الاثنين، 17 فبراير 2014

قمتان ونجمان وأستاذان وعالمان ومربيان د. القرضاوي وأ.الراشد ... بهما أتيه ولفضلهما أنحني حباً واحتراماً

العلامة الفاضل أ.د. يوسف  القرضاوي وأ.محمد أحمد الراشد
مغردان خارج السرب 
قمتان من أبرز أساتذتنا ومعلمينا ومربينا.
ومن شكلوا عقلياتنا وأفكارنا لعقود.
ومن كان لهم الفضل في إرضاعنا الفهم الراقي والصافي والوسطي للدين.
ومن كان لهم كل الفضل في وضعنا على طريق الدعوة الأصيل وبفقه يوازن بين التراث والمعاصرة.
أفكارهم تغرد بنا دوماً خارج سرب المألوف.
وفكرهم دوماً يطير بنا خارج الصندوق.
قبلة على جبينهم وعلى رأسهم وعلى أيديهم وعلى أرجلهم.
فلو سالت دماؤنا لشممتم رائحتهم مع العملاق سيد قطب وفتحي يكن والإمام البنا والشيخ سعيد حوى وعبد الله عزام وسيد سابق.
وغيرهم لا نعلمهم والله يعلمهم.
وقمم أخرى نعجز عن حصرهم.
فلا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوي الفضل.
ندعو لهم بظهر الغيب.
ونتذكرهم عند الغروب.
فاللهم احفظ حيهم وارحم ميتهم.
(أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع)
د. حمدي شعيب

الأحد، 16 فبراير 2014

الأصمعي ... لماذا رفض الجزرة؟ ... فهل ستقبلها أنت؟!

 حدد هدفك ...
وجاهد لتحقيقه ...
ولا يثبطنك المحبطون ...
وحلم اليوم هو حقيقة الغد ...
وما حققه السابقون سيحققه اللاحقون ... 
وامتلك الإرادة مع الأمل وحسن الظن بالله.

"فَإِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً". [الشرح 5و6]
عن الأصمعي؛ قال: ‏كنت بالبصرة أطلب العلم، وأنا فقير. وكان على باب زقاقنا بقّال، إذا خرجتُ باكرا يقول لي إلى أين؟؛ فأقول: إلى فلان المحدّث، وإذا عدت مساء يقول لي: من أين؟؛ فأقول: من عند فلان الإخباريّ أو اللغويّ؛ فيقول البقال: يا هذا، اقبل وصيّتي، أنت شاب فلا تضيّع نفسك في هذا الهراء، واطلب عملا يعود عليك نفعه وأعطني جميع ما عندك من الكتب فأحرقها. فوالله لو طلبت مني بجميع كتبك جزرة، ما أعطيتُك!.

فلما ضاق صدري بمداومته هذا الكلام، صرت أخرج من بيتي ليلا وأدخله ليلا، وحالي، في خلال ذلك، تزداد ضيقا، حتى اضطررت إلى بيع ثياب لي، وبقيت لا أهتدي إلى نفقة يومي، وطال شعري، وأخلق ثوبي، واتّسخ بدني.

فأنا كذلك، متحيّرا في أمري، إذ جاءني خادم للأمير محمد بن سليمان الهاشمي فقال لي: أجب الأمير.

فقلت: ما يصنع الأمير برجل بلغ به الفقر إلى ما ترى؟.

فلما رأى سوء حالي وقبح منظري، رجع فأخبر محمد بن سليمان بخبري، ثم عاد إليّ ومعه تخوت ثياب، ودرج فيه بخور، وكيس فيه ألف دينار، وقال:‏ قد أمرني الأمير أن أُدخلك الحمام، وأُلبِسك من هذه الثياب وأدع باقيها عندك، وأطعِمك من هذا الطعام، وأبخّرك، لترجع إليك نفسك، ثم أحملك إليه.

فسررت سرورا شديدا، ودعوتُ له، وعملتُ ما قال، ومضيت معه حتى دخلت على محمد بن سليمان.

فلما سلّمتُ عليه، قرّبني ورفعني ثم قال:‏ ‏يا عبد الملك، قد سمعت عنك، واخترتك لتأديب ابن أمير المؤمنين، فتجهّز للخروج إلى بغداد.

فشكرته ودعوت له، وقلت: سمعا وطاعة. سآخذ شيئا من كتبي وأتوجّه إليه غداً.

وعدت إلى داري فأخذت ما احتجت إليه من الكتب وجعلتُ باقيها في حجرة سددتُ بابها، وأقعدت في

 الدار عجوزا من أهلنا تحفظها.

فلما وصلت إلى بغداد دخلت على أمير المؤمنين هارون الرشيد.

قال: أنت عبد الملك الأصمعي؟.

قلت: نعم، أنا عبد أمير المؤمنين الأصمعي.

قال: أعلم أن ولد الرجل مهجة قلبه. وها أنا أسلم إليك ابني محمدا بأمانة الله. فلا تعلمه ما يُفسد عليه دينه، فلعله أن يكون للمسلمين إماماً.

قلت: السمع والطاعة.

فأخرجه إليّ، وحُوِّلْتُ معه إلى دار قد أُخليت لتأديبه، وأجرى عليّ في كل شهر عشرة آلاف درهم. فأقمت معه حتى قرأ القرآن، وتفقّه في الدين، وروي الشعر واللغة، وعلم أيام الناس وأخبارهم.

واستعرضه الرشيد فأُعجب به وقال: أريد أن يصلي بالناس في يوم الجمعة، فاختر له خطبة فحفِّظْه إياها.‏ فحفّظتُه عشرا، وخرج فصلى بالناس وأنا معه، فأعجب الرشيد به وأتتني الجوائز والصلات من كل ناحية، فجمعت مالا عظيما اشتريت به عقارا وضياعا وبنيت لنفسي دارا بالبصرة.‏ فلما عمرت الدار وكثرت الضياع، استأذنتُ الرشيد في الانحدار إلى البصرة، فأذن لي.

 فلما جئتها أقبل عليّ أهلها للتحية وقد فَشَتْ فيهم أخبار نعمتي. وتأمّلت من جاءني، فإذا بينهما البقال وعليه عمامة وسخة، وجبّة قصيرة.

فلما رآني صاح: عبد الملك!.

فضحكت من حماقته ومخاطبته إيّاي بما كان يخاطبني به الرشيد ثم قلت له: يا هذا؛ قد والله جاءتني كتبي بما هو خير من الجَزَرة!. (الفرج بعد الشدة: التنوخي)

ورسالتنا الإيجابية اليوم على هذه الروابط التفاؤلية: 

و تذكر ... 

دوماً تشرق الشمس ... فلا تستطيل ليلك ... واملأ جعبتك بالأمل

وهي ...

دعوة للتفاؤل ... عندما تتهاوى كل الأسناد الأرضية؛ ويخذلك من حولك؛ فهناك سند علوي كريم لا يتركك ولا يزول؛ فلذ به وامتلئ ثقة به وأبشر بالفرج

 لذا ...

غير أفكارك وأتقن فن التعبير عنها بأجمل الكلمات ... وستتغير حياتك والعالم من حولك

ثم ...
ثم ...
مع تحيات محبكم: 
د. حمدي شعيب
(16 ربيع آخر 1435هـ =16 فبراير 2014م)

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

عِنْدَمَا تَتَحَوَّلُ َالْدَّعْوَةُ إِلَىَ قَنْطَرَةٍ!؟

بعد مراجعات نفسية دامعة لما يدور حولنا خاصة على الساحة الدعوية والفكرية والسياسية.
وبعد مراقبة لنوعية من الرموز الجديدة أو آخر موديل التي أفرزتها تداعيات الثورة.
خاصة تلك الرموز التي رافقتنا عقوداً على طريق الدعوة.
ثم ما لبثت أن اختارت طريقاً مغايراً تظن أنه الأصلح أو كما تزعم أو كما تتظاهر.
وحللناها كحالة غريبة وهي (ظاهرة الشوارد).
تحت عنوان (عودة الابن الشارد).
ساءني أن يتحول بعضهم إلى مجرد بوق إعلامي لهدم ما شارك في بنائه.
أو إلى مخلب للبعض فيخدشون به وجوهاً طالما احتضنته وقبلته.
أو إلى خنجر يطعن به في خاصرة رفقاء الأمس.
ونسي حكمة الشافعي رحمه الله:
(الحر من راعي وداد لحظة. وانتمى لمن علمه فكره).
ولكن المؤلم أن يظهر نوع غريب من المتصدرين ليقتطف ثمار مرحلة ويتربع على منصة صنعها أحبة كما صنعوه.
ويتعاظم في ذاته، وينتفش مردداً مقولة فرعونية بائسة: "إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي". [القصص 78]
فإنني لا أجد إلا هذه المقولة النازفة للأمام الجليل سفيان الثوري رحمه الله وهو ينعي أولئك الذين خدعوه واتخذوه واتخذوا طريقه سلماً للصعود والتربح والتصدر.
د. حمدي شعيب

(11 ربيع آخر 1435هـ = 11 فبراير 2013م)

الاثنين، 3 فبراير 2014

من أخطر أخطاء التاريخ والذي تسبب في أقسى الهزائم التاريخية والتراجعات الحضارية... إنه الخطأ الغنائمي

الخطأ الغنائمي 

إشكالية نراها على مسرحنا السياسي الآن
وهو الانشغال بالمكسب دون حساب للخسارة المتوقعة
والهجوم دون حماية للحصون الداخلية
تسبب في مصيبة أحد
ثم في أول معركة حنين
ثم في بلاط الشهداء
ثم يتكرر الآن في التعامل السياسي مع ثورة 25 يناير
فمتى نقرأ التاريخ؟
"قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ" 
ل عمران137)
مع تحيات محبكم:
د. حمدي شعيب
(23 فبراير 2012)