الثلاثاء، 6 يناير 2009

5- دعاء اللحظات الحرجة!؟

اتق ... دعوة المظلوم!؟
إلى أحبابي في غزة وإلى كل قلب مخلص؛ لا تعجز عن حمل هذا السلاح، وتذكر:
("وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ".
[هود 102]
إنَّ منْ تعِاسةِ العبدِ، وعثْرةِ قدمِهِ وسقوطِ مكانتِهِ: ظُلمُهُ لعبادِ اللهِ، وهضْمُهُ حقوقهم، وسحْقُه ضعيفهم، حتى قال أحدُ الحكماءِ: خفْ ممَّن لم يجدْ له عليك ناصراً إلا الله.
ولقدْ حفظ لنا تاريخُ الأممِ أمثلةً في الأذهانِ عنْ عواقبِ الظَّلمةِ.
فهذا عامرُ بنُ الطفيل يكيد للرسول صلى الله عليه وسلم، ويحاولُ اغتيالهُ، فيدعو عليه صلى الله عليه وسلم، فيبتليه اللهُ بغدَّةٍ في نحْرِه، فيموتُ لساعتِه، وهو يصرخُ من الألمِ.
وأربدُ بنُ قيسٍ يؤذي رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، ويسعى في تدبيِر قتْلِهِ، فيدعو عليه، فيُنزلُ اللهُ عليه صاعقةً تحرقُه هو وبعيرُه.
وقبل أنْ يقتُل الحجاجُ سعيد بن جبيرٍ بوقتٍ قصيرٍ، دعا عليه سعيدٌ وقال: اللَّهمَّ لا تسلِّطْهُ على أحدٍ بعدي. فأصاب الحجاجَ خُرَّاجٌ في يدهِ، ثمَّ انتشر في جسمِهِ، فأخذ يخوُر كما يخورُ الثورُ، ثم مات في حالةٍ مؤسفةٍ.
واختفى سفيانُ الثوريُّ خَوْفاً منْ أبي جعفرِ المنصورِ، وخرج أبو جعفر يريدُ الحرمَ المكِّيَّ وسفيانُ داخل الحرمِ، فقام سفيانُ وأخذ بأستارِ الكعبةِ، ودعا الله عزَّ وجلَّ أن لا يُدِخِلَ أبا جعفر بيته، فمات أبو جعفر عند بئرِ ميمونٍ قبل دخولِه مكَّةَ.
وأحمدُ بن أبي دؤادٍ القاضي المعتزليُّ يُشاركُ في إيذاءِ الإمامِ أحمدِ بن حنبل فيدعو عليهم فيُصيبُه اللهُ بمرض الفالجِ فكان يقول: أمَّا نصفُ جسمي، فلوْ وقع عليه الذبابُ لظننتُ أنَّ القيامة قامتْ، وأمَّا النصفُ الآخرُ، فلو قُرِض بالمقاريض ما أحسستُ.
ويدعو أحمدُ بنُ حنبل أيضاً على ابن الزَّيّاتِ الوزيرِ، فيسلِّطُ اللهُ عليه منْ أخذَهُ، وجعَلَهُ في فرنٍ من نارٍ، وضرب المسامير في رأسِه.
وحمزةُ البسيونيُّ كان يعذِّبُ المسلمين في سجنِ جمالِ عبدِالناصر، ويقولُ في كلمةٍ له مؤذية: «أين إلُهكمْ لأضعَهُ في الحديدِ»؟. تعالى اللهُ عمَّا يقولُ الظالمون علوّاً كبيراً. فاصطدمتْ سيارتُه – وهو خارجٌ من القاهرةِ إلى الإسكندريةِ – بشاحنةٍ تحملُ حديداً، فدخل الحديدُ في جسمه منْ أعلى رأسِهِ إلى أحشائِه، وعَجَزَ المنقذون أنْ يُخرجوُه إلا قطعاً "
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ". [البقرة 34]
"وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً". [فصلت 15]
وكذلك صلاحُ نصرٍ منْ قادةِ عبدِالناصرِ، وممَّنْ أكثرَ في الأرضِ الظلُّم والفساد، أصيب بأكثر منْ عشرةِ أمراضٍ مؤلمةٍ مُزمِنةٍ، عاش عدَّة سنواتٍ منْ عمرِهِ في تعاسةٍ، ولم يجدْ لهُ الطبُّ علاجاً، حتى مات سجيناً مزجوجاً بهِ في زنزاناتِ زعمائِه الذين كان يخدمُهمْ.
"الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ".
[الفجر 11-13]
"إنَّ الله ليُمْلي للظالمِ، حتى إذا أخذهُ لم يُفْلِتْه". [البخاري ـ جزء 4 ـ صفحة 1726]
"واتَّقِ دعوة المظلومِ، فإنه ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ". [البخاري ـ جزء 2 ـ صفحة 544]
قال إبراهيمُ التيميُّ: إنَّ الرجل ليظلمُني فأرحَمُهُ.
وسُرقتْ دنانيرُ لرجلٍ صالح منْ خراسان، فجعل يبكي، فقال له الفضيلُ: لِم تبكي؟. قال: ذكرتُ أنَّ الله سوف يجمعُني بهذا السارقِ يوم القيامةِ، فبكيتُ رحمةً له.
واغتاب رجُلٌ أحد علماءِ السلفِ، فأهدى للرجُلِ تمراً وقال: لأنهُ صنع لي معروفاً.)
[لا تحزن: د. عائض القرني]
فلا تستهين بدعواتك:
أتهزأ بالدعاء وتزدريــه … وما تدري بما صنع الدعــاء
سهام الليل لا تخطـــئ … ولكن لها أمد، وللأمد انقضـاء
فيرسلها إذا ما شاء ربـي ... ويمسكها إذا حم القضـــاء
وتسلح (بدعاء السحر وسهام الليل)؛ وردد:
ألا أقولُ لشخصٍ قد تَقَوَّى ... على ضعفي ولم يخشْ رقيبَه
خبأتُ له سهاماً في الليالي ... وأرجو أن تكونَ له مصيبَـه
اللهم عليك بيهود ومن عاونهم من الظالمين المنافقين المكروهين والملعونين بألسنة المسلمين
اللهم انصر من رافع رايتك ولا تسويه بمن تطاول على مقامك سبحانك فقالوا إن الله فقير سبحانك وإن يد الله مغلولة غلت إيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان كريمتان تتقبلان اعمالنا ودعواتنا وتنصرنا
اللهم انصر مجاهدينا في غزة وانصر كل من نصرهم وأخذل كل من خذلهم
اللهم اجعلنا من الذين نصروهم ولم يخذلوهم
اللهم إنا مغلوبون مظلومون فانتصر ولا حول ولا قوة إلا بك يا حي يا قيوم

ليست هناك تعليقات: