الأحد، 6 أكتوبر 2019

وبهما ... توّجوه ملكاً!



(أوهن البيوت)

"مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ". (العنكبوت41)
(1)رسالة تحذيرية مرعبة ومباشرة لكل من يتخذ ولياً من دون الله فكأنما يوقع نفسه في ملاذ واهن ضعيف لا يقي الحر ولا البرد. 
بل إنه مصيدة قاتلة يقع في حبائلها هوام البشر مثل هوام الحشرات.
(2) أما الرسالة الإيجابية التربوية الرائعة:
لا تهتم ببناء بيتك وبيت أولادك قبل أن تبني العلاقات الأسرية الأخلاقية التي تنشر المودة والرحمة والسكن.
فكم من بيوت ظاهرها المتعة والعز وداخلها الخراب والعياذ بالله.
وتأمل هذه الرسالة الإعجازية كما قرأتها حول ماجاء في بيت العنكبوت من منظور علمي:
(كشف العلم مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر لذا قال "اتَّخَذَتْ".
كما كشف العلم أن خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من خيط الحرير وأكثر منه مرونة فيكون نسيج العنكبوت بالنسبة لاحتياجات العنكبوت وافياً بالغرض وزيادة ويكون بالنسبة له قلعة أمينة حصينة.
كما إن بيت العنكبوت هو أبعد البيوت عن صفة البيت بما يلزم البيت من أمان وسكينة وطمأنينة فالعنكبوت الأنثى تقتل ذكرها بعد أن يلقحها وتأكله، والأبناء يأكلون بعضهم بعضاً بعد الخروج من البيض، ولهذا يعمد الذكر إلى الفرار بجلده بعد أن يلقح أنثاه ولا يحاول أن يضع قدمه في بيتها.
وتغزل أنثى العنكبوت بيتها ليكون فخاً وكميناً ومقتلاً لكل حشرة صغيرة تفكر أن تقترب منه وكل من يدخل البيت من زوار وضيوف يقتل.
ولذلك يظن البعض أن وهن بيت العنكبوت يكمن في وهن خيوطه، ولكن الوهن في بيت العنكبوت؛ لذا قال "اتَّخَذَتْ بَيْتاً". أي بيتاً وليس خيوطاً.
لأن بيت العنكبوت من الناحية المعنوية هو أوهن بيت على الإطلاق فهو بيت محروم من معاني المودة والرحمة التي يقوم على أساسها كل بيت سعيد، وذلك لأن الأنثى في بعض أنواع العنكبوت تقضي على ذكرها بمجرد إتمام عملية الإخصاب وذلك بقتله وافتراس جسده لأنها أكبر حجما وأكثر شراسة منه، وفي بعض الحالات تلتهم الأنثى صغارها دون أدنى رحمة، وفي بعض الأنواع تموت الأنثى بعد إتمام إخصاب بيضها الذي عادة ما تحتضنه في كيس من الحرير.
وعندما يفقس البيض تخرج العناكب الصغار فتجد نفسها في مكان شديد الازدحام بالأفراد داخل كيس البيض، فيبدأ الإخوة الأشقاء في الاقتتال من أجل الطعام أو من أجل المكان أو من أجلهما معا فيقتل الأخ أخاه وأخته، وتقتل الأخت أختها وأخاها حتى تنتهي المعركة ببقاء عدد قليل من العنيكبات التي تنسلخ من جلدها، وتمزق جدار كيس البيض لتخرج الواحدة تلو الأخرى، والواحد تلو الآخر بذكريات تعيسه، لينتشر الجميع في البيئة المحيطة وتبدأ كل أنثى في بناء بيتها، ويهلك في الطريق إلى ذلك من يهلك من هذه العنيكبات، ومن ينجو منها نفس المأساة التي تجعل من بيت العنكبوت أكثر البيوت شراسة ووحشية، وانعداما لأواصر القربى). (من موقع جامعة الإيمان - د. عبد المجيد الزنداني)



ثم ...
استمتع بالمزيد من (خواطر مهاجرة) على هذا الرابط 
د. حمدي شعيب
(6 أكتوبر 2019م)

ليست هناك تعليقات: