الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

اطمئن أنت في أمانه


آية الحياة ولقطة الحياة
تذكر هذه اللقطة في كل لحظة من حياتك.
وتسائل: من حمى هذه الطفلة فأسقطها ومن ألهمها ألا تقف مباشرة بعد السقوط؟!.
فألم السقوط أخف وأرحم من آلام لا نعلمها!.
وتذكر هذه الآية ورسالتها الإيجابية من مولاك
ناصيتك بيده فاطمئن لرعايته وتقديره.

(لا يخذلونك ... حتى وإن سقطت!)
"إذا أذنب العبد المؤمن ...
الموحّد ...
المتّبع لسبيله ...
وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ...
استغفر له ...
حملةُ العرش ...
ومن حوله!".
رسالة طيبة ومبشرة من الإمام ابن القيم رحمه الله في (الداء والدواء).
تبين المنزلة العظيمة للعبد المؤمن عن ربه وعند ملائكته الكرام خاصة حملة العرش.
وقدره الرفيع في الملأ الأعلى.
لرصيده السابق من أعماله الصالحة التي ترفع إلى الملكوت الأعلى.
فإذا سقط شفعوا له!.
حتى وإن خذلته نفسه فزلّ ...
وخذله أهل الأرض ...
فظلموه ...
وشوّهوه ...
فهناك دوما ...
أحبة مقربون ...
لا يخذلونه ...
وسينهضونه ...
ويدعمونه ...
ويشفعون له ...
أمام مولاه!.
(منزلة المؤمن في الملأ الأعلى!)
يبشرنا ربنا الحنان المنان اللطيف:
"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ...
وَمَنْ حَوْلَهُ ...
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ...
وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ...
وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ...
رَبَّنَا ...
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا ...
فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا ...
وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ...
وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ". (غافر٧)
قال السعدي رحمه الله:
"يخبر تعالى عن كمال لطفه تعالى بعباده المؤمنين.
وما قيض لأسباب سعادتهم من الأسباب الخارجة عن قدرهم.
من استغفار الملائكة المقربين لهم.
ودعائهم لهم بما فيه صلاح دينهم وآخرتهم.
وفي ضمن ذلك الإخبار عن شرف حملة العرش ومن حوله.
وقربهم من ربهم.
وكثرة عبادتهم ونصحهم لعباد الله.
لعلمهم أن الله يحب ذلك منهم".
(السّادة يحبون السّادة!)
هكذا ...
سادة الملائكة ...
يحبون سادة العباد!.
قال البغوي رحمه الله:
"حملة العرش والطائفون به ...
وهم الكروبيون.
وهم سادة الملائكة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
حملة العرش ما بين كعب أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمسمائة عام.
ويروى أن أقدامهم في تخوم الأرضين.
والأرضون والسماوات إلى حجزهم.
وهم يقولون:
سبحان ذي العزة والجبروت.
سبحان ذي الملك والملكوت.
سبحان الحي الذي لا يموت.
سبوح قدوس رب الملائكة والروح".
اللهم ...
أنزل علينا السكينة ...
وتغشانا برحمتك ...
وحفنا بملائكتك ...
واذكرنا في ملأ خير من هذا الملأ ...
اللهم باهي بنا ملائكتك ...
واجعلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
ومن المستغفرين بالأسحار.
استغفر الله العظيم الذي لا إله هو الحي القيوم وأتوب إليه ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

د. حمدي شعيب 
(28 سبتمبر 2022م)

الخميس، 1 سبتمبر 2022

كيف تتقن فن شكر النعمة؟!


(فن التعامل مع النعم!)
"من كَثُرت نِعَمُ الله عليه ...
كَثُرت حوائج الناس إليه!.
فإن قام بما يجب لله فيها ...
عرّضها للبقاء!"
إشارة تحذيرية حمراء يضعها الإمام علي رضي الله عنه على طريقنا!.
فكلما كثرت حوائج الناس إليك فإنما هو مقياس أنه أعطاك من الرزق ما يعينك لهذا الدور!.
وشرفك بأن جعلك مقصدًا!.
وأنك يد القدر لتحقق مراده!.
وأنت وسيلة ربانية لتوصيل رزقه إلى عباده!.
(التغيير النفسي المشؤوم!!!)
"ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ". (الأنفال٥٣)
واحذر ...
فهكذا يزيل ربنا نعمه عن الذي يتغير نفسيًا بسبب نعم الله عليه!.
فيتحول من الطاعة إلى المعصية!.
ومن الشكر إلى البطر والجحود!.
ويمارس أخطر جانب في ذلك التغيير النفسي وهو أن يتعالى على الخلق ولا يتصدق على المحتاج!.
ويغلق بابه أمام سائليه!.
(ثلاثية الشكر!!!)
"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ". (الضحى١١)
لذا يرشدك مولاك أن تكون ممن يجيد فن التعامل مع النعم!.
وهكذا يعلمنا ربنا الثلاثية الطيبة في فن التعامل مع نعمه حتى ننميها ونباركها ونحفظها!.
أولا: الاعتراف بها داخليًا وشكره قلبيًا.
فنعلم أنها مجرد اختبار السراء يكشف به ربنا حقيقتنا.
وأنه صاحب الخزائن فيعطي ويمنح أو يحرم تبعا لسلوكنا!.
ثانيا: شكره ظاهريًا.
فتلهج ألسنتنا دوما بذكره وشكره وحمده.
وندمن سجدات الشكر!.
ثالثا: توظيفها في طاعته:
فنسخّر نعم ربنا في طاعته!.
ولا نحاربه ونعصيه بنعمه علينا!.
(احذر التحول البئيس!!!)
نَّ للهِ أقوامًا ....
اختصَّهم بالنِّعمِ لمنافعِ العبادِ.
يُقرُّهم فيها ما بذلوها.
فإذا منعوها نزعها منهم.
فحوَّلها إلى غيرِهم". (صحيح الترغيب)
هكذا يختار ربنا البعض لخدمة وعون غيرهم.
فإذا سقطوا والعياذ بالله في الاختبار نزعها وحولها لمن يستحق القيام بهذا الدور!.
(التحولات الأربع المرعبة!!!)
وهناك حصون ربانية!.
مثل هذا الدعوات الخاصة التي تحصن لنا نعم ربنا!.
مثل هذا الدعاء المؤثر والسلاح المضاد للتحولات الأربع المرعبة:
للَّهُمَّ ...
إنِّي أَعُوذُ بكَ ...
مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ.
وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ.
وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ.
وَجَمِيعِ سَخَطِكَ". (مسلم)
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.







ثم ...
استمتع بالمزيد من (خواطر مهاجرة) على هذا الرابط
د. حمدي شعيب
(أول سبتمبر 2022م)