أو كيف اطمئن أنني أسعدتكم، وأنني من الفائزين إن شاء الله تعالى؟.
وكيف أقيم نفسي أثناء حصاد رمضان؟.
لمعرفة التقييم الذاتي من فضلك افتح موقع (إسلاميات).
اختبر نفسك هل فزت برمضان؟
قلت
له: ضيفنا الحبيب بقي سؤال أخير سادس: ما هي مؤشرات وعلامات قبول حسن استضافتكم؟!.
أو كيف اطمئن أنني أسعدتكم، وأنني من الفائزين إن شاء الله تعالى؟. وكيف أقيم نفسي
أثناء حصاد رمضان؟.
قال رمضان: وذلك
موضوع مهم يحتاج لتركيز شديد؛ لأن هذه هي المهارة الأهم في فنون حسن التعامل مع
ضيفكم في زيارته السنوية لكم؛ فهي خاتمة
المهارات الست؛ وهي معايير القبول لأعمالكم الصالحة التي جئتكم بها.
وهي مؤشرات ستلاحظونها في أنفسكم وفيما حولكم؛ فتستشعرون مدى قبول الحق
سبحانه لرمضان، وكونكم من الفائزين.
وعلى كل صائم أن يجلس مع نفسه، ويقيم نفسه حسب هذين المؤشرين:
المؤشر الأول: هل ارتقيت في رمضان؟:
أو هل اكتسبت المهارات الخمس السابقة وطبقتها؟.
فالآن كل منكم يراجع نفسه ويلاحظ سلوكياته؛ بناءً على
هذه الخماسية:
(1)هل عرفت رسالة رمضان؟.
(2)هل
عرفت أهم صفة له؟.
(3)هل
عرفت معايير نجاح زيارته؟.
(4)هل
تعرفت على سلوكياتنا التي ترضيه والتزمت بها طوال زيارته إلينا؟.
(5)هل
وضعت يدي على سلوكياتي التي تغضبه مني وتخليت عنها على قدر استطاعتي؟.
واعلموا
أنكم إذا عرفتموها جيداً وطبقتموها؛ فثقوا أنكم ستسعدون ربكم في شهركم، ثم ستسعدونني،
وبالتالي ستسعدون أنفسكم.
وذلكم
أول مؤشر تقيسون بهم قدر أو درجة فوزكم بخيراتي وبرسالتي إليكم.
المؤشر الثاني: هل غيرني رمضان؟:
لقد حدثتكم في إجابتي
عن السؤال الثالث: ما هو معيار نجاحكم في استضافتي؟!.
وأخبرتكم أنكم يمكنكم أن تحكموا على نجاحكم، وتقيسونه على قدر التغيير
الإيجابي الأخلاقي والسلوكي الذي تعلمتمونه مني، ومقدار التزامكم بهذا التغيير حتى
ألقاكم العام القادم بعونه تعالى.
فلنركز مجدداً هل تغيرتم معرفياً وسلوكياً ورقياً أخلاقياً؛ أثناء زيارتي.
وهذا التغيير يمكن أن تقيسونه ببعض
الجوانب السلوكية المبسطة؛ فليجلس أحدكم مع نفسه وليجب بثلاث إجابات إما (نعم) أو
(لا) أو (بعض الشيء)؛ وليسأل:
(1)هل جاء رمضان
بالفرصة التي تمنيتها؛ فتقربت إلى الله سبحانه بطاعة تمنيت أن أقوم بها في
الزيارات السابقة ولم أستطع؟.
(2)هل هزمت ريائي
وسمعتي وتقربت بخبيئة بيني وبين ربي ومولاي؛ فادخرتها للحظة أخشاها؟.
(3)هل أرفقت بنفسي
وصالحتها وأوقفت عادة الجلد الذاتي واكتشفت مواطن الخير فيها فنميتها؟.
(4)هل أعدت ترتيب
داخلي وجاء رمضان فنظمني وحددت أهدافي وعرفت قدراتي وأعددت خطتي لتنفيذ أهدافي
وبدأت في تنفيذ أول خطوة؟.
(5)هل حددت هدفاً لي
في رمضان ورجاء خالص؛ فركزت دعائي ودعاء زوجتي ودعاء أسرتي بل وكل من يحبني أن ير
كز عليه ويلهج به ليل نهار وفي سجداته وفي لحظات السحر؛ لعل الله يفتح الباب لمن
دوام على طرقه؟!.
(6)هل تأثرت برسالة
رمضان الإيجابية؛ فاستشعرت قيمتي الإنسانية، وأن لي قدر عند ربي؛ فزاد حماسي
الداخلي، وتعاظم اعتزازي بنفسي، وتفجر تحفيزي الذاتي، وتعمقت ثقتي بقدراتي على
تحدي ومواجهة الصعاب؟.
(7)هل صالحت كتاب
ربي؛ فصاحبته، وأنست به، واستشعرت حلاوة القرب، وأشفقت على نفسي من ألم ومرارة
الهجر؟.
(8)هل تهجدت وحيداً
وخلوت إلى مولاي وأطلت القيام وتسلحت بدعوات السحر وأستعنت بسهام القدر؟.
(9)هل تمسكت بفرصة
المداومة على الذكر المطلق؛ فجعلت يوماً للصلاة على الحبيب، ويوماً للاستغفار،
ويوماً للتسبيح، ويوماً للتكبير ويوماً للحمد؟.
(10)هل صالحت أحد
ضحاياي ومن ظلوا لزمن يغرسون خناجرهم في داخلي، ويقلقونني فلا أكاد أنام
خوفاً من دعوة مظلوم؟.
(11)هل استفدت من
نقادي ومهاجمي، وأيقنت أنهم أصدق رؤية من صديق يداهنني؛ وبدأت في تجنب وإصلاح ما
يأخذونه عليَّ؟.
(12)هل وصلت رحماً
مقطوعة، وتحملت إساءات المسيئين منهم؛ رغبة في الثواب ورهبة من العقاب؟.
(13)هل سامحت ظالماً
وترفعت عن هفواته وسموت على صغائره وتناسيت طعناته في ظهري لأنني صائم تائب؟.
(14)هل تذكرت راحلاً حبيباً
صام معي عاماً مضى، ولم يمهله القدر الفرصة مثلي ليبلغ رمضان؛ فشكرت ربي ودعوت له
أن يرحمه ويجعل قبره روضة من رياض الجنة؟.
(15)هل وصلت محباً
غيبتنا عن بعضنا البعض الأيام؛ فنسيني، وتذكرته؛ فهاتفته وأسعدته؟.
(16)هل أحسنت إلى جاري؛
مستشعراً أن "َخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ"؟.
(17)هل بررت والدي
أحياءً وأمواتاً، ولم تلهني نفسي، ولم ينسينيهم أولادي، ولم تشغلني زوجتي؟.
هل تذكرت أولئك
الفقراء والمساكين؛ الذين ينتظرون شنطة رمضان كل عام؛ فلم أخذلهم وجبرتهم؟.
(18)هل أنفقت سهماً
من مالي على إخواننا المستضعفين المعدمين في العالم؛ مستشعراً بأن الله سبحانه
شرفني بعونهم؛ فرجوت أن يكون في عوني؛ كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه؟.
(19)هل زرت مريضاً؛
واستشعرت أنني أخوض في رحمة الله، حتى إذا جلست عنده غمرتني ووجدت الله سبحانه
عنده؟.
(20)هل أحسنت إلى ما
يحيط بي من الخلائق؛ خاصة الحيوان والنبات، واستشعرت معنى الرحمة بالعالمين؟.
(21)هل عمَّرتَ بيوت
ربي؛ فاستشعرت حلاوة هذا المهرجان العلوي وما يحمله من رباعية الرحمات والبركات:
"وما اجتمع
قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم
السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به
عمله، لم يسرع به نسبه". [مسلم]؟.
(22)هل أحييت سنة الاعتكاف؛
ولو عند كل دخول للمسجد ولو لمكثي لكل صلاة؟.
(23)هل جلست مع أسرتي
بعد الفجر وذكرنا الله تعالى حتى الشروق، وصلينا الضحى؛ واستشعرنا الفوز بثواب
الحج والعمرة؟.
(24)هل أنا مفتاحاً
للخير؛ أي هل فتحت باباً للخير هذا الشهر، لم يفلح في فتحه أحد من قبلي؟.
أو على الأقل قلدت
قدوة لي وصنعت مثلما صنع؛ ففتحت باباً مثل بابه؟.
"إِنَّ هَذَا
الْخَيْرَ خَزَائِنُ وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ فَطُوبَى لِعَبْدٍ
جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ
جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لَلشَّرِّ مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ". [سنن ابن
ماجه]
(25)هل ربي راضٍ عني؛
لأنه من رضي عنه ربه يسر له فعل ما يرضاه. ومن سخط عليه ربه يسر له فعل المعاصي
وما يسخطه منه؟.
فانظر إلى نفسك الآن
وأين تقف؛ وقيم نفسك بالقاعدة القرآنية: "فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى.
وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَن بَخِلَ
وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى".
[الليل5-10]
(26)هل استعددت للزائر الحبيب القادم؟. ونقصد به الاستعداد
لشوال؛ أم أنكم تستحثون مجيء شوال حتى تعودوا لطبيعتكم السابقة
ولا تتغيروا؟.
ففرحكم بقدوم شوال؛
من باب حسن توديع رمضان؛ لو بصيام الست
البيض؟.
فهل
أعددتم
حفلاً أودعكم فيه؛ وأسلمكم لحبيبي القادم شوال؟.
(27)هل نويت المداومة؟. وهذا المؤشر من أدق علامات القبول؛ فمن
دوام نرجو من الله أن يكون في ملف المقبولين الفائزين.
فالطاعة تثمر طاعة؛
فمن أطاع ربه في رمضان؛ فسيجزيه بطاعة في شوال، والجزاء من جنس العمل؛ والموفق من اهتمم بالدفعة الروحية الرمضانية لتكتمل وتستمر مع شوال.
(28)هل أحسنت الظن
بربك؛ فتيقنت أنك من الفائزين؟.
فاجلس مع نفسك واحسب
درجة رقيك على سلم التغيير النفسي؛ بالإجابات عن الأسئلة السابقة؛ فكلما زاد معدل
(نعم) وابتعدت عن (لا)؛ كلما زاد معدل الرقي النفسي والتغيير الذاتي.
وعندها ثق في وعد
ربك: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا
نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً". [الكهف30]
وهذا هو السر في
الخفي الذي جاء في أجمل حكم ابن عطاء الله
رحمه الله: (إن
لم تُحَسِّنْ ظنكَ به لأجل حسن وصفه؛ فَحَسِّنْ ظنك به لوجود معامَلَتِهِ معكَ. فهل
عوَّدَكَ إلا حَسَناً؟. وهل أسدى إليكَ إلا منَنَا؟).
فليملأك حسن الظن بربك؛ بأنك من المقبولين
الفائزين بعونه تعالى؛ ولاتنس نصيحة الرؤوف الرحيم صلى الله عليك وسلم: "قال
الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث ذكرني" [رواه مسلم]
فأبشر فالفرحة الثانية تنتظرك؛ عند لقاء
ربك: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ
يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ".
[رواه البخاري]
وباب الريان يعد لاستقبالك حتى إذا دخلت
منه مع إخوانك الصائمين؛ فسيغلق ولن يدخل أحد بعدكم أيها الفائزون:
"إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ
الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ
أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا
دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ". [رواه
البخاري]
وداع ...
وأمل!:
أفقت من حالتي
الروحية العالية؛ بينما يدي ضيفي العزيز تربت على كتفي وداً وحناناً؛ فهتفت: حبيبي
الغالي رمضان شكر الله لكم؛ لقد سعدت كثيراً بهذه الزيارة وأنا على ثقة بأننا من
الفائزين بعونه تعالى، وأرجو أنت تنتظر حتى نودعكم في حفل أسري يليق بكم ويليق
بضيفنا القادم العيد السعيد.
ثم ...
د. حمدي شعيب