(كيف نصون أنفسنا عن المَذلّة؟!)
ولم أجد أروع إجابة ...
إلا من أجمل وأبلغ تغريدات الإمام علي رضي الله عنه.
وهو يبدع في كيفية صيانة النفس.
ففي كل بيت ...
يبهرك بحكمة بليغة!.
"صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها
تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً
نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ
عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ
ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ"
(لا تذل نفسك!!!)
وهذه الكلمات الرائعة تذكرنا بنصيحة الحبيب صلى الله عليه وسلم حول معنى إذلال النفس:
"لا ينبغي للمؤمنِ ...
أن يُذِلَّ نفسَه!.
قالوا:
وكيف يُذِلُّ نفسَه؟!.
قال:
يتعرضُ من البلاءِ ...
لما لا يُطِيقُ". (حديث حسن غريب بغيره)
قيلَ: بالدُّعاءِ على نَفْسِه بالبَلايا.
أو بفِعلِ ما يَنتِجُ عنه ذلك.
وأنَّ المُسلِمَ مأمورٌ بعَمَلِ ما في استِطاعَتِه ...
دونَ تَشدُّدٍ أو إهانةٍ ...
ومَذلَّةٍ لِلنَّفْسِ.
(فلنترفع ونرتب أولوياتنا)
وكذلك أن نتعفف عن مذلة السؤال.
مع اعتبار مراعاة فقه الأولويات ...
حتى في النفقة!.
"اليَدُ العُلْيَا ...
خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى.
وابْدَأْ بمَن تَعُولُ.
وخَيْرُ الصَّدَقَةِ ...
عن ظَهْرِ غِنًى.
ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ.
ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ". (البخاري)
واليدَ العُليا ...
وهي اليدُ المنفِقةُ.
واليدِ السُّفلى ...
وهي السَّائلةُ الآخِذةُ للصَّدَقاتِ.
ثُمَّ وأن نَبدأَ بمَن نَعُولُ ...
مِن النَّفْسِ والأهلِ والولَدِ.
فإنَّ أفضَلَ الصَّدقةِ ...
ما أخرَجه الإنسانُ مِن مالِه ...
بعْدَ القِيامِ بحقوقِ النَّفْسِ والعيالِ.
وأنَّ النفَقةَ على الأهلِ ...
أفضَلُ مِن الصدَقةِ.
لأنَّ الصدَقةَ تطَوُّعٌ.
والنَّفَقةَ على الأهلِ فريضةٌ.
«يُعِفَّه اللهُ»:
بأنْ يَجعَلَه عَفيفًا قانِعًا راضيًا.
«يُغْنِه اللهُ»:
بأنْ يَملأَ قَلبَه غِنًى.
فيَصيرَ غَنيًّا بقَلبِه.
لِأنَّ الغِنى في الحَقيقةِ ...
هو غِنى النّفس.
اللهم ...
اكفنا بحلالك عن حرامك ...
وأغننا بفضلك عمن سواك.
والحمد لله ...
ثم ...
د. حمدي شعيب
(6 يونيو 2023م)
(6 يونيو 2023م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق