الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

ارحم حصانك ... وارفق بنفسك ... وبأتباعك

في مسيرتنا الحياتية ...
علينا أن نوقن بأمرين:
الأول: أنها رحلة طويلة ومستمرة بعون الله وتحتاج إلى سياسة النفس الطويل.
 الثاني: أن نتوازن مع السنن الإلهية وهي القوانين الربانية التي تنظم حركة الكون والأحياء.
وأهمها هنا سنة التدرج وعدم التعسف.
هكذا في تعاملنا مع أنفسنا ومع أبنائنا ومع من هم تحت إمرتنا.
وكذلك في تعاملنا مع ديننا ومنهجنا.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولاظهراً أبقي". (البيهقي وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة وقد روى أحمد في "المسند" الجملة الأولى منه، وهي قوله: إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق. وحسنه الألباني)
وقد شرح الحديث المناوي: أي أن هذا الدين متين أي: صلب شديد، فأوغلوا: أي سيروا فيه برفق، ولا تحملوا على أنفسكم ما لا تطيقونه، فتعجزوا وتتركوا العمل. وقال الغزالي: أراد بذلك أن لا يكلف نفسه في أعماله الدينية ما يخالف العادة، بل يكون بتلطف وتدريج، فلا ينتقل دفعة واحدة إلى الطريق الأقصى في التبدل، فإن الطبع نفور، ولا يمكن نقله عن أخلاقه الرديئة إلا شيئا فشيئا حتى تنفصم الأخلاق المذمومة الراسخة فيه، ومن لم يراع التدريج وتوغل دفعة واحدة، ترقى إلى حالة تشق عليه فتنعكس أموره فيصير ما كان محبوبا عنده ممقوتا، وما كان مكروها عنده مشربا هنيئا لا ينفر عنه. والمنبتُّ هو الذي انقطع به السير في السفر وعطلت راحلته ولم يقض وطره، فلا هو قطع الأرض التي أراد، ولا هو أبقى ظهره، أي دابته التي يركبها لينتفع بها فيما بعد. وهكذا من تكلف من العبادة ما لا يطيق، ربما يملُّ ويسأم، فينقطع عما كان يعمله.
مع تحيات محبكم: 
د. حمدي شعيب 
(18 ذو الحجة 1434هـ =23 أكتوبر 2013م)

ليست هناك تعليقات: