الخميس، 9 يناير 2020

لماذا ألجم الله لسانهم عن الدعاء للميت؟!

لماذا ألجم الله لسانهم عن الدعاء للميت؟!
حادثة مخيفة ومؤلمة قصها علي جاري الحبيب أثناء عادة مشينا بعد صلاة الفجر!.
وكعادة حزب الستينيين؛ الذين يشغلهم فترة غلق ملفات مسيرة حياتهم على خير، وأن من أحبه الله يوفقه لتهيئة نفسه للدعاء والاهتمام بكيفية حسن الخاتمة وأسباب النجاة من عذاب القبر!.
وأن هذه الفترة من العمر تحتاج إلى عبادات من عينة ما خف حمله وثقل ثوابه؛ خاصة العبادات المنسية مثل الذكر المطلق: "وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي" (طه42)
ومثل جبر خواطر العباد؛ والتي من أهمها التفنن في إدخال السرور على مسلم!.
"إن من أحب الأعمال إلى الله؛ إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرِّج عنه غمًا، أو يقضي عنه دينًا، أو يطعمه من جوع". (البيهقي في شعب الإيمان وحسنه الألباني)
لذا قد تواصينا بأهمية الالتزام بتلاوة (سور ة تبارك) المنجية من عذاب القبر؛ وضرورة تلاوتها ولو يوميًا!.
"سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر". (صحيح الجامع)
ثم قص عليَّ هذه الحادثة!.
فقد كان من عادة أحد الأطباء الطيبين ممن نعرفهم من جيلنا؛ أن ربه حبب إليه ويسر عليه الصلاة على الجنائز وتتبعها من حيث الصلاة عليها إلى دفنها!.
وذلك من باب التذكرة بالموت هاذم اللذات!.
"أكثروا ذكر هاذم اللذات؛ فما ذكره عبد قط وهو في ضيق، إلا وسعه عليه، ولا ذكره وهو في سعة، إلا ضيقه عليه". (الترمذي وحسنه الألباني)
والهاذم في اللغة هو السيف الحاد!.
أي أن الموت كالسيف الحاد يقطع اللذات ويمزقها ويتلفها!.
ومن باب آخر لعظم ثوابها كما في وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"مَن شَهِد الجنازة حتى يصلَّى عليها، فله قيراطٌ، ومَن شَهِدها حتى تُدفن، فله قيراطان".
قيل: وما القيراطان؟.
قال: "مثلُ الجبَلين العظيمين".
وفي رواية: "كلُّ قيراطٍ مثلُ أُحُد". (البخاري ومسلم)
وذات مرة وأثناء صلاة الجنازة على أحد المتوفين؛ عندما كبَّر خلف الإمام التكبيرة الثالثة؛ وهي الخاصة بالدعاء للميت الحاضر وموتى المسلمين!.
أصابه رعب من أنه قد خَرُسَ لسانه؛ وكأن الله قد ألجمه عن الدعاء؛ حتى كبّر التكبيرة الرابعة الأخيرة والخاصة بالدعاء لنفسه!.
فظن بنفسه الظنون؛ وسار حزينًا مهمومًا؛ لشعوره أنه قد قصَّر في حق مسلم بين يدي ربه!.
وأثناء سيره؛ سأله أحد الذين يسيرون خلف الجنازة؛ وهو من أحد التجار الطيبين المحيطين بمسجد (التوبة) أشهر مسجد يُقام فيه صلاة الجنائز في (دمنهور) والذي أسسه عمرو بن العاص رضي الله عنه إبان الفتح الإسلامي؛ لكثرة عدد المصلين، ولأنه في أهم منطقة تجارية، ثم لقربه من المقابر الرئيسة!.
والذي من عادته؛ أنه قد فتح الله عليه مثل بعض جيرانه بتتبع الجنائز!.
وقد استغرب قلة العدد؛ فقال لزميلنا الطبيب: هل تعرف هذا المتوفي؟!.
فقال له: لا!.
فقال التاجر: والله لا أدري ما السر؛ فقد انعقد لساني عن الدعاء له بعد التكبيرة الثالثة؟؟؟!!!.
فزاد رعب زميلنا؛ وانشغل اكثر بأمر هذا المسكين!؟.
وأخبر التاجر بمثل ما حدث معه!.
وعند المقابر؛ من العادة أن يبقى المعزين حول المقابر ينتظرون إتمام الدفن وتعزية أهل المتوفى؛ ثم الانصراف!.
والبعض يتبع الجنازة لحين المقبرة؛ فمنهم من يحرص على تطبيق السنة فيشاهد مراسم الدفن وإهالة التراب على الميت وينتظر فيدعو للمتوفى مدة ذبح جزور أي جمل؛ أو قد يكون من أقارب وأصدقاء المتوفى المقربين!.
ولقلة العدد تبعوا الجنازة إلى المقبرة!.
ثم بدأ مسلسل الرعب؛ نسأل الله العافية!.
فأثناء حملها زُنِقت بين مقبرتين؛ حتى أخذوا وقتًا طويلا لتمريرها مع التكبير والدعاء بالتيسير؛ وكأن الطريق بين المقابر قد ضاق عليها والعياذ بالله!.
أو أن الميت لا يريد الوصول لمقبرته؛ والعياذ بالله!.
ثم عندما حاولوا إدخال الميت للمقبرة؛ توقف تمامًا؛ وكأنه رفض الدخول!.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولم يفلح دفع من يحمله من الرجال لإدخاله!.
ولم يجدي معه دعاءًا ولا تكبيرًا!.
حتى نصحهم؛ أحد كبار السن ان يذهبوا لإحضار شيخًا طيبًا في مسجد يجاور المقابر؛ لعل الله أن ييسر لهم دفنه!.
فجاء الشيخ؛ وكأنه تعود على مثل هذه الحالات النادرة والمرعبة!.
فاجتهد في الدعاء والتكبير والصبر في إدخال الميت مرة بعد مرة!.
حتى نجحوا أخيرًا في مهمة دفنه، وأغلقوا المقبرة، وأسرعوا بالإنصراف وهم مرعوبين!.
ثم لخوف زميلنا الطبيب بأمر هذا الميت؛ فانشغل به وبما حدث له ولم ينم!.
فتتبع مسكنه؛ وسأل عنه من يعرفه!.
فأخبروه والعياذ بالله؛ على مضض بالسر!.
وهو الذي يجعلنا دومًا في وجل ورعب من المشهد الختامي لمسيرة حياتنا!.
ولعله لحظة حصاد ما زرعناه!.
فنتواصي دومًا؛ ونذكر بعضنا البعض بأهمية الاستعداد لمثل هذا الموقف؛ حتى لا يلجم الله لسان من يدعو لنا!.
فنردد دومًا:
اللهم إنا نسألك العافية!.
اللهم استر عوارتنا وأمن روعاتنا.
اللهم استرنا ولا تفضحنا فإنا ضعفاء.
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة.
اللهم اجعل قبورنا ووالدينا وموتى المسلمين روضة من رياض الجنة.
اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة.
أما السر؛ فهو والعياذ بالله؛ أنه رحمه الله؛ لم يك يترك موبقة من الموبقات إلا وارتكبها!.
(د. حمدي شعيب ـ الخميس 2 يناير 2020م)
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة
وفاة القارئ الإندونيسي جعفر عبد الرحمن رحمه الله







ثم ...
د. حمدي شعيب
(9 يناير 2020م)

الأربعاء، 1 يناير 2020

تغريدات مارتن لوثر كينج: لَدَيَّ حلم

(لديَّ حلم)
صرخة (مارتين لوثر كينج) في تظاهرة (واشنطون) في 28 أغسطس1963م.
واغتيل عام 1968م.
وتحقق حلمه بعد أكثر من نصف قرن في (أوباما) رئيساً عام2009م.
 فماذا عن حلمك؟







ثم ...
د. حمدي شعيب 
(أول يناير 2020م)