جروح
على جداري!؟
زارتني أم منتقبة وزوجها ومعهما ابنتهما ذات الخمس سنوات والتي تشتكي من
ارتفاع الحرارة.
وأثناء مناقشتها وزوجها حول التاريخ المرضي وشكوى الطفلة؛ أخبرتني بمشكلة
سلوكية أخرى لم تعرها اهتماماً؛ ولكنني التقطتها؛ وهي أن ابنتها لا تزال لا تستطيع
التحكم في عملية البراز للآن!.
فاستغربت أن يحدث ذلك في مثل هذا السن؛ لأنه له تأثير نفسي مؤلم على نفسية
الطفل؛ خاصة عندما قالت لي أن زميلاتها في الحضانة يعيرونها به!؟.
ولما استفسرت وعرفت أنه منذ الولادة!!!؟.
ثم أنها لا تعاني من إمساك أو أي مشاكل عضوية أخرى في الجهاز الهضمي؛ خاصة
القولون وما بعده حتى فتحة الشرج!.
واستفسرت اكثر؛ فأخبرتني أنه ليس هناك مشاكل أسرية أو نفسية، ولاحظت أن
زوجها يجلس صامتاً فقط ويعلق بكلمات بسيطة!؟.
ثم توالت الصدمات عندما سألتها: هل أنت عصبية حادة المزاج؟!.
لأن بعض الأطفال الذين يعانون من مثل هذه المشاكل الصحية؛ قد تكون نتيجة
لعصبية الوالدين؛ فيكون سلوك الأبناء مجرد رسالة تمرد على سلوكيات الوالدين، أو
نتيجة لاضطراب نفسي كحصاد للعلاقة السيئة بين الوالدين والأبناء أو بين الوالدين!.
فأنكرت الأم أن تكون عصبية؛ ولكن لاحظت الوالد يومئ برأسة لي؛ بمعنى نعم
إنها عصبية وعصبية جداً!؟.
فعرفت أنها تنكر وتهرب من مسؤوليتها!؟.
ثم قمت لأفحص الطفلة ولاحظت شيئاً غريباً؛ فعلى ظهر كلتا يديها تبدو بعض
الجروح الحديثة والقديمة!!!؟.
فقلت لهما مستغرباً: ما سبب هذه الجروح العديدة؟!.
فقال الوالد مفجراً لغماً في وجهي؛ أو إن شئت قلت طعنة في قلبي: (نعم؛ إن
أمها حتى تمنعها من تلويث نفسها؛ فإنها تقوم بعقابها أو إن شئت قلت بتعذيبها بحرقها
بالملاعق والشوك)!.
فذهلت وصدمت، وقلت معاتباً: (يا الله!؟.
هل نسيتما نسيتما وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم: "لا يُعَذِّبُ
بِالنَّارِ إِلا رَبُّ النَّار". [رواه أحمد وأبوداود وصححه الألباني]
أما تأديب وتهذيب الأطفال؛ خاصة بالضرب؛ فله ضوابط شرعية وتربوية كثيرة؛ كنت أعطيها في دورات فن
التعامل مع أخطاء الأبناء؟!.
ولكن للأسف توقفت دوراتنا؛ بل وتوقفت أحلامنا!.
ومع اجتياح الأسر بهذا (التوسونامي) من غلاء المعيشة وسوء الأحوال
الاقتصادية والاجتماعية؛ فقد انشغل الناس عن الاهتمام بالأبناء؛ بل وقد زادت الظروف
من عصبية الوالدين؛ فانعكس على تربية الأبناء والعلاقة بهم)!.
وقلت في نفسي حتى لا أحرجهما: (أنتما وربي أحق بالعلاج قبل أن نعالج هذه
الزهرة الجميلة.
فلقد تسببتما في شروخ داخل أعماق ابنتكم البريئة؛ قد تلازمها طوال حياتها؛
ولربما ستكره الحمام وتكره دخوله ؛ بل وقد تكره عاطفة الأمومة، وتبغض نعمة
الأبناء، أو تصنع بأولادها ما صنعتموه بها!.
والمؤلم أنكما قد تسببتما أيضاً؛ في جروحٍ وحروق نازفة لا تنسى على جداري النفسي!؟).
احذر
أبناؤك يقلدونك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق