الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

الْشَّجَاعَةُ لا تَعْنِيِ أَنَّكَ لا تَخَاف وَلَكِنَّ الْشَّجَاعَةُ تَعْنِيِ أَلا تَدَع الَخَوْفَ يَمْنَعُكَ مِنَ الْتَّقَدُّم وأول خطوة في فن التكتيك النفسي للتغلب على الخوف هو أن تعترف بوجوده وتواجهه فتسرق قوته فلا تفقد الأَشْيَاءُ الْسَّبْعِ الَّتِيِ يَسْرِقُهَا مِنْكَ الْخَوْفُ



فما هي الأَشْيَاءُ الْسَّبْعِ الَّتِيِ يَسْرِقُهَا مِنْكَ الْخَوْفُ؟:

 1-مسارك وغرضك الصحيح (خوفك من كونك مختلف):

1. Your true path and purpose (Fear of being different):

لا تجعل تميزك عن الآخرين هو مصدر خوفك.

وطريق النجاح ليس نمطاً موحداً لكل البشر.


فالكثرة لا تعني الصحة؛ كما تقرر القاعدة القرآنية: "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ". [الأنعام116]

والقلة لا تعني الخطأ؛ كما قال القاضي الفضيل بن عياض رحمه الله: (اسلك طريق الحق، ولا يغرك قلة السالكين. وإياك وطرق الباطل، ولا يغرك كثرة الهالكين).

لا شيء يساوي أن تكسب الآخرين وتخسر نفسك.

فاعتز بمسارك الذي اخترته؛ واختبر صحة طريقك؛ بأن تقيم ذاتك وتسأل نفسك في كل خطوة فتخاطبها: (هل ما أفعله الآن يخدم غرضي الذي رسمته ويحقق أهدافي التي صغتها حقاً؟).
2-احترامك لذاتك (خوفك من كونك لست على ما يرام):

 2. Self-respect (Fear of not being good enough)

احنو على نفسك.

فكفاها قسوة الآخرين.

وتذكر أن الله سبحانه لا يكلف نفسًا إلا قدر طاقتها: "لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا". [البقرة233]

لا تخاف من أن الآخرين لا يعاملونك باحترام وتقدير تستحقه؛ فلربما أنت الذي قللت من قدرك عندهم.

ومن يحترم ذاته ويقدرها؛ لن يجد من يحترمها ويقدرها.
فاسمو بذاتك.

وخاطب نفسك عند كل محاولة: (إنني أبذل كل جهدي وبقدر ما أمتلك من إمكانات، وهذا قدر استطاعتي، وأنا فخور بما أنجزته، وكل خطأ ما هو إلا دليل على شرف المحاولة).


3-قدرتك على اتخاذ قرارات واقعية وملموسة (خوفك من التعهدات):

3. Your ability to make concrete decisions (Fear of commitment)

لا يمكن أن يسير الإنسان في هذه الحياة أسيراً للصدفة.

ولا يمكن أن يسير متعثراً حائراً على رقعة خريطة مرسوم عليها؛ احذر هنا مناطق الخوف، وهنا مناطق لا تقترب منها، وهنا مناطق لا تعود إليها.

ولا يمكن أن يسير وفق مطالب الآخرين.

فكن أنت، وطلق الإمعية؛ كما نصحك الحبيب صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا إمعة؛ تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا". [الترمذي]

وانهض الآن وتمرد على خوفك من الالتزام بتعهداتك مع نفسك، واقهر خوفك من قراراتك، وانظر إلى مرآتك، وخاطب خوفك: (ألم يأن لي أن أوقف سيري بلا هدى؟. ألم يأن لي أن أقرر مصيري بنفسي، وأحدد أهدافي بيدي، فأحقق لذاتي ما أقرره؟).

4-فرص وتجارب حياتية لا تقدر بثمن (خوفك من التغيير والإزعاج والمشقة):

4. Priceless opportunities and life experiences (Fear of change and discomfort)

الإنسان عدو ما يجهل.

بعض الناس يفضلون العيش مع المألوف ولو بمعاناة؛ ويكرهون التغيير ولو فيه راحتهم؛ لخوفهم من الخروج إلى المجهول.

كما قال الشاعر الفيتنامي (ثيت نات هانه): (الناس يجدون صعوبة في الاستغناء عن معاناتهم؛ بسبب الخوف من الخروج إلى المجهول، ولذلك يفضلون المعاناة مع ما هو مألوف).

لذا كم من فرص حياتية ثمينة تضيع منا بحجج عدة؛ مثل التسويف، وعدم توافر المال، أو عدم توافر الوقت.

وكما يقولون في المثل (اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش).

فواجه خوفك من التغيير.


 5-السعادة العامة وراحة البال (خوفك من مواجهة الحقائق الداخلية):

5. General happiness and peace of mind (Fear of facing inner truths)

الإنسان دوماً يعشق البحث عن السعادة خارجه، وينسى أن مصدر سعادته تكمن داخله.

لذا فهو يفتقدها؛ لأنه كلما بحث عنها خارجياً؛ اختفت منه داخلياً.

فلم تتردد في مواجهة ذاتك؟.

الآن؛ خاطب خوفك الذي يسرق منك تلك السعادة ويغتصب راحة بالك؛ وواجهة نفسك؛ وقل (أنا مصدر سعادتي، لن أدع الظروف الخارجية تتحكم في سعادتي، لقد رحل الأمس، والغد لم يأت بعد، وليس لدي ما أمتلكه إلا حاضري اليوم؛ وسوف أجعل نفسي سعيداً اليوم).


 6-استعدادك ورغبتك للحب بإخلاص وبراءة (خوفك من كونك غير محبوباً من الآخرين):

6. Your willingness to love, truly and purely (Fear of not being loved in return)

 الإنسان يعشق الحب المتبادل بين الطرفين.

ولكن الحب الحقيقي هو ذلك المرور المتدفق بالعاطفة دون تردد، والعطاء بلا توقع للثمن.

لذا عليك أن تواجه خوفك من عدم حصولك على الحب المتبادل.

وثق أن رغبتك في الحب الحقيقي بإخلاص ودون مقابل، وببراءة من قبض الثمن؛ ستأتيك بالحب من الشاطئ الآخر مع مرور الوقت.

 7-الشركة المناسبة والصحبة الطيبة (خوفك من الوحدة):

7. The right company (Fear of being alone)

 الإنسان الناضج يعلم أن مسيرته الحياتية ما هي إلا رحلة قطار.

فيتوقف قطار الحياة في محطات محددة؛ فينزل البعض ويركب البعض الآخر.

وأنه سينزل أيضاً في محطته المعينة؛ في وقته المعين.

والناجح هو الذي يجيد فن التعامل وكسب أصدقاء رحلته؛ فيجيد فن التوديع وفن الترحاب.

فلا ييأس عند نزول البعض.

ولا يحزن لفقد البعض.

وإذا كان ليس مطلوباً منها أن يكسب الكل؛ فعليه ألا يخسر الكل.

والذكي هو الذي يترك أثراً طيباً إذا غادر القطار.

فلست وحدك في قطار الحياة.

(المادة الأصلية مترجمة عن موقع:

ثم ...  
مع تحيات محبكم: 
د. حمدي شعيب
(9 ربيع أول 1436هـ  = 31 ديسمبر 2014م)

ليست هناك تعليقات: