الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

كيف تسقط ذنوبك؟!



(لا تُغادر قاضي الحاجات!!!)
"‏إذا استعجلتَ في صلاتك ...
فتذكَّر ...
أنَّ كلّ ما تريد لحاقه ...
وجميع ما تخشى فواته ...
بيد من وقفتَ أمامه!".
كلمات مؤثرة من الشيخ على الطنطاوي رحمه الله.
تدعونا لأن نتعلم الأدب في حضرة مالك الملك والملكوت ...
ولا نغضب ذا العزة والجبروت!.
(بعضٌ من شواغلنا!)
فكم استعجلنا في إنهاء صلاتنا ...
عند سماع رنة الهاتف!.
أو خوفا من ضياع وقت العمل!.
أو خشية أن نخسر عميلاً في تجارتنا!.
أو عند سماع صافرة القطار!.
أو عند سماع جرس الباب!.
أو ...
وللأسف عند سماع هياج الجماهير عند تسجيل هدف في مباراة فريقنا!.
ونسينا أن كل هذه الأمور يديرها سبحانه وتعالى!.
بل وينظمها ويجدولها لكل منا!.
والأجمل أنه يضعها في وقتها المناسب.
والأروع أنه يختار لكل منا الأنسب والأصلح والأفضل!.
(وقفة قبل الاستعجال!)
ولنتدبر أننا في حضرة من ...
"يُدَبِّرُ الْأَمْرَ". (السجدة٥)
فلست أنت من تدبر أمورك!.
وتأمل كيف تدار الأمور في الوجود كله!.
وكيف قال المفسرون عن الآية الكريمة:
"قال ابن عباس رضي الله عنهما:
ينزل القضاء والقدر!.
وعن عبد الرحمن بن سابق رحمه الله قال:
يدبر أمر الدنيا أربعة:
جبريل، وميكائيل، وملك الموت، وإسرافيل; صلوات الله عليهم أجمعين!.
فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود.
وأما ميكائيل فموكل بالقطر والماء.
وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح.
وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم.
وقد قيل: إن العرش موضع التدبير.
كما أن ما دون العرش موضع التفصيل". (القرطبي)
(كيف يذكر محبيه؟!)
والصلاة ذكر ...
وللذكر مقام ...
وللذكر جزاء ...
من المحب لمحبيه!.
فكم فاتنا من كنوز.
وكم ضيعنا من ثمار!.
لو تأملناها ...
ما استعجلنا!.
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ". (البقرة١٥٢)
اذكروني بألسنتكم.
أذكركم عند مرضكم فأشفيكم.
وعند جهلكم فأعلمكم.
وعند ظلمكم فأنصركم.
قال الحسن البصرى رحمه اللّه:
"اذكرونى، ...
فيما افترضت عليكم.
أذكركم ...
فيما أوجبت لكم على نفسى!".
وعن سعيد بن جبير رحمه الله:
"اذكرونى بطاعتى ...
أذكركم بمغفرتى ...
وبرحمتى!".
(الجزاء من جنس العمل!)
وهذه هي أحوالنا في الذكر ...
خاصة الصلاة ...
وتلك هي الثمار العظيمة التي وعدنا سبحانه إياها.
والتي قيل عنها:
الأولى: اذكروني بطاعتي أذكركم برحمتي.
الثانية: اذكروني بالدعاء أذكركم بالإجابة والإحسان.
الثالثة: اذكروني بالثناء والطاعة أذكركم بالثناء والنعمة.
الرابعة: اذكروني في الدنيا أذكركم في الآخرة.
الخامسة: اذكروني في الخلوات أذكركم في الفلوات.
السادسة: اذكروني في الرخاء أذكركم في البلاء.
السابعة: اذكروني بطاعتي أذكركم بمعونتي.
الثامنة: اذكروني بمجاهدتي أذكركم بهدايتي.
التاسعة: اذكروني بالصدق والإخلاص أذكركم بالخلاص.
العاشرة: اذكروني بالربوبية في الفاتحة أذكركم بالرحمة والعبودية في الخاتمة.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
لا إله إلا الله ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.




ثم ...
استمتع بالمزيد من خواطر مهاجرة على هذا الرابط
د. حمدي شعيب
(29 أكتوبر 2024م)

الجمعة، 25 أكتوبر 2024

ثقلة الذنوب

(كيف نختبر ونقيس درجة إيماننا؟!)
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
"إذا أرَدتَ أنْ تعْرِف مَدىٰ إيمَانك ...
فَراقِب نفْسَك فِي الخَلواَت!.
إنَّ الإيمَان ...
لاَ يظهَرُ فِي صَلاة ركْعَتَينِ ...
أوْ صِيام نهَار!.
بلْ يظهَرُ فِي ...
مُجاهَدة النَّفس ...
وَالهوَى!". (مدارج السالكين)
(المقام الرفيع للعبد الرفيع!)
ولقد وعد ربنا أصحاب المقام الرفيع ...
وهم عبّاد الخلوات ...
بالقبول والجزاء الرفيع!.
"إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ". (الملك١٢)
قال ابن كثير رحمه الله:
"يقول تعالى ...
مخبرا عمن يخاف مقام ربه ...
فيما بينه وبينه!.
إذا كان غائبا عن الناس ...
فينكف عن المعاصي ...
ويقوم بالطاعات!.
حيث لا يراه أحد إلا الله!.
بأنه يكفر عنه ذنوبه!.
ويجازى بالثواب الجزيل".
(ألا نطمع في ظله؟!)
كما ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم ...
أن من ضمن السبعة رجال الذين سينعمون بظل رحمة الله وكنفه وستره وقربه يوم الفزع الأكبر.
ثلاثة مميزون ...
وهم الثالث والسادس والسابع:
"سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ ...
يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ ...
يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ:
إِمَامٌ عَادِلٌ.
وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ.
وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ.
وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ.
وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ.
وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا ...
قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ.
وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ...
فأخْفَاهَا ...
حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ...
ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ". (البخاري)
اللهم أظلنا ...
مع من أحبنا وأحببناه في الله ...
في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك.
ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.



ثم ...
د. حمدي شعيب
(25 أكتوبر 2024م)

الأحد، 13 أكتوبر 2024

وفاة ... لا يشهدها ملك الموت!


ولا تعرف قيمته إلا في شدتك!
قد يكون فراق الصديق بموته مع قسوته أهون على النفس من فقده وهو حي
إذا استنصرته يوماً فخذلك
أو قصدته يوماً فأدار ظهره لك
وذلك لحزنك عليه لا على نفسك
إنها وفاة مؤلمة
لا يشهدها ملك الموت!