع بما وهبك من نعم!.
وفي نفس الوقت أن تجيد فن حفظها وتنميتها بذكرها!.
كما نصحنا الحسن رحمه الله:
"إنَّ اللهَ لَيُمَتِّعُ بالنعْمَةِ مَا شَاءَ.
فَإِذَا لَمْ يُشْكَرْ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ عَذَابًا!".
(الشكر نعمة تستحق الشكر!)
لذا كان شكر النعمة هو نعمة نسأل ربنا دوما أن يعلمناها ويدفعنا ويلهمنا ويدلنا عليها!.
وعلى أن نداوم على شكره!.
كما جاء في الدعاء الجميل المأثور عن أولئك الفائزين الذين نجحوا في ابتلاء الدنيا:
"رَبِّ ...
أَوْزِعْنِي ...
أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ...
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ...
وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ ...
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ...
وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ...
إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ ...
وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ". (الأحقاف١٥)
اللهم ...
أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
(د. حمدي شعيب - الثلاثاء ١٨ أكتوبر ٢٠٢٢م)



ثم ...
استمتع بالمزيد من (خواطر مهاجرة) على هذا الرابط
د. حمدي شعيب
(١٨ أكتوبر ٢٠٢٢م)

الجمعة، 14 أكتوبر 2022

لن يفلته!

(لماذا لا يُستجاب الدعاء؟!)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"ما من مؤمن ...
ولا فاجر ...
إلا وقد كتب الله تعالى له ...
رزقه من الحلال!.
فإن صبر حتى يأتيه ...
آتاه الله تعالى!.
وإن جزع ...
فتناول شيئًا من الحرام ...
نقصه الله من رزقه الحلال!". (الحلية)
(لا تستعجل رزقك!)
كما روي حذيفة رضي الله عنه عن الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"هَلُمُّوا إِليَّ.
فأَقبَلُوا إليه فجَلَسُوا.
فقال: هذا رسولُ ربِّ العالمِينَ؛
جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي:
إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا.
وإنْ أبطأَ عليهَا.
فاتَّقُوا اللهَ؛
وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ.
ولا يحْمِلَنَّكم اسْتِبْطاءُ الرِّزقِ أن تَأخذُوهُ بِمعصيةِ اللهِ.
فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عِندَه إلا بِطاعتِه". (صحيح الترغيب)
إنَّ الأرزاقَ مقسومةٌ ...
ومُقدَّرةٌ كالآجالِ.
ولو فرَّ الإنسانُ من رِزْقِهِ كما يَفِرُّ من أَجَلِهِ ...
لأَدْركَهُ رِزْقُه كما يُدْرِكُه أَجَلُه.
(أكل الحرام يحجب الدعاء!)
وكم حذرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"يا أيها الناس،
إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا،
وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين،
فقال:
"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ
كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ
وَاعْمَلُوا صَالِحًا
إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ". (المؤمنون٥١)
وقال:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ". (البقرة١٧٢)
ثم ذكر الرجل ...
يُطيل السفر ...
أشعث أغبر،
يَمد يديه إلى السماء:
يا ربِّ،
يا ربِّ،
ومَطعمه حرام.
ومشربه حرام،
وملبسه حرام،
وغُذي بالحرام،
فأنَّى يُستجاب لذلك". (مسلم)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
"في هذا الحديث ...
إشارة إلى أنه لا يُقبل العمل ...
ولا يزكو إلا بأكل الحلال.
وإن أكل الحرام يُفسد العمل ...
ويُمنع قَبوله".
نسأل الله العافية.
اللهم إنا نسألك ...
علما نافعا ...
ورزقا طيبا ...
وعملا متقبلا.