الأربعاء، 29 نوفمبر 2023

يوم الأربعاء الجميل ... يوم حملة التحميد ... يوم التفاؤل ... بمعايشة واستشعار أسرار وفضائل وثمار (الحمد لله)


(انشروا ... عبادة الحمد!!!)
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: 
"كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ؟.
قَالَ: أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 
"هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ". (الطبراني وحسنه الألباني)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَرَدَّ السَّلَامَ. 
ثُمَّ سَأَلَ عُمَرُ الرَّجُلَ: كَيْفَ أَنْتَ؟!.
فَقَالَ: أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ. 
فَقَالَ عُمَرُ: 
"هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ منك". (البخاري في الأدب المفرد)
وهو باب جميل في أهمية نشر ثقافة الحمد.
وتذكير الناس بها.
والحث عليها. 
والالتقاء عليها.
فيستحب إذا سأل الرجلُ صاحبَه عن حاله. 
أن يقول له صاحبه: أحمد الله إليك.
ومعناها؛ أحمد الله حمدا يبلغُك. تحدثا بنعمة الله. 
وإظهارا لشكره!.
              (لقاء الحامدين!!!)
وأورد الإمام #ابن_القيم رحمه الله؛  عن ابن عمر رضي الله عنهما:
"لعلنا نلتقي في اليوم مرارًا.
يسألُ بعضنا عن بعض.
ولم نرد بذلك إلا أن ...
يُحمدُ اللهَ عز وجل!". (عدة الصابرين)
وكأن الهدف والغرض من تفقدنا لبعضنا البعض؛ هو ...
نشر روح التحميد والشكر لمولانا!.
         (مولاي ... متى يسمعنا؟!!!)
ولنتدبر ما نردده دومًا عند الرفع من كل ركوع ...
وفي كل صلواتنا:
"سَمٓعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه".
إلى كل أحبتي ...
أحمد الله إليكم!.
الحمد لله كثيرا ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته


.

























ثم ...
راجع حملات الذكر المطلق
د. حمدي شعيب 

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023

(4) لماذا نعشق فلسطين؟

 (4) لماذا نعشق فلسطين؟!.
من الخبر أو السبب الخامس؛ الذي يحرك مشاعري دوماً إلى هذه الحبيبة المعشوقة فلسطين؛ ذلك الرجاء الموسوي المبارك؛ وهو يحفز بني إسرائيل إلى أهمية ومكانة وقداسة هذه الأرض الطيبة المباركة المقدسة:

أرض القداسة ... ورمز الطهارة!

"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ. "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدّسَةَ الّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدّوا عَلَىَ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ". [المائدة 20-21]

إنها كلمات نورانية تبين (تحريض موسى عليه السلام لبني إسرائيل على الجهاد والدخول إلى بيت المقدس الذي كان بأيديهم في زمان أبيهم يعقوب لما ارتحل هو وبنوه وأهله إلى بلاد مصر أيام يوسف عليه السلام ثم لم يزالوا بها حتى خرجوا زمان موسى فوجدوا فيهـا قوماً من العمالقة الجبارين قد استحوذوا عليها وتملكوها فأمرهم رسول الله موسى عليه السلام بالدخول إليها وبقتال أعدائهم وبشرهم بالنصرة والظفر عليهم فنكلوا وعصوا وخالفوا أمره فعوقبوا بالذهاب في التيه والتمادي في سيرهم حائرين لا يدرون كيف يتوجهون إلى مقصد مدة أربعين سنة عقوبة لهم على تفريطهم في أمر الله تعالى فقال تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام أنه قال: "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة"؛ أي المطهرة). [تفسير القرآن العظيم: ابن كثير]

واستشعر معي (في كلمات موسى عليه السلام إشفاقه من تردد القوم ونكوصهم على الأعقاب. فلقد جربهم من قبل في مواطن كثيرة؛ في خط سير الرحلة الطويل.

ثم ها هو ذا معهم على أبواب الأرض المقدسة. أرض الميعاد التي من أجلها خرجوا. الأرض التي وعدهم الله أن يكونوا فيها ملوكاً, وأن يبعث من بينهم الأنبياء فيها ليظلوا في رعاية الله وقيادته.

لقد جربهم فحق له أن يشفق, وهو يدعوهم دعوته الأخيرة, فيحشد فيها ألمع الذكريات, وأكبر البشريات, وأضخم المشجعات وأشد التحذيرات؛ نعمة الله، ووعده الواقع من أن يجعل فيهم أنبياء ويجعلهم ملوكاً. وإيتاءه لهم بهذا وذلك ما لم يؤت أحداً من العالمين حتى ذلك التاريخ. والأرض المقدسة التي هم مقدمون عليها مكتوبة لهم بوعد الله؛ فهي إذن يقين. وقد رأوا من قبل كيف صدقهم الله وعده. وهذا وعده الذي هم عليه قادمون. والارتداد على الأدبار هو الخسران المبين). [في ظلال القرآن: سيد قطب]

ولقد (اختلفوا في الأرض المقدسة، قال مجاهد: هي الطور وما حوله، وقال الضحاك: إيليا وبيت المقدس، وقال عكرمة والسدي: هي أريحاء، وقال الكلبي: هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وقال قتادة هي الشام كلها، قال كعب: وجدت في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله في أرضه). [البغوي ـ تفسير آية المائدة 21]

أرض القداسة والطهارة ... لا يستحقها إلا الأطهار؟!:

وكما أوردنا أن هذه الأرض المباركة المقدسة الطاهرة؛ تبارك وتحتضن من يسكنها من المؤمنين المحسنين الصالحين؛ وتنفي خبثها؛ فلا تبارك الظالمين وتطردهم وتلفظهم؛ كما جاء في تفسير هذه الآيات:

"وَبَشّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ. وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىَ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرّيّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لّنَفْسِهِ مُبِينٌ". [الصافات112-113]

فهي إذن مقدسة ومباركة للمباركين، وطاهرة للأطهار للمحسنين!؟.

لذا (إن ما يستوقف الباحث عن مكان الأرض المقدسة التي ذكرها الله في كتابه على لسان موسى عليه السلام وهو يخاطب قومه؛ ليدرك أن الأرض المقدسة التي أمرهم بدخولها؛ هي أرض فلسطين، حيث كانوا مقيمين في صحراء سيناء وقتها.

لقد كانت كتابة الأرض المقدسة لبني إسرائيل زمن موسى عليه السلام؛ هي كتابة خاصة، في زمن خاص، لجيل خاص، لعلة خاصة، وليست كتابة أبدية عامة جنسية لليهود باعتبارهم يهوداً، حتى قيام الساعة، كما يزعم يهود هذا الزمان.

لقد كانت كتابة الأرض المقدسة فلسطين لذلك الجيل المؤمن من بني إسرائيل لإيمانهم وفضلهم على الكافرين الذين كانوا في زمانهم؛ فلما تخلت الأجيال الجديدة بعد ذلك الجيل المؤمن، وخالفوا شروط الاستخلاف، ونقضوا عهد الله وكفروا وبغوا، أوقع الله بهم لعنته وسخطه، نزع الله هذه الأرض منهم، وأوصل إرثها إلى الأمة الإسلامية، الأمة المباركة، وحين وصل هذا الإرث إلى أمة الإسلام، عمت البركة هذه الأرض وما حولها "إِلَىَ الْمَسْجِدِ الأقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ". وشملت كل البقعة المباركة، الممتدة ما بين النهرين الإسلاميين: الفرات والنيل.

ولهذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذين النهرين ينبعان من الجنة؛ لما صعد إلى السماء السابعة في أثناء رحلة الإسراء والمعراج). [الأرض المقدسة بين الماضي والحاضر والمستقبل: إبراهيم العلي]

ثم ...

استمتع بالمزيد من (فلسطينيات) على هذا الرابط

ثم ...

للمزيد من (مقالات منشورة على شبكات ومواقع)

د. حمدي شعيب 

السبت، 18 نوفمبر 2023

(3) لماذا نعشق فلسطين؟

(3) لمذا نعشق فلسطين؟!

من أما الخبر الرابع الذي يفسر لنا هذا الحب النفسي الدفاق لفلسطين؛ فلكونها الأرض المباركة التي رفع ذكرها القرآن الكريم!؟.

أرض مباركة ... تحتضن المحسنين ... وتطرد الظالمين!؟

"وَبَشّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ. وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىَ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرّيّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لّنَفْسِهِ مُبِينٌ". [الصافات112-113]

فهي تبارك وتحتضن من يسكنها من المؤمنين المحسنين الصالحين، وتنفي خبثها؛ فلا تبارك وتطرد الظالمين!؟.

أفلا نحب ونرفع ما رفعه القرآن؟!.

فما هي الأرض المباركة؟:

حتى نعلم ما معنى البركة وأين تلك الأرض المباركة فهذه هي (الخلاصة القرآنية الهامة؛ في هذه النقاط:

1-الأرض المباركة في القرآن هي أرض الرباط والجهاد والتحدي والحسم؛ وهي الواقعة بين النيل والفرات.

2-الأرض المقدسة في القرآن هي هذه الأرض نفسها.

3-وقد سكن هذه الأرض المباركة المقدسة في الماضي أجيال مؤمنة من بني إسرائيل، وأقاموا عليها حكماً إسلامياً مباركاً؛ زمن يوشع بن نون، وطالوت، وزمن داود وسليمان عليهما السلام.

4-أخرج الله الأحفاد الكافرة لتلك الأجيال المؤمنة، من هذه الأرض المباركة المقدسة، والذين سموا "اليهود"، وقطعهم في بقاع الرض المختلفة بسبب كفرهم وبغيهم.

5-جعل الله هذه الأرض المباركة المقدسة، لأطهر وأقدس أمة، التي تحمل أطهر وأقدس رسالة؛ وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ حاملة الإسلام للعالم وجعل هذه الأرض لها، حتى قيام الساعة.

6-أوجب الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم الوقوف أمام أطماع اليهود الأنجاس، في هذه الأرض المقدسة المباركة، وذلك بجهادهم وقتالهم وتطهير هذه الرض من رجسهم ودنسهم.

7-إن فلسطين وما حولها من الأرض الواقعة ما بين الفرات والنيل هي أرض البركة والقداسة، وهي  أرض إسلامية). [حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية: د. صلاح الخالدي]

الشواهد التاريخية للبركة في فسلطين؟!:

لقد بين القرآن الكريم براهين وشواهد عديدة تبين (أن الله سبحانه قد بارك المسجد الأقصى وما حول المسجد الأقصى، وامتدت هذه البركة الربانية لتشمل البقعة الإسلامية الواقعة بين النهرين الفرات والنيل.

لقد مرت البركة الربانية بعدة مراحل، أشارت آيات القرآن إلى ست مراحل تاريخية:

1-هجرة إبراهيم ولوط عليهما السلام إلى الأرض المباركة، قادمين من العراق؛ ليستقرا في فلسطين: "وَنَجّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الأرْضِ الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ". [الأنبياء71]

2-البركة التي جعلها على إبراهيم وابنه إسحاق عليهما وذريتهما الصالحة، عندما أقاما في الأرض المباركة: "وَبَشّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ. وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىَ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرّيّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لّنَفْسِهِ مُبِينٌ". [الصافات112-113]

3-توريث الله لبني إسرائيل المؤمنين هذه الأرض المباركة؛ زمن موسى عليه السلام: "وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ الْحُسْنَىَ عَلَىَ بَنِيَ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ". [الأعراف137]

4-حكم سليمان عليه السلام لهذه الأرض المباركة، وانتشار الخير والنماء فيها: "وَلِسُلَيْمَانَ الرّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرْضِ الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنّا بِكُلّ شَيْءٍ عَالِمِينَ". [الأنبياء81]

5-انتشار القرى الظاهرة العامرة بين هذه الأرض المباركة وبين اليمن، أثناء حكم سليمان عليه السلام؛ مظهر من مظاهر الحكم بشرع الله: "وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدّرْنَا فِيهَا السّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيّاماً آمِنِينَ. فَقَالُواْ رَبّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوَاْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزّقْنَاهُمْ كُلّ مُمَزّقٍ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍ". [سبأ18و19]

6-انتهاء هذه الأرض المباركة للأمة المسلمة، واستقرارها لها، ووراثة الأمة لحكمها، بعد هذه الجولة التاريخية الطويلة، وبقاؤها فيها حتى قيام الساعة؛ باستثناء فترات تاريخية قصيرة: "سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَىَ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىَ الْمَسْجِدِ الأقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ". [الإسراء1]). [حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية: د. صلاح الخالدي]

وسنستكمل بعون الله بقية أسباب عشقنا لفلسطيننا.

ثم ...

استمتع بالمزيد من (فلسطينيات) على هذا الرابط

ثم ...

للمزيد من (مقالات منشورة على شبكات ومواقع)

د. حمدي شعيب

الاثنين، 13 نوفمبر 2023

(2) لماذا نعشق فلسطين؟

(2) لماذا نعشق فلسطين؟!

أما الخبر الثالث ذو الأثر النفسي العميق؛ فمصدره هذا المطلع المؤثر لسورة الإسراء؛ حول أرض الإسراء:

رسائل رحلةٌ مباركةٌ ... إلى أرضٍ الإسراء المباركة!

"سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَىَ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىَ الْمَسْجِدِ الأقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ". [الإسراء1]

فلا أدري سر هذا الشعور الودود المريح الذي ينتاب النفس المؤمنة؛ كلما قرأت هذه الآية!؟.

فلعله الحصاد الذي ترسخ في العقل الباطن؛ وذلك بفعل بعض الرسائل التربوية الإيجابية الطيبة؛ مثل:

1-الشعور النفسي بأن يده سبحانه تعالى هي التي تصنع وتعمل؛ فنحن أدوات لصنع أقداره سبحانه في دنيا الأرض، ونحن ستار لتحقيق مراده سبحانه في حركة التاريخ، وفوق ذلك كله فنحن الخلق ننال شرف الطاعة وثواب التنفيذ لمشيئة الخالق!؟.

كل هذا ينسكب في أعماق النفس المؤمنة؛ عندما تتأمل المغزى العميق لهذه الرسائل التربوية النورانية:

(1)(سُبْحَانَ)، ...

فهو سبحانه الذي يثنى على نفسه؛ ثناءً يليق به ونعجز عن تقديره وإحصائه، ويمجد نفسه سبحانه؛ تمجيداً لا نطيق وصفه!.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك؛ لا أحصى ثناء عليك؛ أنت كما أثنيت على نفسك. [صحيح مسلم]

(2)(أَسْرَىَ بِعَبْدِهِ)، ...

وهو سبحانه الذي يسري بعبده!؟.

(3)(لَيْلاً)، ...

وهو سبحانه الذي يختار وقت الرحلة المباركة ليلاً؛ ولعلها لحظات مناسبة، وشواهد زمانية مباركة خاشعة عابدة مؤنسة!.

(4)(مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىَ الْمَسْجِدِ الأقْصَى ...

وهو سبحانه الذي يختار أماكن بداية ونهاية الرحلة؛ لتكون شواهد مكانية مباركة للرحلة المباركة!؟.

(5)(بََارَكْنَا حَوْلَهُ)، ...

وهو سبحانه الذي بارك حول المسجد الأقصى؛ بركة ربانية!؟.

(6)(لِنُرِيَهُ)، ...

وهو سبحانه الذي يُري العبد آياته؛ فيؤنسه بقدرته ورحمته وكنفه، ويبين له أهميتها وقدسيتها!؟.

(7)(السّمِيعُ)، ...

وهو سبحانه السميع لكل أخبارنا وأسرارنا وأقوالنا؛ فيحيط بكل دواخلنا، ويسترنا ويرحم ضعفنا!؟.

(8)(البَصِيرُ).

وهو سبحانه البصير بكل أعمالنا؛ فيراقبها، وبكل جهودنا؛ فيباركها، وبكل آثارها؛ فيعفو ويجازي كما شاء!.

إنه التزاوج الرائع بين إرادة الخالق وإرادة المخلوق، والتناسق بين التوفيق الإلهي وبين جهد العبد!؟.

فطوبى لعبد كان ستاراً لأقداره، فنال شرف تحقيقها، ونال ثواب حملها!؟.

"إن من الناس ناساً مفاتيحاً للخير مغاليقاً للشر، ومن الناس مفاتحياً للشر مغاليق للخير؛ فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه، وويل لمن جعل مفتاح الشر على يديه". [ظلال الجنة: الألباني ـ حسن]

2-تلاوة هذه السورة تقوم بعملية استدعاء متكرر لصفحات طيبة من ملفات تاريخ مسيرة هذه الدعوة المباركة، فتقوم بحركة تنشيط للذاكرة المؤمنة؛ لكي لا تنسى أهمية قراءة تاريخها وتداوم على تدبر دروسه وسنن الله سبحانه الإلهية الاجتماعية في عالم الأحياء، والسنن الإلهية الكونية في عالم الكون والمادة.

وهو تحذير مستتر لمن يسميه د. القرضاوي: (فاقد الذاكرة)؛ وهو كل من يهمل قراءة التاريخ؛ الذي هو ذاكرة الأمة، فينسي توجيهاته سبحانه: "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذّبِينَ". [آل عمران137] و"أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ". [يوسف 109]

أو يكون مثل ذلك (اللقيط التائه)، الذي رآه شوقي رحمه الله فوصف حيرته:

مثل القوم نسوا تاريخهم ... كلقيط عي في الحي انتسابــــــا

أو كمغلوب على ذاكـــرة ... يشتكي من صلة الماضي اقتضابا

3-التنبيه الدائم على قيمة وقدر هذه الأماكن التي تشرفت بذكرها في هذه الآية، وبجعلها ذات قدسيه ومكانه تستحق الاهتمام والزيارة، والبحث في تاريخها، وتاريخ من سكنها وحماها، والتضحية من أجلها!؟.

4-التجديد الدائم للشوق الإيماني إلى مقدسات ومعالم وثوابت الأمة؛ وذلك استجابة لتفسير دعوة إبراهيم عليه السلام؛ الذي رجاه سبحانه أن يجعل أفئدة المؤمنين تهوي وتميل وتشتاق إلى المسجد الحرام: "رّبّنَآ إِنّيَ أَسْكَنتُ مِن ذُرّيّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرّمِ رَبّنَا لِيُقِيمُواْ الصّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ النّاسِ تَهْوِيَ إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مّنَ الثّمَرَاتِ لَعَلّهُمْ يَشْكُرُونَ". [إبراهيم37]

ولكن هذا الميل القلبي والشوق العاطفي نجده ينسحب أيضاً على هذه البقعة المباركة من الأرض، والنهاية العظيمة لرحلة الإسراء والمعراج؛ وهي بيت المقدس ومن حوله!؟.

وكان هذا العشق والعاطفة الجياشة لفلسطين وتراب فلسطين بل وأهل فلسطين من المؤمنين الموحدين!.

وسنستكمل بعون الله بقية أسباب عشقنا لفلسطيننا.

ثم ...

استمتع بالمزيد من (فلسطينيات) على هذا الرابط

ثم ...

للمزيد من (مقالات منشورة على شبكات ومواقع)

د. حمدي شعيب

الأربعاء، 18 أكتوبر 2023

قراءة في ... ملفات حقد يهود

قراءة ... في ملفات حقد يهود

"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَـَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نّهْدِي بِهِ مَن نّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنّكَ لَتَهْدِيَ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللّهِ الّذِي لَهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ أَلاَ إِلَى اللّهِ تَصِيرُ الاُمُورُ". [الشورى 52و53]

هذا المنهج الفريد، الذي أمتن به سبحانه على هذه الأمة المختارة لتحمله إلى البشرية، يصفه الحق سبحانه ويعرف ( طبيعته الخالصة. طبيعة هذا الوحي. هذا الروح. هذا الكتاب. إنه نور. نور تخالط بشاشته القلوب التي يشاء الله أن تهتدي به، بما يعلمه من حقيقتها، ومن مخالطة هذا النور لها). [1]

الملف العام:

وحينما يفتح المسلم كتاب رب العالمين؛ هذا النور، ودستور المسلمين الخالد، ويطلع على (ملف الحقد الأسود العام ليهود)؛ فسيجد أنه قد احتوى على  الكثير من صفاتهم الشاذة الكريهة، منها ـ وماهو إلا غيض من فيض ـ:

1-(أنهم شعب سفاك  للدماء سفاح محب للشر قاتل للأنبياء: "وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذّلّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مّنَ اللّهِ ذَلِكَ بِأَنّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النّبِيّينَ بِغَيْرِ الْحَقّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وّكَانُواْ يَعْتَدُونَ". [البقرة 61]

2-وأنهم قساة القلوب لا يعرفون الرحمة: "ثُمّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدّ قَسْوَةً وَإِنّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجّرُ مِنْهُ الأنْهَارُ وَإِنّ مِنْهَا لَمَا يَشّقّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَآءُ وَإِنّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ". [البقرة 74]

3-وهم شعب ذو طمع شديد وشره شديد: "وَأَخْذِهِمُ الرّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً". [النساء 161]

4-وأنهم شعب فاسد ومفسد: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنّ كَثِيراً مّنْهُم مّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ". [المائدة 64]

5-وهم أصحاب رؤية منحرفة له سبحانه: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللّهِ وَأَحِبّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَللّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ". [المائدة 18]

6-وهم الذين وصفوه سبحانه بالفقر: "لّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ". [آل عمران 181]

7-وهم الذين وصفوا يده سبحانه بالعجز: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنّ كَثِيراً مّنْهُم مّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ". [المائدة 64]

8-وهم أشد الناس عداوة للمسلمين: "لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنّ أَقْرَبَهُمْ مّوَدّةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّا نَصَارَىَ ذَلِكَ بِأَنّ مِنْهُمْ قِسّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ". [المائدة  82]

9-وأنهم لن يرضوا عن أي مؤمن إلا أذا اتبع ملتهم: "وَلَنْ تَرْضَىَ عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النّصَارَىَ حَتّىَ تَتّبِعَ مِلّتَهُمْ قُلْ إِنّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَلَئِنِ اتّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ الّذِي جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ". [البقرة 120]). [2]

ولقد عدد الأستاذ/ محمد عبد العزيز منصور سمات يهود الشاذة والتي وردت في كتابه جل وعلا، في خمس وعشرين صفة كريهة. [3]

الملف الخاص:

وكذلك لو تأمل المسلم (قصة البقرة) لرأى أنها قد تضمنت ملفاً خاصاً قاتماً ومخزياً لأبناء القردة والخنازير؛ حيث يضم بعض سمات يهود، والتي توضح جبلتهم وطبيعتهم الموروثة، وهي:

1- سوء الأدب مع أنبياء الله عليهم السلام:

وهذا يتضح من قولهم بسفاهة: "أتتخذنا هزوا؟" وكأن نبيهم الكريم يهزأ بهم ويسخر منهم. ثم في قولهم: "ادع لنا ربك"؛  ثلاث مرات، كأن هو ربه وحده لا ربهم كذلك، وكأن المسألة لا تعنيهم هم إنما تعني موسى  عليه السلام وربه!.

وهذا ليس غريباً عنهم فلقد قالوا له في موقف آخر: "قَالُواْ يَامُوسَىَ إِنّا لَنْ نّدْخُلَهَآ أَبَداً مّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبّكَ فَقَاتِلآ إِنّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ". [المائدة 24]

هكذا في وقاحة العاجز، الذي لا تكلفه وقاحة اللسان إلا مد اللسان!؟.

وليس بربهم إذ كانت الربوبية ستكلفهم القتال!؟.

2- اللجاجة:

وهي التردد في الكلام دون التنفيذ.

وتأمل ردودهم: "قالوا: اتتخذنا هزوا؟"، و"قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي؟"، و"قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها؟"، و"قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي إن البقر تشابه علينا؟".

3- التعنت:

 وهو الخبرة الشديدة في طلب الزلة والوقوع في الأمر الشاق.

وتأمل كيف كان الأمر الرباني على لسان موسى عليه السلام بسيطاً هيناً: "إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة".

ولكن تعنت يهود وتشددهم في الأمر كان من نتيجته أن شدد الله عز وجل عليهم، و(ضيقوا على أنفسهم دائرة الإختيارـ وكانوا من الأمر في سعة ـ فأصبحوا مكلفين أن يبحثوا لا عن مجرد بقرة، مجرد بقرة، بل عن بقرة متوسطة السن، لا عجوز ولا صغيرة، وهي بعد صفراء فاقع لونها، وهي بعد هذا ليست هزيلة ولا شوهاء، بل لم يعد بد أن تكون بقرة غير مذللة ولا مدربة على حرث الأرض أو سقي الزرع، وأن تكون كذلك خالصة اللون لا تشوبها علامة). [4] 

4- التلكؤ في الإستجابة، وتمحل المعاذير، والجدل:

وتأمل كيف أن الأمر الرباني السهل البسيط، قد تحول بجدالهم وتلكؤهم إلى عدة جولات تفاوضية مرهقة!؟.

ففي الجولة الأولى يسفهون الأمر ويسيئون الأدب مع نبيهم ويسخرون منه!؟.

وفي الجولة الثانية يسألون عن ماهية البقرة!؟.

وفي الجولة الثالثة يسألون عن لونها!؟.

وفي الرابعة يسألون ثانية عن ماهيتها!؟.

وفي الخامسة يتحول الأمر البسيط إلى أمر بالغ الصعوبة والتشديد والتضييق، فينفذونه على مضض: "الآن جئت بالحق، فذبحوها وما كادوا يفعلون".

وتأمل ردهم الذي يدعو للتساؤل: وهل ما سبق من أوامر لم تكن حقاً؟!.

ما أشبه الليلة بالبارحة:

وعندما يستقريء المسلم حوادث واقع أمته الأليم، فإنه يجدها  تصدق ما نبأه به دستوره الرباني الخالد عن طبيعة وجبلة يهود، في سلوكهم مع من رضي بالتعامل معهم.

وتتعاظم المصيبة حينما يجد البعض من بني جلدتنا مازال يصف مسؤوليهم بالصدق والوفاء بالوعد!؟.

ويتيقن أن هذا الموقف ليس له إلا تفسيران لا ثالث لهما، فإما يكون جهل صاحبه معذور، أو مغالطة صاحبها موتور!؟.

التحول القيادي ... والرجة المنشودة:

ولأن المسلم يعلم أن التغيير الحضاري للأمم يبدأ من تغيير النفوس: "إِنّ اللّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ". [الرعد 11]

فإن صعوبة عملية النهوض الحضاري لأمته تتضخم عندما يرى نفراً من أمة الخيرية وقد اتخذ كتاب ربه وراءه ظهرياً، وتعامل معه تعاملاً رديئاً؛ فينشأ الإعتلال البشري ويصيب الخلل كل الجوانب النفسية والفكرية والثقافية والأخلاقية التي فيها إعادة تشكيل الإنسان، ويبرز نتاج الإنحدار السلوكي؛ فيجد في المسلمين بل في بعض الدعاة من أصبح رديء التفاعل بطيء التجاوب، ـ متبعا في ذلك سنن المغضوب عليهم من اليهود،ـ فتجده أمام الأمر تارة في جدل، وتارة أخرى في لجاجة، وثالثة في تلكؤ وتعنت!.

وهو ما حذر منه الحبيب صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه".

قالوا: اليهود والنصارى؟.

قال: "فمن؟". [5]

وهذا ما كان يؤلم الشيخ محمد الغزالي رحمه الله؛ عندما تحدث بمرارة (فنحن مضينا على سنة من لم ينتفع بالوحي ولم يعتبر بالتاريخ.

معنى هذا أن الأمة ستنحدر في سلوكها. والسلوك نتيجة الخلق ونتيجة المعرفة والثقافة.

ومع هذا لم أر بحثاً في تتبعنا لليهود والنصاري، في تفكيرنا، في أخلاقنا، في أعمالنا، بل ببساطة، انحدرنا وانتهى الأمر!؟.

والعقاب الإلهي؛ أن الله نزع قيادة البشرية من أيدي المتدينين ووضعها في أيدي العلمانيين!؟.

وفي اعتقادي أن أهل الدين بحاجة أيضاً أن تكون فيهم رجات داخلية تجعلهم يتحركون من الداخل لإصلاح أنفسهم). [9]

الهوامش:

[1] [في ظلال القرآن: سيد قطب 25/3171]

[2] [الإرهاب والعنف في الفكر الصهيوني: د. إسماعيل أحمد ياغي 43-46 بتصرف]

[3] [يامسلمون اليهود قادمون: محمد منصور 143-148]

[4] [في ظلال القرآن: سيد قطب 1/78-79 بتصرف]

[5] [رواه البخاري ومسلم]

[6] [كيف نتعامل مع القرآن؟: محمد الغزالي 157-182 بتصرف]

ثم ...

استمتع بالمزيد من (فلسطينيات) على هذا الرابط

ثم ...

للمزيد من (مقالات منشورة على شبكات ومواقع)

د. حمدي شعيب

(18 أكتوبر 2023م)