(وقفات مع الحلقات)
هذه رسائل قصيرة
وخواطر سريعة أحببت كأب أولا ثم كقارئ ومشاهد ومحب لأدب العراب رحمه الله (د. أحمد
خالد توفيق)!.
خاصة بعد ظهور
الحلقات الست الأولى والرائعة من سلسلة أدب الرعب التي عشقها الشباب وهي (ما وراء الطبيعة)
والتي نعتبر الأكثر مبيعًا في العالم العربي وقد صدرت في ثمانين رواية وبيع منها
أكثر من خمسة عشرة مليون نسخة!.
وتحكي كيف ينقلب عالم
(د. رفعت إسماعيل) طبيب أمراض الدم العنيد والمتهكم.
ويبدأ في الشك
بقناعاته العلمية الراسخة بعد التعرض لأحداث خارقة للطبيعة.
ويدخل عالم (ما وراء
الطبيعة) بصحبة (ماجي) زميلته السابقة خلال الجامعة، حيث يحاولان إنقاذ أحبائهم من
الخطر الهائل الذي يحيط بهم.
فماذا عن رسائلي؟!:
(1) سيتحقق أكثر مما
توقعته ولو بعد حين:
فكم أسعدني أن يتحقق حلم دكتورنا الحبيب رحمه
الله الذي ظل يراوده في ظهور اسمه على أفيشات الأفلام أو الدراما حتى ولو بعد
رحيله كما ذكر خليله المقرب د. أيمن الجندي في مقاله المؤثر.
بل وـن يتحقق في مجال
العالمية كأول مسلسل مصري تنتجه #نتفليكس ويشاهده الملايين مترجمًا ومدبلجًا
بعشرات اللغات في العالم فهذا أكثر مما توقعه وحلمه رحمه الله.
(2) اترك أثرًا يشفع
لك:
فكم دعوت لفقيدنا
كثيرًا!.
لأنه كما شارك في حياته في معاونتي في صياغة
ثقافة وعقلية أولادي فساعدني على حسن نشأتهم.
وكما كانوا يحرصون
على تسجيل لقاءاتهم معه في حفلات التوقيع في معرض الكتاب ويعتزون بصورهم معه
وإهداءاته الرقيقة.
فقد نجح بعد رحيله في
جمع شمل أسرتي في سهرات ممتعة راقية دافئة لمشاهدة أدبه الرفيع في الحلقات الست.
هكذا الأثر الطيب
الذي سنتركه حتى وإن افتقدنا من يقدره ويهتم به فيومًا ما سيكون شاهدًا لنا ولو
بعد رحيلنا وسيذكروننا يومًا ما ويدعون لنا.
وسيندمون على ذهابنا
وسيتألمون على عدم تقديرنا!.
وسيفخر بمآثرنا
أولادنا وأحفادنا!.
(3) لا تفرط في نعم
الله عليك قبل الندم:
كلما قرأت له وكلما
شاهدت الحلقات وكلما شاهدت أولادي يواصلون قراءة أدبه حتى في غربتهم في أوروبا
فيؤنس وحدتهم ويخفف عنهم آلام غربتهم.
أدعو له!.
ويغمرني الحزن وأتساءل:
سبحان الله لِمَ ترحل
دوما عنا أشياؤنا الجميلة في سرعة وتختفي من حياتنا كومضة ساحرة ثم تتركنا خاصة في
أوقات ونحن كلنا في أشد ما نكون من الحاجة إليها؟!.
ويؤلمنا أن يبقى
بيننا أشياءً كريهة وشخصيات بغيضة لا نودها بل وندعو الله أن يخلصنا منهم!.
هكذا لا نستشعر قيمة
ما نملك إلا بعد ذهابه!.
(4) لا تبتئس
فالبضاعة الجيدة تفضح البضاعات الرديئة:
سبحان الله ما ظهرت
الحلقات إلا وكما قرأت أمس أنها احتلت الصدارة في ترتيب أفضل (250) مسلسل في التاريخ
وقفز في اليوم الأول من عرضه من المرتبة (246) إلى المرتبة (174)!؟.
ولم يزل في تقدمه
المذهل!؟.
هكذا نتفاءل بأن هذا
الغثاء والشذوذ الفكري والطحالب الأدبية التي تتصدر مرحلة الغثاء والشذوذ الإنساني
والفوضى العالمية ما كان ليكون لها ذلك إلا في غيبة الأدب الرفيع والفكر الراقي
والفن النظيف.
فاصبر واثبت على
بضاعتك الثمينة ولا تنزلق إلى سوق البضاعات المزجاة الزائفة!.
ولا تبتئس فعندما
تأتي يومًا ما عصا موسى ستفضح زيف ثعابينهم المزيفة وستتوارى حياتهم الشائهة
السامة هربًا إلى جحورها!.
(5) قدروهم ولا
تخسروهم!:
تحية خالصة لكل
القائمين على العمل الرفيع بما فيهم الأطفال!.
ثم تحية خاصة للمذهل
(أحمد أمين) حقا ما كل هذا الإبداع والعيش في شخصية (د. رفعت إسماعيل) بل وزادها
إتقانًا وكآبة وحيرة واضظراب وفعلا يكفينا المتعة في متابعة عبقريته!.
ولا تثبطونهم بهذه
الهنات المتوقعة في الإخراج واللمسات التاريخية للمعالم والمراجع.
أما الموسيقى
التصويرية المؤثرة فهذا خيال لا نوفه حقه!؟.
وهو عمل إنساني نظيف
وجريء لا يخلو من سمات أي منتج بشري وهو ورود بعض الأخطاء.
ويكفي أن تجلس مع
أسرتك دون خوف مما يخدش الحياء!.
فقدروهم وشجعوهم حتى
لا تخسرونهم وتفقدونهم فيشمت حزب النكرات ويعلو قطيع الحثالات!.
ونحن على يقين أن
المواسم القادمة بإذن الله ستشهد سموا وعلوا أفضل.
ولو حتى من باب
التقدير والأدب القرآني:
"وَلَا
تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ" (الشعراء 183)
(د. حمدي شعيب - الإثنين 9 نوفمبر 2020)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق