الأحد، 24 مارس 2019

لا تقنط ... فهكذا هو!.

لا تقنط ... فهكذا هو!
قالت لي من خلال دموعها:
(يا دكتور رزقني الله هذا الطفل الجميل من عنده وبدون علاج بعد أن يأست من أربع سنوات من المحاولات المضنية والتكاليف الباهظة مع كبار الأطباء!؟).
وأضاف زوجها:
(تخيل قالوا لي أن الحيوانات المنوية صفر!?).
فاهتز داخلي وقلت لهما وأنا أحبس دموعي:
(هكذا هو!.
إنه يتركنا لأسبابنا وجهودنا حتى نصل لدرجة العجز بل واليأس.
ثم يدخلنا في رحمته هو!.
ومن عنده هو!.
وبطريقته هو!.
وفي ميقاته هو فهو المقيت المدبر الحسيب المغيث!.
وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (الرعد8)
فهكذا هو مولانا يرسل رسالته التي تفتح باب الأمل وحسن الظن به؛ فتطمئن كل منا؛ أنه لست وحدك في هذا الوجود الذي يديره مولاك كما يدير شؤونك بدقة.
فلا تتعجل إجابة دعوة لخيرٍ تتمناه أو لشرٍ تريد دفعه أو لفرجٍ تترجاه أو لظالمٍ تحلم بقهره!.
فتدبيره هو سبحانه وموعد ومقدار فرجه وكل شيء عنده بمقدار وتوقيت وحكمة وعدل ومصلحة لا نعلمها!؟.
حتى لا نشكر إلا هو!.
تذكري كيف كان يوسف عليه السلام يحاول الإمساك بحجارة وصخور حافة البئر وأخوته بقسوتهم يركلون أصابعه الصغيرة ويعتصرونها بأقدامهم حتى يسقط فلما سقط التقطته يد جبريل عليه السلام!.
وهكذا ينشر رحمته كما ينشر الغيث بعد قنوطنا!:
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ. (الشورى28)
ووصف المطر بالغيث لإغاثة المضطرين.
واختار صفة الماضي للقنوط؛ أي وكأنها محنة ومرت.
واختار المضارع لنزول الغيث ونشر الرحمة؛ ليفيد التجديد والتكرار!.
وينشر رحمته وصفها وكأنها مثل الثوب أو الرداء؛ فينشره على اليائسين القانطين؛ فتعم كل الوجود!.
فهكذا هو!?.
وهكذا فرجه هو!.
وكما يليق به هو!.
فاقصدوه هو!.
واحمدوه هو!).
(11 مايو 2017م)

ثم ...
د. حمدي شعيب
(24 مارس 2019م)

ليست هناك تعليقات: