بعد مراجعات نفسية دامعة لما يدور حولنا خاصة على الساحة الدعوية والفكرية والسياسية.
وبعد مراقبة لنوعية من الرموز الجديدة أو آخر موديل التي أفرزتها تداعيات الثورة.
خاصة تلك الرموز التي رافقتنا عقوداً على طريق الدعوة.
ثم ما لبثت أن اختارت طريقاً مغايراً تظن أنه الأصلح أو كما تزعم أو كما تتظاهر.
وحللناها كحالة غريبة وهي (ظاهرة الشوارد).
تحت عنوان (عودة الابن الشارد).
ساءني أن يتحول بعضهم إلى مجرد بوق إعلامي لهدم ما شارك في بنائه.
أو إلى مخلب للبعض فيخدشون به وجوهاً طالما احتضنته وقبلته.
أو إلى خنجر يطعن به في خاصرة رفقاء الأمس.
ونسي حكمة الشافعي رحمه الله:
(الحر من راعي وداد لحظة. وانتمى لمن علمه فكره).
ولكن المؤلم أن يظهر نوع غريب من المتصدرين ليقتطف ثمار مرحلة ويتربع على منصة صنعها أحبة كما صنعوه.
ويتعاظم في ذاته، وينتفش مردداً مقولة فرعونية بائسة: "إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي". [القصص 78]
فإنني لا أجد إلا هذه المقولة النازفة للأمام الجليل سفيان الثوري رحمه الله وهو ينعي أولئك الذين خدعوه واتخذوه واتخذوا طريقه سلماً للصعود والتربح والتصدر.
د. حمدي شعيب
(11 ربيع آخر 1435هـ = 11 فبراير 2013م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق