الخميس، 8 يناير 2015

البدايات المحرقة للنهايات المشرقة ... فمن يزرع بجد يحصد بمتعة ... تماماً كمن يلتزم بالـ(18) حِيِلَةٌ لاكْتِسَابِ عَادَاتٍ جَدِيِدَةٍ وَالاسْتِمْسَاك بِهَا

عندما تلاحظ أننا نسير في معظم شؤوننا الحياتية وأنشطتنا اليومية بنظام الذاتية أو (الطيار الآلي).
فلما لا نحول سلوكيات بعينها نحبها ونتمناها إلى عادة نفعلها بذاتية ولاإرادية؟.
وهذا يحتاج إلى برمجة للسلوكيات؛ تحتاج لشيء من العناء والانضباط في البداية؛ ثم تصبح مجرد عادة طيبة نكتسبها بإرادتنا؛ فتسيرنا بعد ذلك وكأنها تتم دون إرادتنا.
فماذا عن الـ(18) حِيِلَةٌ فِيِ فَنِ اِكْتِسَابِ الْعَادَاتِ الْجَدِيِدَة؟:
1-مارسها والتزم بها ثلاثين يوماً:
فاستمسك بسلوكٍ تحبه وتعشقه شهراً يتحول إلى عادة طيبة.
2-مارسها بشكل يومي:
 فإذا مارست رياضة ما أو سلوك ما يومياً يكون أجدى وأعمق ممن يمارسه في أيام متقطعة على مدار الأسبوع.
3-ابدأها بسيطة ... وتدرج:
راعي قوانين السنن الإلهية خاصة سنة التدرج.
وهي سنة إلهية اجتماعية تقرر عدم التسرع أو التعسف في الأمور.
وكما يقولون: (مشوار المائة ميل يبدأ بخطوة).
ولنتأمل هذا الحوار الرائع الذي دار بين عمر بن عبد العزيز رحمه الله وولده الشاب المتحمس عبد الملك؛ والذي استنكر على والده الحكيم هذا البطء في إصلاح جبال من الفساد والظلم الذي تراكم في الأمة من جراء عقود من المظالم والاستبداد في الحكم؛ فعاتبه:
 (يا أبت؛ ما يمنعك أن تمضي لما تريده من العدل؟. فوالله ما كنت أبالي لو غلت بي وبك القدور في ذلك!.
قال الوالد: يا بني؛ إنما أروض الناس رياضية الصعب ـ أي فحل الجمل العنيد ـ إني أريد أن أحيي الأمر من العدل؛ فأؤخر ذلك؛ حتى أخرج معه طمعاً من طمع الدنيا؛ فينفروا من هذه، ويسكنوا إلى هذا).
4-نشط ذاكرتك:
حدد جيداً العادة التي تنوي اكتسابها وذكر نفسك بعد حوالي أسبوعين من بداية التزامك.
5-امتلك الإصرار والثبات:
كلما زاد إصرارك؛ سهل عليك اكتساب العادة.
إذا أردت اكتساب عادة ممارسة رياضة معينة؛ فواظب على الذهاب يومياً مكان ممارستها، ومجرد رؤية نفس المكان لمدة شهر؛ ينشط عوامل اكتسابها.
6-استعن بصديق:
فامتلك صديقاً يصاحبك ويحفزك ويشجعك وينشطك ويمنع تكاسلك.
7-شكل زناداً:
ويقصد به أن تمتلك محفزاً مادياً يدفعك للتغيير ويحميك من التقاعس.
كأن تكافيء نفسك بهدية لتمسكك بخطتك.
أو أن تعاقب نفسك بجزاء مادي إذا نسيت؛ كمن يعض أصبعه إذا حن للعادة القديمة.
8-اصنع بديلاً يعوض الخسارة:
لا تظلم نفسك؛ فإذا حرمتها من متعة عادة تريد تغييرها؛ فشكل لها البديل الممتع.
فالمتعة من إدمان التلفاز؛ يمكن تعويضها بمتعة القراءة أو الاسترخاء أو التريض أو مجالسة الأسرة.
9-لا تتوقع الكمال:
ابذل كل ما تستطيع.
وتوقع المطبات في طريقك.
وتذكر:
 10-استخدم (لكن):
وهو نوع من التقنية الرائعة لتغيير أنماط التفكير؛ التي توقف على الفور أي انسياب للتفكير السلبي.
فإذا حدثتك نفسك أن هذا السلوك صعب أو غير مناسب لوضعي؛ فعلى الفور اصرخ: (ولكن) أنا مصمم على اختياري وسألتزم بتنفيذه؛ فهو الخير وهو المناسب لي.
11-تخلص من الإغراءات:
في الثلاثين اليوم الأولى نظف مناخك من كل ما ومن يغريك بالنكوص، وأعد صياغة أو هيكلة البيئة المحيطة بك وتخلص من كل ما يشدك إلى التراجع، أو تشغلك عن مسيرتك.
ولا تغتر بصغر قيمة المغريات.
12-امتلك قدوة لنماذج إيجابية:
الإنسان أسير من يعايشه، وتابع لمن يصاحبه.
وفي دراسة حديثه أثبتت أن وجود شخص سمين في حياتك يجعلك أكثر ميلاً لأن تصبح سميناً!.
فانتقي من يصاحبك ويعايشك فيحفزك.
وكما يقولون: (قل من هم أصدقاؤك الآن؛ أقل لك كيف ستكون بعد عشر سنوات).
13-اعتبرها تجربة علمية:
اعتبر ما تقوم به تجربة علمية تستحق الممارسة والتسجيل.
ولتكن تجربة إنسانية قي رصيد من يقرأها ويستفيد بها من بعدك.
وكن رجلاً إذا أتوْا بعده ... قالوا: مر وهذا الأثر
14-استخدم الهمس (تقنية من البرمجة اللغوية العصبية):
مارس حديث النفس وتخيل حالتك السلبية الآن، ثم تخيل أنك تدفن هذه العادة السيئة، وتخيل أنك تكتسب عادتك الجديدة البديلة المنشودة، وتخيل صورتك الإيجابية وأنت تعيش وضعيتك الإيجابية المستقبلية.
15-دون قراراتك:
سجل قرارك، واجعله دوماً أمام عينيك، وبصورة واضحة ومختصرة، فإن القرار المكتوب أكثر تحفيزاً وأكثر جدية.
16-احص الفوائد:
سجل الثمرات والفوائد التي ستجنيها بتغييرك إلى الأفضل؛ فإن هذا أكثر تحفيزاً نحو التغيير والإيجابية.
17-احص الألم:
سجل الخسائر التي تتراكم عليك بممارستك لهذه العادة السلبية، واجعلها أمام عينيك تطاردك وتدعوك لكراهيتها ومحاربتها وكأنها عدو يشدك للأسفل.
18-ابتكر وأبدع في أليات تغييرك لنفسك بنفسك:
وتذكر حياة النملة؛ فهي لا تبحث عن المداخل والممرات؛ بل تصنعها!.
(المادة الأصلية مترجمة عن موقع:
ثم ... 
مع تحيات محبكم: 
د. حمدي شعيب 
(17 ربيع أول 1436هـ  = 8 يناير 2015م)

ليست هناك تعليقات: