الجمعة، 28 نوفمبر 2014

الواثقون بأنفسهم ... هم الذين يجيدون الْطُّرُقُ الْسَّبْعِ غَيْرِ الْتَّقْلِيِدِيِّةِ لِبِنَاءِ الثِقة بالْنَّفْسِ

أول مراحل بناء الثقة هو أن ترسم بنفسك لنفسك صورتك الذهنية الذاتية كهدف لتحققه.

وهذه الصورة الذهنية هي أن تتخيل نفسك في صورة الواثق بنفسه القادر على إنجاز ما ينجزه الواثقون بأنفسهم فقط.

ولقد كتب الكثيرون حول بناء هذه الصورة الذهنية للواثق بنفسه.

اما الآن فعلينا أن نناقش الطرق غير التقليدية؛ التي لم يذكرها أو يناقشها السابقون.

 فماذا عن الْطُّرُقُ الْسَّبْعِ غَيْرِ الْتَّقْلِيِدِيِّةِ لِبِنَاءِ ثِقَتِكَ بِنَفْسِكَ؟

1-أقدم على الفرص التي تجعلك تشعر بعدم الارتياح:

أغلبنا يسلك طرقاً مريحة لتحقيق ما يريحنا.

ولكن الواثقون بأنفسهم لا تخيفهم الطرق غير المريحة.

بل ويتحدون المواقف الصعبة؛ فيبادرون بجرأة على فتح ما يجعل الآخرين مترددين على اقتحامه.

فمتى تخرج من دائرة الراحة والأمان التي تتحوصل داخلها؛ فلا تفعل مثلما فعلوا؟!.

وتثق أنك ستفعل مثلما فعلوا.

2-تقبل الفشل فبدونه لن تتعلم:

"لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ". [الحديد23]

لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا, ولا تفرحوا بما آتاكم فرحَ بطر وأشر. والله لا يحب كل متكبر بما أوتي من الدنيا فخور به على غيره.

فلا تنظر إلى فشلك في سخط.

لأن الفشل هو مجرد تجربة على طريق نجاحك.

ويعتبر رصيداً في صندوق خبرتك.

وهو بالتأثير التراكمي يكسبك ثقة بنفسك تدريجياً.

والخلاصة؛ أن أولئك الذين لا يتوقفون كثيراً أمام الفشل؛ هم الذين يستطيعون تحقيق النجاح في معظم الأحيان.

3-لا تقلق كثيراً من الخطأ:

تذكر أن مسيرتك الحياتية كموج البحر؛ لا تثبت على حال؛ فهي بين علو وبين انخفاض.

فهي سلسلة من التجارب التي لا تنتهي؛ فمرة تنجح وأخرى تفشل، ومرة تكون على حق وأخرى تكون على خطأ.

فكما أن هناك قانون قرآني وسنة إلهية اجتماعية تتحكم وتنظم حياة الخلائق والوجود كله وهو (سنة التداول): "وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ". [آل عمران140]

فإن الخطأ سمة بشرية كما وصفها الحبيب صلى الله عليه وسلم:


فالاعتراف بالخطأ قيمة إنسانية تجعلك ترسخ بها الثقة بنفسك وبقدراتك وبطبيعتك البشرية.

4-قم بمجاملة الآخرين ومساعدتهم على الابتسامة:

أتقن فن زرع الابتسامات؛ تشتعل روحك مرحاً، وتسمو نفسك ثقة.


فالابتسامة هبة عظيمة القدر؛ عميقة التأثير؛ سريعة المفعول؛ هينة الجهد؛ قليلة التكاليف!!!؟.

وهي البوابة الجميلة لشخصيتنا!.

أو اللافتة الطيبة التي تبين طبيعة نفسيتنا!.

بل هي العنوان؛ الذي من خلاله يقرأ الآخرون ما بداخلنا!!!.

وهي أيضاَ الذراعان التي تفتح بهما شخصيتنا قلبها للآخرين!.

وهي رسالتنا المشرقة للناس؛ فتدعوهم بود؛ وبثقة في النفس؛ دون حاجة لتنطلق ألسنتنا:

(اقتربوا ولا تترددوا!!!).

وهي من أعظم مفاتيح القلوب!.

فَلِمَ نتجاهلها؟!.

وِلمَ ندع الآخرين يحتارون في قراءة مفاتيح شخصياتنا، ويترددون في شكٍ وتوجس؛ أيقتربون منا، أم يبتعدون عنا؟؟؟!.

ولِمَ لا نمتلك فن نشر البسمات؟!.

فهي المعروف المُحَقَّر؛ الذي نستهين به وبآثاره علينا وعلى الناس جميعاً.

"لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ". [مسلم]

 وهي الصدقة اليسيرة:

"تَبَسُّمُكَ في وجْهِ أخيكَ صَدقةٌ". [الترمذي]

5-اضحك في وجه الاحباط:

عندما تواجهك المشاكل الحياتية، ويهاجمك الإحباط؛ فإن أمامك خياران تدفعك إليهما غريزتك الإنسانية العاطفية؛ فإما الابتسام والضحك أو الحزن والبكاء.

فكليهما طبيعيان ولكن الأول بلا شك هو الأفضل لك.

يقول د. إبراهيم الفقي رحمه الله عن ثمار امتلاك روح الفكاهة، والتعود على الابتسام: (احتفظ بابتسامة جذابة على وجهك؛ حتى إذا لم تكن تشعر أنك تريد أن تبتسم فتظاهر بالابتسامة حيث إن العقل الباطن لا يستطيع أن يفرق بين الشيء الحقيقي والشيء غير الحقيقي، وعلى ذلك فمن الأفضل أن تقرر أن تبتسم باستمرار).

فالبسمة هي من أقوى عوامل امتلاك روح الثقة بالنفس والقناعة بقيمتنا وقدراتنا الذاتية.

6-تجاهل ما يعتقده معظم الناس بشأنك:

الاختلاط بالآخرين خير يلزمه صبر.

والتصدر للمسؤلية قدره يلزمها تحمل.

وأن تتوقع ما يؤذيك.

والصاعقة لا تضرب إلا القمم غالباً.

فبقدر قيمتك يكون النقد الموجه إليك.

وكلما علوت كثر ناقدوك.

وفالخيرية في المخالطة وإن أتعبتك:


ولكن لا تنزل إلى مستوى من سبك:


7-ابدأ الآن:

مقاومة البدء؛ دائماً هي الخيار الأسهل.

وهذا هو الخيار الوحيد الذي يضمن لك أنك لن تصل أبداً إلى الغاية التي تنشدها.

فتذكر: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ". [الرعد 11]

هكذا يعلمنا الحق سبحانه؛ أن التغيير يبدأ من داخلنا!.

وهكذا يلقي علينا التبعة الفردية؛ فمسؤولية التغيير تقع على كاهلنا ذاتياً.

وهكذا يلقي على الفرد المسؤولية العظيمة في إحداث تغيير المجتمعات.

لهذا فإن التغيير الحضاري؛ مفتاحه التغيير النفسي.

فماذا يعني التغيير النفسي؟:

هو عملية التحول من حالة واقعة إلى حالة منشودة.

أو عملية تنفيذ إجراءات خطة تحويل أهدافنا وأحلامنا إلى حقيقة واقعة وملموسة.

ولماذا نتغير؟ أو ما هي أسباب الـ(9) للتغيير النفسي؟:

إذا كنت تعمل الذي دائماً تعمله فستحصل على نفس النتائج؛ يعني إذا كنت مستمراً في فعل ما اعتدت عليه فسوف تحصل على ما اعتدت عليه، عليك أن تغير.

هذه الافتراضية تفترض أنك إذا لم تحصل على ما تريد غير الوسيلة للوصول لما تريد.

هذه الافتراضية تنسجم مع افتراضية الليونة وإن كانوا جميعاً يتناغمون.

أجب عن هذه الأسئلة بصدق وشفافية وبروية:

1-هل حاضرك أفضل بكثير من ماضيك؟!!!.

2-هل أنت سعيد بحاضرك؟!!!.

3-هل أنت راضٍ عن مشوار حياتك؟!!.

4-هل تعتبر نفسك من ضمن الـ(3%) المميزين المبدعين؟!.

5-هل تركت أثراً طيباً؛ أو إنجازاً مادياًً يرضي الله عز وجل، ثم يخدم أمتك، ويمتعك شخصياً، ويفخر به أبناؤك؟!.

6-هل تملك حلماً جميلاً وهدفاً واضحاً لحياتك؟!!!.

7-هل تملك خطة محددة بإجراءات معلومة ومكتوبة؛ لتحقيق هذا الحلم أو الهدف؟!.

8-هل تملك الرغبة الذاتية في تغيير واقعك إلى الأفضل؟!!!.

9-هل تعتبر نفسك محوراً للآخرين؛ فيقتدون بك؛ ويستشيرونك في كل ما يشغلهم؛ وتؤثر فيهم؟!.

إذا كانت إجاباتك كلها (نعم): فأنت شخصية ناجحة ومتميزة وتملك زمام نفسها، ويحركها محفزات ذاتية، وتتمتع بحضور اجتماعي؛ فيعطيها محفزات خارجية للتغيير والنماء والتجديد الذاتي.

وإذا كانت إجاباتك تشمل (لا) واحدة أو أكثر: فأنت مدعو لامتلاك مبادرة التغيير النفسي وفن إدارة الذات؛ لكسب الثقة بالنفس.

(المادة الأصلية مترجمة عن موقع:
http://www.marcandangel.com/2013/06/27/7-unconventional-ways-to-build-your-confidence  
ثم ...  
مع تحيات محبكم: 
د. حمدي شعيب
(30 صفر 1435هـ =2 يناير 2014م)

ليست هناك تعليقات: