أولادنا يقلدوننا
(في بيتنا نيش!؟)
لم أنس أبدأ؛ أنني ذات يوم كنت أناقش إحدى الأمهات حول
البحث عن أسباب لمعاناتها من سلوكيات وأمراض أولادها؛ فنصحتها أن تقترب من أولادها
وتخرج معهم وتحاورهم وتناقشهم!؟.
ونظراً لحبي وخبرتي في الاستشارات التربوية والعلاقات
الأسرية؛ التي هي من المجالات التي أحبها والتي تنفعني كثيراً في عملي مع الأطفال
ومع أمراضهم ومع مشاكلهم ومع ذويهم!.
بل وفي حياتي الخاصة وعلاقاتي الشخصية!؟.
ومن المعروف أنه هناك الكثير من المشاكل الأسرية
والعائلية وكذلك المجتمعية التي تلقي بظلالها على الأطفال؛ وتفسر بعض الظواهر
المرضية خاصة السلوكية والأخلاقية عندهم؛ بل وعلى والديهم!؟.
وهو جانب ينساه البعض في فن التعامل مع الأبناء!؟.
ثم أكملت نصيحتي التربوية؛ بأنه يا حبذا لو خرجت بطريقة (ثنائيات
الحب)؛ أي تخرج بمفردها مع أحدهم دون أشقائه ولو على (كافيه) بعيداً عن جو ومناخ
البيت؛ ثم تدعوه لفنجان قهوة أو أي مشروب؛ وتعامله كصديق وتناقشه في أموره وأمور
الأسرة كلها؛ وسترى عظم وروعة النتائج الطيبة!.
والأروع أن تركز أكثر على البنات!؟.
والأجمل أن يفعلها والدهم الشخصية المحترمة؛ ذو المنصب
الكبير والرفيع!؟.
فتناقشه أولاً وحدهما؛ ثم يتفقا على الحلول؛ ويالا روعة
التأثير لو خرجا وحدهما معاً في نادي أو (كافيه)؛ فسيكون روعة التأثير على كليهما أولاً؛
وبالتالي ينشرون هذا الدفء والوفاق والرحمة والمودة؛ على مناخ الأسرة وعلى
علاقاتهما بالأبناء؛ بل وعلى غيرهم خارج الأسرة!؟.
وكم هو جميل؛ أن يجمعهما ركعتين في السحر؛ لتتنزل
الرحمات والبركات على حياتهم!؟.
فأدهشني أنها أسرعت بردها المقتضب الصادم؛ وكأنها تضع
العصا في العجلة: (معذرة؛ لا داعي للأب)!؟.
فبادرتها متعجباً: (بل أعتقد أن دوره هو الأهم)!؟.
وذلك لمعرفتي الشخصية به، وإعجابي بوضعه الاجتماعي
الرفيع!؟.
فتنهدت، وألقت بقنبلة ألجمتني؛ وتسمرت لوقعها نظراتي المشفقة
على ولدها الضحية المسكين، وغرقت في عرقي وأنا لا استطيع النظر إليها!؟.
استمتع بالمزيد من خواطر مهاجرة على هذا الرابط
د. حمدي شعيب
(19 جماد أول 1438هـ = 16 فبراير 2017م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق