الجمعة، 29 مايو 2020

ومن يطيق عتاب الحبيب؟!

السلطان عبد الحميد رحمه الله
وأروع ما جاء حول مشاعر الحب للحبيب صلى الله عليه وسلم
(الغفلة عن ... آية المحنة؟!!!)
"قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ ...
فَاتَّبِعُونِي ...
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ...
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ...
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ". (آل عمران٣١)
قال الحسن رحمه الله حول هذه الآية: 
"زعم قوم أنهم يحبون الله حبًا شديدا ...
فأراد الله أن يجعل لمحبته علامة ... 
فأنزل هذه الآية".
فسميت بأنها ...
آية المحنة!!!.
وهي التي تجيب عن أسئلتنا الحائرة ...
خاصة في شهر رمضان:
هل نحب ربنا حقا؟!.
وكيف نكتشف علامة هذا الحب؟!.
وكيف نقيسه ونقيمه؟!.
         (كيف تقيس درجة حبك لمولاك؟!)
لذا ...
من أراد أن يكتشف مدى حبه لمولاه!.
ويقيّم ويقيس مقدار محبته!.
فلينظر إلى درجة اتباعه للحبيب صلى الله عليه وسلم.
ومدى حرصه على تطبيق سنته!.
وليُسرّها في نفسه!!!.
اللهم ...
إنا نستغفرك من كل ذنب ...
أعاقنا عن اتباع سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم.




د. حمدي شعيب
(29 مايو 2020م)

الخميس، 21 مايو 2020

اختبر نفسك: هل فزت برمضان؟


اختبر نفسك هل فزت برمضان؟ 
هل حققت أهدافك الرمضانية؟
 قلت له: ضيفنا الحبيب بقي سؤال أخير سادس: ما هي مؤشرات وعلامات قبول حسن استضافتكم؟!.
أو كيف اطمئن أنني أسعدتكم، وأنني من الفائزين إن شاء الله تعالى؟.
وكيف أقيم نفسي أثناء حصاد رمضان؟.
لمعرفة التقييم الذاتي من فضلك افتح موقع (إسلاميات).

اختبر نفسك هل فزت برمضان؟
قلت له: ضيفنا الحبيب بقي سؤال أخير سادس: ما هي مؤشرات وعلامات قبول حسن استضافتكم؟!. أو كيف اطمئن أنني أسعدتكم، وأنني من الفائزين إن شاء الله تعالى؟. وكيف أقيم نفسي أثناء حصاد رمضان؟.
قال رمضان: وذلك موضوع مهم يحتاج لتركيز شديد؛ لأن هذه هي المهارة الأهم في فنون حسن التعامل مع ضيفكم في زيارته السنوية لكم؛ فهي خاتمة المهارات الست؛ وهي معايير القبول لأعمالكم الصالحة التي جئتكم بها.
وهي مؤشرات ستلاحظونها في أنفسكم وفيما حولكم؛ فتستشعرون مدى قبول الحق سبحانه لرمضان، وكونكم من الفائزين.
وعلى كل صائم أن يجلس مع نفسه، ويقيم نفسه حسب هذين المؤشرين:
المؤشر الأول: هل ارتقيت في رمضان؟:
أو هل اكتسبت المهارات الخمس السابقة وطبقتها؟.
فالآن كل منكم يراجع نفسه ويلاحظ سلوكياته؛ بناءً على هذه الخماسية:
(1)هل عرفت رسالة رمضان؟.
(2)هل عرفت أهم صفة له؟.
(3)هل عرفت معايير نجاح زيارته؟.
(4)هل تعرفت على سلوكياتنا التي ترضيه والتزمت بها طوال زيارته إلينا؟.
(5)هل وضعت يدي على سلوكياتي التي تغضبه مني وتخليت عنها على قدر استطاعتي؟.
واعلموا أنكم إذا عرفتموها جيداً وطبقتموها؛ فثقوا أنكم ستسعدون ربكم في شهركم، ثم ستسعدونني، وبالتالي ستسعدون أنفسكم.
وذلكم أول مؤشر تقيسون بهم قدر أو درجة فوزكم بخيراتي وبرسالتي إليكم.
المؤشر الثاني: هل غيرني رمضان؟:
لقد حدثتكم في إجابتي عن السؤال الثالث: ما هو معيار نجاحكم في استضافتي؟!.
وأخبرتكم أنكم يمكنكم أن تحكموا على نجاحكم، وتقيسونه على قدر التغيير الإيجابي الأخلاقي والسلوكي الذي تعلمتمونه مني، ومقدار التزامكم بهذا التغيير حتى ألقاكم العام القادم بعونه تعالى.
فلنركز مجدداً هل تغيرتم معرفياً وسلوكياً ورقياً أخلاقياً؛ أثناء زيارتي.
 وهذا التغيير يمكن أن تقيسونه ببعض الجوانب السلوكية المبسطة؛ فليجلس أحدكم مع نفسه وليجب بثلاث إجابات إما (نعم) أو (لا) أو (بعض الشيء)؛ وليسأل:
(1)هل جاء رمضان بالفرصة التي تمنيتها؛ فتقربت إلى الله سبحانه بطاعة تمنيت أن أقوم بها في الزيارات السابقة ولم أستطع؟.
(2)هل هزمت ريائي وسمعتي وتقربت بخبيئة بيني وبين ربي ومولاي؛ فادخرتها للحظة أخشاها؟.
(3)هل أرفقت بنفسي وصالحتها وأوقفت عادة الجلد الذاتي واكتشفت مواطن الخير فيها فنميتها؟.
(4)هل أعدت ترتيب داخلي وجاء رمضان فنظمني وحددت أهدافي وعرفت قدراتي وأعددت خطتي لتنفيذ أهدافي وبدأت في تنفيذ أول خطوة؟.
(5)هل حددت هدفاً لي في رمضان ورجاء خالص؛ فركزت دعائي ودعاء زوجتي ودعاء أسرتي بل وكل من يحبني أن ير كز عليه ويلهج به ليل نهار وفي سجداته وفي لحظات السحر؛ لعل الله يفتح الباب لمن دوام على طرقه؟!.
(6)هل تأثرت برسالة رمضان الإيجابية؛ فاستشعرت قيمتي الإنسانية، وأن لي قدر عند ربي؛ فزاد حماسي الداخلي، وتعاظم اعتزازي بنفسي، وتفجر تحفيزي الذاتي، وتعمقت ثقتي بقدراتي على تحدي ومواجهة الصعاب؟.
(7)هل صالحت كتاب ربي؛ فصاحبته، وأنست به، واستشعرت حلاوة القرب، وأشفقت على نفسي من ألم ومرارة الهجر؟.
(8)هل تهجدت وحيداً وخلوت إلى مولاي وأطلت القيام وتسلحت بدعوات السحر وأستعنت بسهام القدر؟.
(9)هل تمسكت بفرصة المداومة على الذكر المطلق؛ فجعلت يوماً للصلاة على الحبيب، ويوماً للاستغفار، ويوماً للتسبيح، ويوماً للتكبير ويوماً للحمد؟.
(10)هل صالحت أحد ضحاياي ومن ظلوا لزمن يغرسون خناجرهم في داخلي، ويقلقونني فلا أكاد أنام
 خوفاً من دعوة مظلوم؟.
(11)هل استفدت من نقادي ومهاجمي، وأيقنت أنهم أصدق رؤية من صديق يداهنني؛ وبدأت في تجنب وإصلاح ما يأخذونه عليَّ؟.
(12)هل وصلت رحماً مقطوعة، وتحملت إساءات المسيئين منهم؛ رغبة في الثواب ورهبة من العقاب؟.
(13)هل سامحت ظالماً وترفعت عن هفواته وسموت على صغائره وتناسيت طعناته في ظهري لأنني صائم تائب؟.
(14)هل تذكرت راحلاً حبيباً صام معي عاماً مضى، ولم يمهله القدر الفرصة مثلي ليبلغ رمضان؛ فشكرت ربي ودعوت له أن يرحمه ويجعل قبره روضة من رياض الجنة؟.
(15)هل وصلت محباً غيبتنا عن بعضنا البعض الأيام؛ فنسيني، وتذكرته؛ فهاتفته وأسعدته؟.
(16)هل أحسنت إلى جاري؛ مستشعراً أن "َخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ"؟.
(17)هل بررت والدي أحياءً وأمواتاً، ولم تلهني نفسي، ولم ينسينيهم أولادي، ولم تشغلني زوجتي؟.
هل تذكرت أولئك الفقراء والمساكين؛ الذين ينتظرون شنطة رمضان كل عام؛ فلم أخذلهم وجبرتهم؟.
(18)هل أنفقت سهماً من مالي على إخواننا المستضعفين المعدمين في العالم؛ مستشعراً بأن الله سبحانه شرفني بعونهم؛ فرجوت أن يكون في عوني؛ كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه؟.
(19)هل زرت مريضاً؛ واستشعرت أنني أخوض في رحمة الله، حتى إذا جلست عنده غمرتني ووجدت الله سبحانه عنده؟.
(20)هل أحسنت إلى ما يحيط بي من الخلائق؛ خاصة الحيوان والنبات، واستشعرت معنى الرحمة بالعالمين؟.
(21)هل عمَّرتَ بيوت ربي؛ فاستشعرت حلاوة هذا المهرجان العلوي وما يحمله من رباعية الرحمات والبركات: "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه". [مسلم]؟.
(22)هل أحييت سنة الاعتكاف؛ ولو عند كل دخول للمسجد ولو لمكثي لكل صلاة؟.
(23)هل جلست مع أسرتي بعد الفجر وذكرنا الله تعالى حتى الشروق، وصلينا الضحى؛ واستشعرنا الفوز بثواب الحج والعمرة؟.
(24)هل أنا مفتاحاً للخير؛ أي هل فتحت باباً للخير هذا الشهر، لم يفلح في فتحه أحد من قبلي؟.
أو على الأقل قلدت قدوة لي وصنعت مثلما صنع؛ ففتحت باباً مثل بابه؟.
"إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لَلشَّرِّ مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ". [سنن ابن ماجه]
(25)هل ربي راضٍ عني؛ لأنه من رضي عنه ربه يسر له فعل ما يرضاه. ومن سخط عليه ربه يسر له فعل المعاصي وما يسخطه منه؟.
فانظر إلى نفسك الآن وأين تقف؛ وقيم نفسك بالقاعدة القرآنية: "فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى". [الليل5-10]
(26)هل استعددت للزائر الحبيب القادم؟. ونقصد به الاستعداد لشوال؛ أم أنكم تستحثون مجيء شوال حتى تعودوا لطبيعتكم السابقة ولا تتغيروا؟.
ففرحكم بقدوم شوال؛ من باب حسن توديع رمضان؛ لو بصيام الست البيض؟.
فهل أعددتم حفلاً أودعكم فيه؛ وأسلمكم لحبيبي القادم شوال؟.
(27)هل نويت المداومة؟. وهذا المؤشر من أدق علامات القبول؛ فمن دوام نرجو من الله أن يكون في ملف المقبولين الفائزين.
فالطاعة تثمر طاعة؛ فمن أطاع ربه في رمضان؛ فسيجزيه بطاعة في شوال، والجزاء من جنس العمل؛ والموفق من اهتمم بالدفعة الروحية الرمضانية لتكتمل وتستمر مع شوال.
(28)هل أحسنت الظن بربك؛ فتيقنت أنك من الفائزين؟.
فاجلس مع نفسك واحسب درجة رقيك على سلم التغيير النفسي؛ بالإجابات عن الأسئلة السابقة؛ فكلما زاد معدل (نعم) وابتعدت عن (لا)؛ كلما زاد معدل الرقي النفسي والتغيير الذاتي.
وعندها ثق في وعد ربك: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً". [الكهف30]
وهذا هو السر في الخفي الذي جاء في أجمل حكم ابن عطاء الله رحمه الله: (إن لم تُحَسِّنْ ظنكَ به لأجل حسن وصفه؛ فَحَسِّنْ ظنك به لوجود معامَلَتِهِ معكَ. فهل عوَّدَكَ إلا حَسَناً؟. وهل أسدى إليكَ إلا منَنَا؟).
 فليملأك حسن الظن بربك؛ بأنك من المقبولين الفائزين بعونه تعالى؛ ولاتنس نصيحة الرؤوف الرحيم صلى الله عليك وسلم: "قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث ذكرني" [رواه مسلم]
فأبشر فالفرحة الثانية تنتظرك؛ عند لقاء ربك: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ". [رواه البخاري]
وباب الريان يعد لاستقبالك حتى إذا دخلت منه مع إخوانك الصائمين؛ فسيغلق ولن يدخل أحد بعدكم أيها الفائزون: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ". [رواه البخاري]
وداع ... وأمل!:

أفقت من حالتي الروحية العالية؛ بينما يدي ضيفي العزيز تربت على كتفي وداً وحناناً؛ فهتفت: حبيبي الغالي رمضان شكر الله لكم؛ لقد سعدت كثيراً بهذه الزيارة وأنا على ثقة بأننا من الفائزين بعونه تعالى، وأرجو أنت تنتظر حتى نودعكم في حفل أسري يليق بكم ويليق بضيفنا القادم العيد السعيد.
ثم ...
د. حمدي شعيب

الجمعة، 15 مايو 2020

رمضان غضبان!؟


 مازال ضيفي الكريم رمضان يفضفض لي حول ما يغضبه!. 
فما هي السلوكيات التي يغضب منها رمضان؟:
من فضلك افتح موقع (إسلاميات).
رمضان غضبان
قلت لضيفي الحبيب رمضان: شكر الله لكم؛ لقد سعدت كثيراً بهذه الطريقة الاجتهادية المشكورة منكم لاستغلال تلك الأيام المعدودات في صحبتكم، وإني في شوق لمعرفة إجابة السؤال الخامس!.
ما هي السلوكيات التي يغضب منها رمضان؟:
قال ضيفي الحبيب: لقد حدثتك عن هذه الطريقة المنهجية ذات الخطوات البسيطة والمرتبة بحيث يمكنكم الاستفادة القصوى من زيارتي القصيرة؛ والتي وصفها ربي الذي أرسلني إليكم بأنها: "أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ". [البقرة184]
وهي الأفعال والأقوال التي ترضي ربكم؛ ثم تسعدني وتسعدكم وترضيني وترضيكم.
ثم نأتي إلى المفتاح الخامس من مفاتيح فن التعامل مع الضيوف؛ وهو ما الذي يغضب ضيفي حتى أتجنبه؟!.
هززت رأسي موافقاً، وتسائلت راجياً ومعتذراً: نعم قل بربك ما الذي يغضبك منا؟!.
وإني أقدم بين يدي سؤالي إليكم؛ هذا الاعتذار الشديد والعميق والخجول إليكم عن كل سبب أو فعل أو قول أو سلوك يغضبك منا!؟.
تهلل وجه ضيفي سروراً من كلماتي وقال: إن ما يغضبني هو جملة من السلوكيات سواء كانت أقوال أو أفعال؛ قبل أن تغضبني فإنني أخاف أن تغضب الحق سبحانه تعالى عليكم، ويضيع منكم بالتالي ثواب مصاحبتي وضيافتي، فإن الفائزين هم الذي يستغلون هذه الفرص السنوية التي قد لا تتكرر!.
 وهناك جملة أو حزمة من السلوكيات المغضبة؛ والتي منها:
1-الجهل بهذه المفاتيح الست لفن التعامل معي.
ولقد حدثتكم عن أربعة منها حتى الآن؛ وهي التي يجب ألا تنسوها دوماً؛ وهي:
(1)رسالتي إليكم.
(2)أهم صفة لي.
(3)معايير نجاح زيارتي.
(4)السلوكيات التي ترضيني.
 فراجعها جيداً، وطبقها، وتابع معي هذه المهارة الخامسة.
2-هذا التشويه المتعمد لصورتي الذهنية في نفوس الناس.
بحيث إذا سألت رجل الشارع والمسلم العادي هذا السؤال: ما الذي ينطبع في ذهنك إذا ذكرتك بشهر رمضان؟!.
فستسمع هذه الإجابات المحزنة والغريبة:
(1)أتذكر هذا الكرنفال المنوع؛ من فوازير وتمثيليات وبرامج تلهث وراء نجوم الفن والكرة والغناء.
(2)أتذكر هذا الازدحام الرهيب في الأسواق، وتسابق الأسر في شراء وتخزين المواد الغذائية وكثرة الجولات في محلات الملابس.
(3)أتذكر هذا النزيف الرهيب والانفلات غير المحسوب في ميزانية الأسرة.
(4)أتذكر هذا الصائم العصبي دوماً والنائم غالباً في مكان عمله، وإذا ناقشته تحجج بأنه صائم.
وأصبح الصيام شماعة لكل عصبي وتبريراً لكل غاضب!؟.
(5)أتذكر المصالح الحكومية التي تعطل كل أشغال العباد لبعد رمضان.
تلك هي بعض الصور الذهنية السيئة التي بنيت في عقلية المسلم، وأصبح هناك رابطاً ذهنياً يربط بين رمضان وهذه الصور السلوكية السيئة!؟.
3-على قدر ما يفرحني ويشرفني هذا الحصار الرباني على الشياطين وكيف يصفدهم الحق سبحانه ليترك فرصة سنوية للمؤمنين ليتمتعوا بصومهم وعبادتهم؛ على قدر ما يحزنني كثيراً أن شياطين الإنس قد أخذوا توكيلاً للقيام بأعمال شياطين الجن!.
وأخطر هذه الأعمال بالوكالة هي تلك المحاولات المنوعة لإفساد طاعات الصائمين، وإخراجهم من حالتهم الروحانية؛ مثل:
(1)هذا الكم الهائل من الغث والفساد الإعلامي سواء برامج هزلية أو تمثيليات تنشر السلوكيات غير الأخلاقية، أو...!؟.
(2)هذا الإلهاء المتعمد من بعض تجار رمضان سواء في المجال الإعلامي أو الغذائي أو السياسي للتربح في سوق ومهرجان رمضان على حساب طاعات الصائمين ودخولهم وعقولهم.
(3)هذا التعدي في الشوارع وعلى حق الطريق من الباعة الطفيليين الذي يتحولون بمهنة التجارة والكسب الحلال إلى نوع من البلطجة التجارية!؟.
4-هذا الخلل العبادي الذي يصيب بعض الصائمين.
فترى أحدهم يهتم جداً بأداء صلاة النوافل ولكنه يفرط في الفرائض؛ خاصة العشاء فيصليها على عجل ليلحق بالتراويح!؟.
وهذا هو الخلل في أهم أنواع الفقه التي ركزت عليه التربية القرآنية؛ وهو (فقه الأولويات).
ومعناه هو كما يقول د. القرضاوي: (وضع كل شيء في مرتبته، فلا يؤخر ما حقه التقديم، أو يقدم ماحقه التأخير، ولا يصغر الأمر الكبير، ولا يكبر الأمر الصغير. وعدم الإنشغال بالجزئيات أو الفرعيات). [أولويات الحركة الإسلامية]
وهذا يذكرنا برأي الإمام الغزالي رحمه الله في الشر الذي يترتب على ترك الترتيب في مراتب الخيرات والصنف الغامض من العباد المغرورين!؟.
فبدأ أولاً بالإنكار على بعض فرق المغرورين بالعبادة دون مراعاة لمراتب الأعمال فيقول: (وفرقة أخرى حرصت على النوافل ولم يعظم اعتدادها بالفرائض، نرى أحدهم يفرح بصلاة الضحى، وبصلاة الليل، وأمثال هذه النوافل، ولايجد للفريضة لذة، ولايشتد حرصه على المبادرة بها في أول الوقت، وينسى قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:"ما تقرب المتقربون إلي بمثل أداء ما افترضت عليهم" [رواه البخاري]
وترك الترتيب بين الخيرات من جملة الشرور.
ومن لم يحفظ الترتيب فيه كان مغروراً.
فيجب تقديم الفرائض كلها على النوافل، وتقديم فروض الأعيان على فروض الكفاية، وتقديم ما يفوت على ما لا يفوت، وهذا كما يجب تقديم حاجة الوالدة على حاجة الوالد، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فقيل له: من أبر يا رسول الله؟. قال: "أمك" ـ الحديث ـ) [الإحياء]
ومنه كذلك ما ذكر عن الإمام المحقق ابن القيم رحمه الله عندما سئل: أي العبادات أفضل؟ فرجح أنه لا يوجد أفضل بإطلاق، وإنما لكل وقت عبادة تكون هي الأفضل بالنسبة له. [مدارج السالكين]
5-ثم إن أشد ما يسعدني هو تلك الطفرة الملحوظة في عدد زوار المساجد خاصة الفجر والتراويح والتهجد؛ ولكن أكثر ما يغضبني هو هذا الفتور الذي تقابلون به أخي الطيب؛ شهر الخير شوال.
وتخيل أن هناك حفلاً أو ندوة تزدحم القاعة بالحاضرين عند وجود محاضر معين؛ ثم تنفض عند وصول الدور على محاضر آخر!؟.
فتخيل هذا الحرج وهذا الشعور النفسي الذي يصيب هذا المحاضر؛ وكأنها رسالة من الناس؛ أنك شخص غير مرغوب فيك!؟.
فلِمَ هذه السقطة السلوكية في التعامل مع الضيوف؛ وكما تسمونها (جليطة) لا تصح في حق الزائر!؟.
طأطأت رأسي خجلاً من كلمات ضيفي الحبيب التي كشفتنا، وكشفت سلوكياتنا غير الطيبة؛ والتي تغضب رمضان منا كل عام، ونخرج من سوق الخير الرمضاني ولا نعرف هل نحن من الفائزين أم من الخاسرين والعياذ بالله!؟.
ولعل السلوك الأخير؛ نعرفه جيداً فينا وفي طريقة استقبالنا لشوال، ولا نجزم أننا دوماً نستعد له، بل يأتينا وكأننا سنذهب في أجازة من الطاعات، وراحة من العبادات!؟.
وقلت له: ضيفنا الحبيب؛ بقي سؤال أخير سادس: ما هي علامات قبول حسن استضافتكم؟!.

قال رمضان: وذلك موضوع مهم يحتاج لتركيز.

الجمعة، 8 مايو 2020

كيف نرضي رمضان؟

في حواره معي أخبرني ضيفي الحبيب رمضان بالسلوكيات التي ترضيه منا!. 
فما الذي يرضي ضيفي لأفعله؟. 
من فضلك افتح موقع (إسلاميات).
كيف نرضي رمضان؟
هزتني هذه الصراحة الودودة، وأدهشني هذا التوضيح الراقي من ضيفي الحبيب رمضان.
وهتفت به: أنا في شوق لمعرفة المهارة الرابعة لفن التعامل مع ضيفي الحبيب!؟.
ما الذي يرضي ضيفي لأفعله؟:
قال رمضان: تقصد المفتاح الرابع من المفاتيح النفسية الست في فن التعامل مع ضيوفك؛ وهو كذلك إجابة السؤال الرابع؛ وهو ما الذي يرضي ضيفي حتى أفعله؟!.
إذا علمتم رسالتي؛ وهي معاونتكم على حسن عبادة ربكم لتفوزوا بالجنة.
وعلمتم أهم صفة أتميز بها؛ وهي القرآن.
ثم عرفتم معيار نجاحكم في استضافتي لي؛ وهو مدى التغيير السلوكي الذي ستكتسبونه من مصاحبتي هذه الأيام المعدودات.
فإنه من المنطقي أن تحاولوا معرفة كل ما يريح ويرضي ضيفكم ويسعده بكم!؟.
أحبابي إن أفضل طريقة لتريحني وتسعدني؛ هي أن تجيدوا فنون اقتناص كل أبواب الخير التي آتيكم بها؛ فتنفذوها وتتمتعوا بها فترضوا ربكم، ثم ترضوني وترضوا أنفسكم!؟.
ولأنني أحبكم فسأنظم لكم طريقة عملية وشرعية تمكنكم من اقتناص معظم أبواب الخير ومجالات البذل والطاعات الرمضانية:
القسم الأول: أبواب الخير الرمضانية العامة:
وهي التي تؤدى يومياً، وطوال أيام الشهر الكريم.
مثل القرآن الكريم: تلاوة واستماع وحفظ، ومراجعة، ولا تنسوا احتفالية الأسرة بالختمة القرآنية لكل فرد ـ ورد الحفظ ـ ورد المراجعة.
المحافظة على بر الوالدين بالمعاونة وحسن التعامل والدعاء.
الالتزام بالصلاة في المسجد والتراويح وصلاة التهجد.
المحافظة على الخبيئة اليومية، مع تذكر قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فسدت عليهم باب الغار، ولم ينقذهم إلا التقرب والتذلل لله تعالى بالخبيئات؛ أو الأعمال الخفية التي فعلوها يوماً ما، قاصدين وجه الله وحده سبحانه، وهي من أفضل الأساليب التربوية التي تبني الإخلاص والتجرد عند الفرد؛ فيفعل العمل الخفي، لا يعلم به أحد؛ لا يرجو به إلا وجه الله تعالى، وينميه في بنكٍ خاص به يسمى (بنك أصحاب الصخرة).
فإذا اعترضت المسلم أي أزمة؛ فليبحث فوراً عن الرصيد؛ ويسحب أحد الشيكات الخفية، ويناجي ربه؛ بتضرع واعتراف بالتقصير والفقر الشديد إليه سبحانه؛ مع ثقة تامة وحسن ظن باستجابة الحق سبحانه؛ كما ناجى أصحاب الصخرة: "اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ؛ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ". [رواه البخاري]
المحافظة على سنة الاعتكاف؛ ولو عند كل دخول للمسجد لكل صلاة.
اجتهد في فتح باباً للخير يومياً؛ مع الدعاء: اللهم اجعلنا مفاتيحاً للخير مغاليقاً للشر.
القسم الثاني: أبواب الخير الخاصة:
وهي الطاعات التي يمكن جدولتها على أيام الأسبوع لمجرد التنظيم والتذكير وليس بالابتداع؛ بأن تجعل لكل يوم الالتزام بخلق معين؛ مع استشعار فضل كل خلق وسلوك، ثم المحافظة على ذكر معين؛ مع استشعار ثوابه وثمرته المرجوة:
يوم السبت: (خلق اليوم: صلة الأرحام؛ ولو بالسؤال هاتفياً، واستشعار ثواب الواصلين لرحمهم. و ذكر اليوم: لا حول ولاقوة إلا بالله)
يوم الأحد: (الإحسان للجار، مع استشعار "وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ".[رواه الترمذي.
والذكر: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم؛ مع استشعار زراعة أشجار الجنة)
يوم الأثنين: (الإحسان للفقراء والمساكين ـ الاستغفار).
يوم الثلاثاء: (نصرة المجاهدين ـ التكبير)
يوم الأربعاء: (الإحسان للمستضعفين ـ التحميد والشكر).
يوم الخميس: (الإحسان للمرضى؛ مع استشعار نعمة العافية ـ والذكر: لا إله إلا الله).
يوم الجمعة: (الإحسان لجميع الخلائق ـ الصلاة على الحبيب).
القسم الثالث: أبواب الخير الذهبية:
فتجلس الأسرة بعد الفجر للشروق، وتصلي الضحى، ثم تدعو (اللهم اكتب لنا ثواب الحج والعمرة).
ولا تنسوا حفل توديع للضيف الكريم: تحت عنوان (جزيت عنا خيراً)؛ وبرنامجه يشمل فقرات: (السمر ـ التقييم ـ المكافآت ـ مع الدعاء المأثور: اللهم تقبل منا، وبلغنا رمضان).
قلت لضيفي: شكر الله لكم؛ لقد سعدت كثيراً بهذه الطريقة الاجتهادية الرائعة والمشكورة منكم لاستغلال تلك الأيام المعدودات في صحبتكم، ولقد شوقتني أكثر لمعرفة إجابة السؤال الخامس!.
وللحوار بقية ... بعون الله. 
ثم ...

مراجعات نفسية ... لثغرات مخترقة!








ثم ... 
استمتع بالمزيد من (خواطر مهاجرة) على هذا الرابط 
د. حمدي شعيب 
(8 مايو 2020م)

الجمعة، 1 مايو 2020

هموم رمضان

جاء إلي رمضان الحبيب زائراً كعادته السنوية.
ولكنني وجدته مهموماً!.
فضفض لي بهمومه!.
 فما هي هموم رمضان؟.
وما أسبابها؟.
من فضلك افتح موقع (إسلاميات).
حوار ... مع رمضان
(1)
تناولت بفرحة الصائم فطوري المبارك، ودعوت دعوات الإفطار المباركة!؟.
ثم نظرت إلي ضيفي الكريم؛ فوجدته على غير عادته؛ جالساً وحيداً مهموماً!؟.
فأصابتني رعدة الخائف على شعور ونفسية ضيفه!؟.
فسألته: أيها الحبيب ما هذا الذي أراه على وجهك؟!.
أهذا هو رمضان الطيب المبارك حامل الخيرات الباسم دوماً؟!.
ألا تشاركني فرحة الصائم حين يفطر؟!.
ألا ترى احتفاء الجميع بك؟!.
ألا ترى سعادة الصغير والكبير بقدومك؟!.
ألا ترى سرورنا جميعاً بضيافتك؟.
فنظر إليَّ نظرة المشفق على محدثه لجهله بحقيقة الأمور، ثم تنهد تنهيدة حزينة، وكأنها زفرة غاضب، وأطرق بحزن إطراقة طويلة؛ حسبتها دهراً من القلق الذي ملأني!.
هموم رمضان!؟:
ثم قال: لقد حضرت إليكم على موعدي؛ في زيارتي السنوية لكم أيها الأحباب؛ فوجدت الزينة في كل مكان كما عودتموني!؟.
ورأيت الحفاوة من الجميع كما عودتموني!؟.
ورأيت مظاهر حسن الضيافة الطيبة كما عودتموني!؟.
فشكر الله لكم على حسن الاستقبال!؟.
ولكن مرت أيام تلو الأيام، وأنا بينكم؛ فاستشعرت وسمعت ورأيت ما أحزنني على نفسي، وعلى مهمتي، وما أهمني على مضيفيّ، وما أقلقني على أحبابي!؟.
فقلت: أيها الضيف الكريم؛ ماذا أقلقك؟!. وما الذي أحزنك؟!.
قال: لقد جئت هذا العام ـ وككل زيارة سنوية ـ وأنا أحمل الآمال الكبار، والأمنيات العظام؛ بأنني سأفعل شيئاً يرضي الحق سبحانه؛ الذي أرسلني إليكم برسالة أعتز بها؛ وجعلني بها مفضلاً عن أقراني من الشهور الأخرى، ويكفي نزول القرآن في، ولا تنس فتح مكة، ولا تنس غزوة بدر، حتى حربكم الأخيرة ضد يهود، والتي يعتز بها الطيبون منكم؛ فيسمونها معركة العاشر مني، و...، و...!؟.
هل غابت عنكم رسالتي!؟:
ثم صمت محدثي الكريم برهة؛ ثم نظر إليَّ، ثم وجّه نظره إلى الأفق البعيد؛ ثم أردف؛ وكأنه يحدث نفسه، أو يخاطب شخصاً بعيداً:
لقد كنت أطمع في تحقيق مهمتي وأداء رسالتي؛ التي أعيش من أجلها؛ والتي لولاها ما خلقني سبحانه، وفضلني، وأعدني، وأرسلني إليكم!؟.
ولقد أفهمني سبحانه أنني قادم إلى خير الأمم!؟.
وأنني سأكون في ضيافة أبناء الأمة المختارة؛ الذين يحملون رسالة عظيمة تتفق مع رسالتي!؟.
فاستشعرت قدراً عظيماً من الأنس!؟.
وهزتني هذه الكلمات العلويات؛ وكأنني أسمعها لأول مرة: "الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ. الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ. وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ. وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ. أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ. وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ. وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ. فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ. وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ. فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ!؟". [الرحمن 1-13]
فنحن الخلائق علاقتنا بالخالق؛ هي ببساطة علاقة عبودية؛ علاقة معبود يُعْبَد، وعابد يَعْبُد.
والعلاقة بيننا نحن الخلائق؛ هي علاقة تعايش وتواد، علاقة تظللها موازين العدل والرحمة.
وتنظمها سنن الله عز وجل الإلهية في الأنفس ـ أي عالم البشر ـ والآفاق ـ أي عالم المادة.
لذا غمرني شعور دافق بالألفة!؟.
يا إلهي إني ذاهب لزيارة أهلي وعشيرتي، وإخوتي في الله!؟.
ثم ...
وهنا صمت رمضان الحبيب، ورأيت عيناه تملأها الدموع؛ وواصل حديثه الشجيّ؛ وكأنه لا يريد إظهار ضعفه الرقيق أمامي: لقد كنت أطمع في إحداث تغييراً نفسياً داخلكم؛ فيظهر على سلوكياتكم، ثم يستمر أثره بعد مغادرتي!؟.
أيها الأحباب أنها هدية ربكم إليكم!؟.
أنا فرصة العمر لكم!؟.
أنا سوق سنوي قد أقامه الحق لكم، وسينفض خلال أيام، وسيربح فيه من يربح، وسيخسر فيه من يخسر!؟.
وانظروا لقد عاشرتكم أياماً، ولا أقول سنوات وأنتم كما وجدتكم؛ وإنني أشعر بالذنب من ثقل الأمانة والرسالة التي حملني إياها الكريم سبحانه؛ وهي أن أعينكم على حسن حمل وتنفيذ مهمتكم في هذه الحياة!؟.
ولكنكم لم تحسنوا استغلال هديتي إليكم!؟.
ولم تقبلوا معاونتي لكم!؟.
ولم تقدروا الخير الذي أحمله إليكم؛ بل وللكون والوجود كله!؟.
وسأسألك سؤالي الأول، ولا أريد إجابته الآن، بل اجعله سؤال اليوم، وفكر في إجابته هذه الليلة عندما تقوم في السحر، وحضر إجابته وأنت تستشعر أن ربنا سيناديك لحظتها: "إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟، هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟، حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ". [رواه مسلم]
فإذا أحسنت إجابة نداء ربنا الغفور الرحيم القريب الودود؛ فأرجوك حاول لحظتها أن تجيب بفهم عميق، وحسن تدبر عن سؤالي الأول، وانشر السؤال وأجابته بين أهلك وإخوانك:
أحباب رمضان ومستضيفيه الكرام؛ هل غابت عنكم رسالتي؟!.
أم فعلتم بها كما فعلتم برسالة رب العالمين؛ التي اختاركم لها؟!.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ثم ...
ثم استمتع بالمزيد من رمضانيات تربوية على هذا الرابط
د. حمدي شعيب