استمتع بالمزيد من (خواطر مهاجرة) على هذا الرابط
د. حمدي شعيب
(29 أكتوبر 2023م)
"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ
إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ
الإِيمَانُ وَلَـَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نّهْدِي بِهِ مَن نّشَآءُ مِنْ
عِبَادِنَا وَإِنّكَ لَتَهْدِيَ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللّهِ
الّذِي لَهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ أَلاَ إِلَى اللّهِ تَصِيرُ
الاُمُورُ". [الشورى 52و53]
هذا المنهج الفريد، الذي أمتن به سبحانه
على هذه الأمة المختارة لتحمله إلى البشرية، يصفه الحق سبحانه ويعرف ( طبيعته الخالصة.
طبيعة هذا الوحي. هذا الروح. هذا الكتاب. إنه نور. نور تخالط بشاشته القلوب التي
يشاء الله أن تهتدي به، بما يعلمه من حقيقتها، ومن مخالطة هذا النور لها). [1]
الملف العام:
وحينما يفتح المسلم كتاب رب العالمين؛
هذا النور، ودستور المسلمين الخالد، ويطلع على (ملف
الحقد الأسود العام ليهود)؛ فسيجد أنه قد احتوى على الكثير من صفاتهم الشاذة الكريهة، منها ـ وماهو
إلا غيض من فيض ـ:
1-(أنهم شعب سفاك للدماء سفاح محب للشر قاتل للأنبياء: "وَضُرِبَتْ
عَلَيْهِمُ الذّلّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مّنَ اللّهِ ذَلِكَ
بِأَنّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النّبِيّينَ
بِغَيْرِ الْحَقّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وّكَانُواْ يَعْتَدُونَ". [البقرة
61]
2-وأنهم قساة القلوب لا يعرفون الرحمة:
"ثُمّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ
أَشَدّ قَسْوَةً وَإِنّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجّرُ مِنْهُ الأنْهَارُ
وَإِنّ مِنْهَا لَمَا يَشّقّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَآءُ وَإِنّ مِنْهَا لَمَا
يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ".
[البقرة 74]
3-وهم شعب ذو طمع شديد وشره شديد: "وَأَخْذِهِمُ
الرّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النّاسِ بِالْبَاطِلِ
وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً". [النساء 161]
4-وأنهم شعب فاسد ومفسد: "وَقَالَتِ
الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا
قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنّ
كَثِيراً مّنْهُم مّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً
وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي
الأرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ". [المائدة 64]
5-وهم أصحاب رؤية منحرفة له سبحانه:
"وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللّهِ
وَأَحِبّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمّنْ
خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَللّهِ مُلْكُ
السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ". [المائدة
18]
6-وهم الذين وصفوه سبحانه بالفقر:
"لّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ فَقِيرٌ
وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأنبِيَاءَ بِغَيْرِ
حَقّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ". [آل عمران 181]
7-وهم الذين وصفوا يده سبحانه بالعجز:
"وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ
وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ
وَلَيَزِيدَنّ كَثِيراً مّنْهُم مّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ طُغْيَاناً
وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ
الْقِيَامَةِ كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ
وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ".
[المائدة 64]
8-وهم أشد الناس عداوة للمسلمين: "لَتَجِدَنّ
أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ
وَلَتَجِدَنّ أَقْرَبَهُمْ مّوَدّةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّا
نَصَارَىَ ذَلِكَ بِأَنّ مِنْهُمْ قِسّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنّهُمْ لاَ
يَسْتَكْبِرُونَ". [المائدة 82]
9-وأنهم لن يرضوا عن أي مؤمن إلا أذا
اتبع ملتهم: "وَلَنْ تَرْضَىَ عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النّصَارَىَ حَتّىَ
تَتّبِعَ مِلّتَهُمْ قُلْ إِنّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَلَئِنِ اتّبَعْتَ
أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ الّذِي جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن
وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ". [البقرة 120]). [2]
ولقد عدد الأستاذ/ محمد عبد العزيز
منصور سمات يهود الشاذة والتي وردت في كتابه جل وعلا، في خمس وعشرين صفة كريهة.
[3]
الملف الخاص:
وكذلك لو تأمل المسلم (قصة البقرة) لرأى أنها قد تضمنت ملفاً خاصاً قاتماً
ومخزياً لأبناء القردة والخنازير؛ حيث يضم بعض سمات يهود، والتي توضح جبلتهم
وطبيعتهم الموروثة، وهي:
1- سوء الأدب مع أنبياء الله عليهم
السلام:
وهذا يتضح من قولهم بسفاهة:
"أتتخذنا هزوا؟" وكأن نبيهم الكريم يهزأ بهم ويسخر منهم. ثم في قولهم:
"ادع لنا ربك"؛ ثلاث مرات، كأن
هو ربه وحده لا ربهم كذلك، وكأن المسألة لا تعنيهم هم إنما تعني موسى عليه السلام وربه!.
وهذا ليس غريباً عنهم فلقد قالوا له في
موقف آخر: "قَالُواْ يَامُوسَىَ إِنّا لَنْ نّدْخُلَهَآ أَبَداً مّا
دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبّكَ فَقَاتِلآ إِنّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ".
[المائدة 24]
هكذا في وقاحة العاجز، الذي لا تكلفه
وقاحة اللسان إلا مد اللسان!؟.
وليس بربهم إذ كانت الربوبية ستكلفهم
القتال!؟.
2- اللجاجة:
وهي التردد في الكلام دون التنفيذ.
وتأمل ردودهم: "قالوا: اتتخذنا
هزوا؟"، و"قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي؟"، و"قالوا ادع
لنا ربك يبين لنا ما لونها؟"، و"قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي إن
البقر تشابه علينا؟".
3- التعنت:
وهو الخبرة الشديدة في طلب الزلة والوقوع في
الأمر الشاق.
وتأمل كيف كان الأمر الرباني على لسان
موسى عليه السلام بسيطاً هيناً: "إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة".
ولكن تعنت يهود وتشددهم في الأمر كان من
نتيجته أن شدد الله عز وجل عليهم، و(ضيقوا على أنفسهم دائرة الإختيارـ وكانوا من
الأمر في سعة ـ فأصبحوا مكلفين أن يبحثوا لا عن مجرد بقرة، مجرد بقرة، بل عن بقرة
متوسطة السن، لا عجوز ولا صغيرة، وهي بعد صفراء فاقع لونها، وهي بعد هذا ليست
هزيلة ولا شوهاء، بل لم يعد بد أن تكون بقرة غير مذللة ولا مدربة على حرث الأرض أو
سقي الزرع، وأن تكون كذلك خالصة اللون لا تشوبها علامة). [4]
4- التلكؤ في الإستجابة،
وتمحل المعاذير، والجدل:
وتأمل كيف أن الأمر الرباني السهل
البسيط، قد تحول بجدالهم وتلكؤهم إلى عدة جولات تفاوضية مرهقة!؟.
ففي الجولة الأولى يسفهون الأمر ويسيئون
الأدب مع نبيهم ويسخرون منه!؟.
وفي الجولة الثانية يسألون عن ماهية
البقرة!؟.
وفي الجولة الثالثة يسألون عن لونها!؟.
وفي الرابعة يسألون ثانية عن ماهيتها!؟.
وفي الخامسة يتحول الأمر البسيط إلى أمر
بالغ الصعوبة والتشديد والتضييق، فينفذونه على مضض: "الآن جئت بالحق، فذبحوها
وما كادوا يفعلون".
وتأمل ردهم الذي يدعو للتساؤل: وهل ما
سبق من أوامر لم تكن حقاً؟!.
ما أشبه الليلة بالبارحة:
وعندما يستقريء المسلم حوادث واقع أمته
الأليم، فإنه يجدها تصدق ما نبأه به
دستوره الرباني الخالد عن طبيعة وجبلة يهود، في سلوكهم مع من رضي بالتعامل معهم.
وتتعاظم المصيبة حينما يجد البعض من بني
جلدتنا مازال يصف مسؤوليهم بالصدق والوفاء بالوعد!؟.
ويتيقن أن هذا الموقف ليس له إلا تفسيران
لا ثالث لهما، فإما يكون جهل صاحبه معذور، أو مغالطة صاحبها موتور!؟.
التحول القيادي ... والرجة
المنشودة:
ولأن المسلم يعلم أن التغيير الحضاري
للأمم يبدأ من تغيير النفوس: "إِنّ اللّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ". [الرعد 11]
فإن صعوبة عملية النهوض الحضاري لأمته
تتضخم عندما يرى نفراً من أمة الخيرية وقد اتخذ كتاب ربه وراءه ظهرياً، وتعامل معه
تعاملاً رديئاً؛ فينشأ الإعتلال البشري ويصيب الخلل كل الجوانب النفسية والفكرية
والثقافية والأخلاقية التي فيها إعادة تشكيل الإنسان، ويبرز نتاج الإنحدار السلوكي؛
فيجد في المسلمين بل في بعض الدعاة من أصبح رديء التفاعل بطيء التجاوب، ـ متبعا في
ذلك سنن المغضوب عليهم من اليهود،ـ فتجده أمام الأمر تارة في جدل، وتارة أخرى في
لجاجة، وثالثة في تلكؤ وتعنت!.
وهو ما حذر منه الحبيب صلى الله عليه
وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا
جحر ضب لدخلتموه".
قالوا: اليهود والنصارى؟.
قال: "فمن؟". [5]
وهذا ما كان يؤلم الشيخ محمد الغزالي
رحمه الله؛ عندما تحدث بمرارة (فنحن مضينا على سنة من لم ينتفع بالوحي ولم يعتبر
بالتاريخ.
معنى هذا أن الأمة ستنحدر في سلوكها.
والسلوك نتيجة الخلق ونتيجة المعرفة والثقافة.
ومع هذا لم أر بحثاً في تتبعنا لليهود
والنصاري، في تفكيرنا، في أخلاقنا، في أعمالنا، بل ببساطة، انحدرنا وانتهى الأمر!؟.
والعقاب الإلهي؛ أن الله نزع قيادة
البشرية من أيدي المتدينين ووضعها في أيدي العلمانيين!؟.
وفي اعتقادي أن أهل الدين بحاجة أيضاً أن تكون فيهم رجات داخلية تجعلهم يتحركون من الداخل لإصلاح أنفسهم). [9]
الهوامش:
[1] [في ظلال القرآن: سيد قطب 25/3171]
[2] [الإرهاب والعنف في الفكر الصهيوني:
د. إسماعيل أحمد ياغي 43-46 بتصرف]
[3] [يامسلمون اليهود قادمون: محمد
منصور 143-148]
[4] [في ظلال القرآن: سيد قطب 1/78-79
بتصرف]
[5] [رواه البخاري ومسلم]
[6] [كيف نتعامل مع القرآن؟: محمد
الغزالي 157-182 بتصرف]
ثم ...
استمتع بالمزيد من (فلسطينيات) على هذا الرابط
ثم ...
للمزيد من (مقالات منشورة على شبكات ومواقع)
د. حمدي شعيب
(18 أكتوبر 2023م)