اللهم تقبلها في الصالحين
لقد أتعبتِ الرجال من بعدك
''الأم أولُ مدرسة في حياة الأولاد، وهي أهم جهة تصنع الأبطال، والجهات
الأخرى مساعدة سواء كان المسجد، الصحبة الطيبة، الفصائل كل هذه الجهات تجني
ثمارَ تربية الأم؛ فالأم دورها الأساسي في التربية
وفهم الدين فهمًا صحيحًا؛ مما يجعلهم يفهمون واجباتهم الشرعية، ويدركون
أنَّ الجهادَ فرض، وفي الأراضي المحتلة فرض عين''.. هذه الكلمات العميقة
خرجت من ''أم'' قدمت ثلاثة من أبنائها فداءً لتحرير القدس، واليوم لحقت
بهم؛ فشيعها أبناء فلسطين كلهم اعترافا بصمودها وجميلها.
هي ''مريم
محمد يوسف فرحات''، أو كما يعرفها سكان قطاع غزة و سائر فلسطين بـ''أم
نضال''، و التي اشتهرت و لقبوها بـ''خنساء فلسطين'' تشبيها لها بالشاعرة
''الخنساء بنت عمرو'' التي قدمت أبنائها الأربعة شهداء في الإسلام .. ''أم
نضال'' المولودة في 24 ديسمبر 1949 بحي الشجاعية شرق قطاع غزة، تزوجت وهي
لا تزال في دراستها الثانوية بـ''فتحي فرحات – أبو نضال''، وتقدمت لأمتحان
الثانوية و هي حامل بإبنها البكر ''نضال''.
النهاية جاءت بعد صراع مع
المرض، وترقد ''مريم فرحات – أم نضال'' في مستشفى الشفاء بالقطاع، ويتوافد
على زيارتها المئات من الفلسطينيين، لتسلم الروح فجر، اليوم الأحد 17 مارس
2013م، ويصلى عليها بالمسجد العمرين ويكون أول من ينعاها ''الرئيس أبو
مازن''، وعلى رأس مشيعيها ''الشيخ إسماعيل هنية''، وتدفن بمقابر الشهداء
إلى جوار قبور أبنائها الثلاثة.
اللهم تقبلها في الصالحين.
اللهم تقبلها في الصالحين.
د. حمدي شعيب
(6 جماد أول 1434هـ = 18 مارس 2013م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق