إلا من جبرونا عند انكسارنا
ثم أكملوها بالاحتفاء بانتصارنا
(حبيبٌ ... ظِلُّهُ يُوازي الخلافة!!!)
"وقَد يأتي أحدُهم خفيفًا ...
يطفوا بجانبِك ...
في كلّ هذا الغَـرق ....
كجذع شجرةٍ ...
لمسة راقية من مولانا جلال الدين الرومي رحمه الله.
تذكرنا أن شدائدنا تهون برحمة الله التي تسوق إلينا حبيبًا!.
يهمس لنا بما يثبتنا!.
ويفتح لنا باب الأمل وحسن الظن بالله.
ويربت على كتفينا المجهدتين فينسينا آلام المحنة!.
لذا أردد دوما ...
(ما أعظمه من رزق!)
فلقد رزقته والحمد لله!.
ولقد جربته منذ سنوات في أعظم محنة عصفت بي وبأسرتي وكانت ساحقة ماحقة لم نتوقعها!.
وكانت بوشاية أحد الذين أرجو الله أن أقابله على الصراط فاصرخ فيه وأشكوه:
(يا ربي ...
هذا أوشى بي دون جريرة ...
هذا غدر بي دون ذنب ...
هذا قتلني وأسرتي وأحبتي نفسيًا وصحيًا وماديا!...
وأقساها أنه قتلني معنويًا!.
والتي لم أزل أعاني من آثارها وكل من أحبني حتى هذه اللحظة!).
ففي هذه الليلة السوداء الكئيبة رزقت بحبيبٍ ذكّرني بأروع معاني اسم من أسماء الله الحسنى!.
وهو (المقيت).
فكانت كلماته هي النور الذي هاجم وأزال ظلمة محنتي!.
وقد ورد في معناه الكثير!.
فمنها أنه الحافظ والمقتدر أو القدير أو الرازق الذي يمد العبد بما يحتاجه في وقته المحدد وفي موعده المقدر برزقه الشامل الواسع من قوت وعون ورحمة وحماية ومطعم وحفظ وفرج!.
ولكن من أرقى ما ورد:
"أنه من شهد النجوى فأجاب!.
وعلم البلوي فكشف واستجاب!.
شهد همس القلب ...
قبل أن ينطق اللسان ....
فأجاب!.
ولما نطق اللسان ...
استجاب!".
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
فقد سمع ربي نجواي!.
واستجاب مولاي لشكواي!.
وفرَّج برحمته عني!.
بعد تجربة مريرة أهم ما تعلمته فيها أنني عرفتُ من أحبني بصدق!.
فأزددت له حبًا ودعاءًا.
وهزني من جبرني!.
فلم ولن ننساه خاصة في سجدات السحر!.
وصُدمتُ فيمن خذلني!.
فلفظه قلبي!.
وابتليتُ بمن غدر بي وظلمني!.
فلن أسامحه حتى يُقتص لي منه في الدنيا وعلى الصراط!.
وتعلمت متعة الصفو بعد الكدر!.
ورزقتُ بطائفة من الأحِبّة!.
ومنهم هذا الحبيب الجميل الذي لم أزل أدعو له ولكل من ثبتني ولو بكلمة ولو بهمسة ولو بمزحة!.
(مُخارق ... ودموع الخليفة!)
ودوما أتذكر هذه الحادثة الغريبة!.
ففي مجلس الخليفة المأمون أنشد له نديمه وجليسه مُخارق بيت أبي العتاهية رحمهم الله:
"وَإنّي لمُشْتاقٌ إلى ظِلّ صاحِبٍ ...
يَرُوقُ وَيَصْفُو إنْ كدِرْتُ علَيْهِ!"
قال مُخارق:
فرأيتُ تأثرًا في وجه الخليفة!.
ثم قال:
أَعِدها عليّ!.
فاعدتَها عليه سبع مرات!.
حتى قال بشجنٍ من خلال دموعه:
يا مخارق ...
خذ مني الخلافة!.
وأعطني هذا الصاحب!".
(لا يَضيقُ مكان بمحبين!)
هكذا يكون المكان بل والحياة كلها وإن شئت قلت حتى الجنة إنما تحلو بالصحبة!.
روى الأبنادي عن الأثرم أنه قال:
دخل اليزيدي يوماً على الخليل بن أحمد رحمهم الله وهو جالس على وسادة.
فأوسع له فجلس مع اليزيدي على وسادته!.
فقال له اليزيدي:
أحسبني قد ضيقت عليك!.
فقال الخليل:
"ما ضاق مكان على اثنين متحابين!.
والدنيا لا تسع اثنين متباغضين!". (نزهة الألباب)
(لا تتركه!!!)
لذا نصحنا عمر رضي الله عنه:
"ما أُعطي العبدُ بعد الإسلام نعمة ...
خيرًا من أخٍ صالح!.
فإذا وجد أحدكم ودًا من أخيه ...
فليتمسك به!".
(انتقوا ودققوا!!!)
أما النصيحة الراقية فهي من لمسات الحسن البصري رحمه الله:
"إِنَّ الْمُؤْمِنَ شُعْبَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ.
إِنَّ بِهِ حَاجَتَهُ.
إِنَّ بِهِ عِلَّتَهُ.
يَفْرَحُ لِفَرَحِهِ.
وَيَحْزَنُ لِحُزْنِهِ.
وَهُوَ مِرْآةُ أَخِيهِ.
إِنْ رَأَى مِنْهُ مَا لَا يُعْجِبُهُ سدَّدَهُ وَقَوَّمَهُ، وَوَجَّهَهُ.
وَحَاطَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ.
إِنَّ لَكَ مِنْ خَلِيلِكَ نَصِيبًا.
وَإِنَّ لَكَ نَصِيبًا مِنْ ذِكْرِ مَنْ أَحْبَبْتَ.
فَتَنَقُّوا الْإِخْوَانَ ...
وَالْأَصْحَابَ ...
والْمَجَالِسَ!". (الزهد والرقائق لابن المبارك)
ثم ...
استمتع بالمزيد من خواطر مهاجرة على هذا الرابط
د. حمدي شعيب
(9 يوليو 2024م)
استمتع بالمزيد من خواطر مهاجرة على هذا الرابط
د. حمدي شعيب
(9 يوليو 2024م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق