الأربعاء، 2 يناير 2019

رسالة إليها!.

رسالة إليها!
أوقف عمله للحظات!.
ثم كتب هذه الرسالة السريعة إلى زوجته لتقرأها عندما تصحو من نومها:
(كلما عاملت غيرك ...
وكلما رأيت سلوكيات الوالدين مع بعضهما البعض في الطريق أو في العيادة!.
وكلما راقبت طريقة حوارهما معاً أمامي!.
وكلما أحزنني إهمال الأم لأطفالها من حيث العلاج والملبس والنظافة!.
وكلما أذهلني إهمال الزوجة لنفسها ولمظهرها ولزوجها!؟.
وكلما لاحظت علاقة الأم بابنتها خاصة عندما تكون مريضة!؟.
وكلما أذهلني هذا الكم من الرجال الهاربين إلى المقاهي لساعات طويلة!؟.
وكلما طالعت صفحات التواصل الاجتماعي؛ فأرعبني حوراتهن مع أصدقائهن خاصة الرجال؛ والأخطر حوارات الليل الودودة؛ ونسيانهن أنها من أخطر أبواب الخلوة الشيطانية، ومدخل  مرعب من مداخل الوساوس الخبيثة!؟.
وكلما تلقيت الكثير من الاستشارات التربوية الأسرية؛ وأدهشني أن معظم الاضطرابات الأسرية والمشاكل العائلية والتصدعات العاطفية بين الزوجين؛ إنما من أخطر أسبابها؛ هو هذه الحوارات بين الجنسين على شبكات التواصل الاجتماعي الجهنمية؛ خاصة بين الملتزمين والملتزمات؛ ممن يعميهن ويعميهم نشوة الصفحات المليونية وسيل المعجبيبن والمعجبات!؟.
ويعمقه سبب آخر وهو الأخطر؛ وهو غياب أدب التسامح والتغافر والحوار داخل الأسرة!؟.
وكلما ... وكلما ... وكلما ...!!!!؟؟؟.
عندها دوماً ...
أغلق بابي وحدي وأخلو مع نفسي للحظات ...
فأتذكرك ...
وأتأمل أسرار ومعاني ورسائل مولاي:
"لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ". (إبراهيم7)
وأتدبر نصيحة الحبيب صلى الله عليه وسلم للعباس رضي الله عنه حول أعظم سؤال لمولانا:
"سَلِ اللهَ العَافية". (الترمذي وصححه الألباني)
وأتفكر كيف نجيد فن حفظ نعم مولانا من خطر هذه التحولات المرعبة؟!:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ.
وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ.
وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ.
وَجَمِيعِ سخَطِكَ. (مسلم)                                                  
فأسجد ...
مقدماً بين يدي نجواي صدقة سر وخبيئة خاصة ...
وأحمد ربي ...
وأدعو لكِ ...
تقديراً وامتناناً ...
وشكراً لمولاي على نعمة غالية لا أقدرها ...
وحمداً لربي على رزق خفي أثمن وأروع من المال والشهرة!).
(د. حمدي شعيب - 2 يناير 2019)









ثم ...
د. حمدي شعيب
(2 يناير 2019م)

ليست هناك تعليقات: