عَشْرَ
خصالٍ: أنْ تُصَلِّيَ أربَعَ رَكَعَاتَ.
تقرأُ في كُلِّ ركعةِ فاتِحَةَ الكِتابِ
وسورةً.
فإذا فَرَغْتَ مِنَ القراءةِ في أَوَّلِ ركعةٍ وأنتَ قائِمٌ قلتَ: سُبحانَ
اللهِ، والحمدُ للهِ، ولَا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبر خمسَ عشْرَةَ مرَّةً
- وفي زيادة بعض الرّوايات: ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم-.
ثُمَّ
تَرْكَعُ فتقولُها وأنتَ راكِعٌ عشْراً.
ثُمَّ تَرْفَعُ رأسَكَ مِنَ الرُّكوعِ
فتقولُها عشْراً.
ثُمَّ تَهوِي ساجداً فتقولُها وأنتَ ساجِدٌ عشْراً.
ثُمَّ
تَرْفَعُ رأسَكَ مِنَ السّجودِ فتقولُها عشْراً.
ثُمَّ تَسْجُدُ فتقولُها عشْراً.
ثُمَّ تَرْفَعُ رأسَكَ فتقولُها عشْراً، فذلِكَ خَمسٌ وسبعونَ في كُلِّ ركعةٍ.
تفعلُ
ذلِكَ في أربعِ ركعاتٍ.
فلو
كانتْ ذنوبُكَ مثلَ زَبَدِ البحْرِ أَوْ رمْلَ عالِجٍ غَفَرَها اللهُ لَكَ.
إِن
استطَعْتَ أنْ تُصَلِّيَها فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فافعلْ، فإِن لَمْ تفعلْ ففِي
كلّ جُمعةٍ مَرَّةً، فإِن لم تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شهرٍ مرَّةً، فإِن لم تفعلْ
فَفِي كُلِّ سنةٍ مرَّةً، فإِن لم تفعلْ ففِي عُمرِكَ مَرَّةً". (رواه
الألباني، في الصحيح الجامع، عن عبد الله ابن عباس، الصفحة أو الرقم: 7937، صحيح)
أختلف
الفقهاء بمشروعيتها على قولين.
فمنهم
من قال بأنها لا أصل لها، لضُعفِ الأحاديث الواردة بها، من جهة ولغرابة هذه الصلاة
من حيث هيئتها ووقتها، وذلك بخروجها عن المألوف، وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية،
وممن ضعف أحاديثها، ابن الجوزي، وسراج الدين القزويني أيضاً.
ومنهم
من قال بمشروعيتها وسنيتها، وذلك لتصحيح الأحاديث الواردة بها، كالدارقطني والخطيب
البغدادي، والحافظ بن حجر، والعلامة الألباني، وذلك لكثرة طرق الحديث التي تقوي
بعضها بعضاً بحيث يصبح الحديث بمنزلة الحسن، أما الحنابلة فأجازوها من غير القول
بسنيتها، لقولهم بجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال .
وعلى
هذا تكون صلاة التّسابيح بين حُكم المُستحَبّ أو الجائز عند المذاهب الفقهيّة
الأربعة المُعتبَرة عند أهل السُّنة.
(3)فضلها
جاء
في فضلها عشر خصال، ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس رضي الله عنه،
كأعطية، وكمنحة فقد بين النبي عليه السلام، بأن فيها مغفرة للذنوب سواء أكانت
كبيرة أم صغيره، قديمة أم حديثه، بالعمد أم بالخطأ، علانية أم سراً، أول الذنوب
وآخرها.
فهي
مُفرِّجة للكروب، ومُكفِّرة للذّنوب، وقاضِية للحاجات.
وهذا
فضل عظيم ومن الغريب في الوارد في عظم الأجر والثواب، الواردة في فضل الأعمال، مما
جعل بعض العلماء يستغرب عدم تناقل هذه الصلاة من قبل الناس، وخصوصاً أن الناس
يهتمون بالغريب من الأمور ويتناقلونه.
(4)كيفيتها:
تُصلّى
صلاة التَّسابيح جماعةً أو فُرادى.
وتكون
سِريّةً في النّهار وجهريّةً في الليل.
ولا
تُصلّى في الأوقات المكروهة؛ من بعد الفجر حتى طلوع، ومن بعد صلاة العصرحتى مغيب
الشمس.
جاءت
صلاة التسبيح على ثلاث صفات:
أن
تُصلى أربعَ ركعاتٍ، يكون فيها تشهد أول، وتشهد أخير، سواء أكانت ليلاً أم نهاراً.
أن
تُصلى أربع ركعات بدون التشهد الأول، واقتصارها على التشهد الأخير، وذلك إذا صليت
في النهار.
أن
تُصلى أربع ركعات بالتشهد الأول، والتشهد الثاني الأخير في حال إذا صُليت ليلاً،
وذلك لعلة أن صلاة الليل مثنى مثنى.
(5)تفصيلها
أن
يصلي المصلي أربع ركعات.
يقرأ
في كل ركعة سورة الفاتحة، وما تيسر، ثم بعد الانتهاء من التلاوة، يقول خمسة عشرة
مرة، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
ويَصْمِت
هُنَيئةً، ثم يُكَبِرُ للركوع ويركع، ويقول التسابيح المذكورة أعلاه عشر مرات.
ثم
يرفع من ركوعه، ويعتدل ويقول التسابيح الواردة أعلاه عشرا.
ثم
يهوي ساجدا ويقولها عشرا.
ثم
يرفع رأسه من سجوده، ويقولها عشرا في الجلوس ما بين السجدتين.
ثم
يسجد السجدة الثانية، ويقولها عشراً.
ثم
عند القيام من السجدة الثانية يقولها عشراً.
فهذه
خمس وسبعون تسبيحة في كل ركعة، يفعل ذلك في الركعات الثلاثة الباقية.