الثلاثاء، 6 يونيو 2023

دعوة للإيجابية ... بفقه سنة الجهد البشري ... فابذل جهدك ثم توكل!

  

(كيف نصون أنفسنا عن المَذلّة؟!)
ولم أجد أروع إجابة ...
إلا من أجمل وأبلغ تغريدات الإمام علي رضي الله عنه.
وهو يبدع في كيفية صيانة النفس.
ففي كل بيت ...
يبهرك بحكمة بليغة!.
"صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها
تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً
نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ
عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ
ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ"
(لا تذل نفسك!!!)
وهذه الكلمات الرائعة تذكرنا بنصيحة الحبيب صلى الله عليه وسلم حول معنى إذلال النفس:
"لا ينبغي للمؤمنِ ...
أن يُذِلَّ نفسَه!.
قالوا:
وكيف يُذِلُّ نفسَه؟!.
قال:
يتعرضُ من البلاءِ ...
لما لا يُطِيقُ". (حديث حسن غريب بغيره)
قيلَ: بالدُّعاءِ على نَفْسِه بالبَلايا.
أو بفِعلِ ما يَنتِجُ عنه ذلك.
وأنَّ المُسلِمَ مأمورٌ بعَمَلِ ما في استِطاعَتِه ...
دونَ تَشدُّدٍ أو إهانةٍ ...
ومَذلَّةٍ لِلنَّفْسِ.
(فلنترفع ونرتب أولوياتنا)
وكذلك أن نتعفف عن مذلة السؤال.
مع اعتبار مراعاة فقه الأولويات ...
حتى في النفقة!.
"اليَدُ العُلْيَا ...
خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى.
وابْدَأْ بمَن تَعُولُ.
وخَيْرُ الصَّدَقَةِ ...
عن ظَهْرِ غِنًى.
ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ.
ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ". (البخاري)
واليدَ العُليا ...
وهي اليدُ المنفِقةُ.
واليدِ السُّفلى ...
وهي السَّائلةُ الآخِذةُ للصَّدَقاتِ.
ثُمَّ وأن نَبدأَ بمَن نَعُولُ ...
مِن النَّفْسِ والأهلِ والولَدِ.
فإنَّ أفضَلَ الصَّدقةِ ...
ما أخرَجه الإنسانُ مِن مالِه ...
بعْدَ القِيامِ بحقوقِ النَّفْسِ والعيالِ.
وأنَّ النفَقةَ على الأهلِ ...
أفضَلُ مِن الصدَقةِ.
لأنَّ الصدَقةَ تطَوُّعٌ.
والنَّفَقةَ على الأهلِ فريضةٌ.
«يُعِفَّه اللهُ»:
بأنْ يَجعَلَه عَفيفًا قانِعًا راضيًا.
«يُغْنِه اللهُ»:
بأنْ يَملأَ قَلبَه غِنًى.
فيَصيرَ غَنيًّا بقَلبِه.
لِأنَّ الغِنى في الحَقيقةِ ...
هو غِنى النّفس.
اللهم ...
اكفنا بحلالك عن حرامك ...
وأغننا بفضلك عمن سواك.
والحمد لله ...




ثم ...
د. حمدي شعيب
(6 يونيو 2023م)

الأحد، 4 يونيو 2023

رصيدنا ... عنواننا!

( دَعُوُني ... أُصلٌي!!!)
"إذا دخلَ الميِّتُ القبرَ، ...
مُثِّلَتِ الشَّمسُ عندَ غُروبِها، ...
فيجلسُ يمسحُ عَينَيهِ، ...
ويقولُ: 
دَعوني أصلّي!". (صحيح ابن ماجه)
حديث طيب ...
ورسالة إيجابية تفاؤلية رائعة ...
من الحبيب صلى الله عليه وسلم ...
نقلها لنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
تطمئن كل مؤمن ...
وتصف حاله ...
وهو في وحدته ...
وفي ظلمة القبر ...
ولكنه كالعهد به ...
وكما تعود ...
وكما زرع!.
"مُثِّلَتْ له الشمسُ عند غروبِها":
أي صُوِّرَت وخُيِّلَت له.
وهذا لا يكونُ إلَّا في حَقِّ المُؤمنِ.
ولعلَّ ذلك عند نُزولِ الملكَينِ إليه.
أو بعد السُّؤالِ والجوابِ. 
"فيجلِسُ يمسَحُ عينَيْه":
أي كأنَّه مُستيقِظٌ من النَّومِ.
"ويقولُ: دَعُوني أُصَلِّي": 
أي يريدُ أنْ يُصَلِّيَ قَبلَ فواتِ وقتِ الصَّلاةِ. 
ويُؤدِّيَ ما عليه من الفرضِ.
ظانًّا أنَّه يَشْغَلُه عن قِيامِه بعضُ الأصحابِ. 
وهذا إيماءٌ إلى الشَّمسِ.
كأنَّه يظُنُّ أنَّه في الدُّنيا!.
وأمَّا تَخصيصُ ذِكْرِ الغُروبِ فإنَّه مُناسِبٌ للغَريبِ؛ ...
فإنَّ أوَّلَ مَنزلٍ ينزِلُه عند الغُروبِ. 
والغُروبُ إشارةٌ إلى ارتحالِه من الدُّنيا ...
وزَوالِه وغُروبِه عنها؛ ...
فإنَّ القبرَ آخرُ منزِلٍ من منازِلِ الدُّنيا. 
والبرزخُ مُشبَّهٌ باللَّيلِ ...
الفاصلِ بين اليومِ السَّابقِ واليومِ الآخرِ اللَّاحِقِ.
والتَّمثيلَ يُناسِبُ ظُلمةَ القبرِ ... 
وظُهورَ نُورِ المُؤمنِ الكاملِ المُؤدِّي للصَّلاةِ في أوقاتِها.
وهذا بيانُ حُسْنِ عاقبةِ العملِ الصَّالحِ.
              (المفاجأة السعيدة!!!!)
وهي البشرى الطيبة ...
التي ستذهل المؤمن.
"إذا رأى المؤمنُ ...
ما فُسِحَ له في قبرِه ... 
فيقولُ: 
دعوني أُبَشِّرُ أهلي ...
فيُقالُ له: 
اسكنْ". (أحمد)
هكذا من فرحته ...
يقول: اتْرُكوني ...
أرجِعُ إلى الدُّنيا؛ ...
لأُبشِّرَ أهلي بهذا النَّعيمِ؛ ...
حتى لا يَحزَنوا على مَوْتي؛ ...
وحتى يَجتَهِدوا في الطاعَة!.
فتقولُ الملائكَةُ له:
اجْلِسْ مَكانَك؛ ...
فإنَّ هذا مَقامَكَ ...
إلى يَومِ القِيامَةِ!.
                     ( رفيق ... لن يخذلنا!)
وهو الرصيد الطيب ...
الذي حفظه لنا ربنا في كتابنا ...
وسيحسن به خاتمتنا ...
ويهون به سكرات الموت ...
وسينير به قبورنا ...
ويؤنس به وحشتنا ...
وسيهدينا على الصراط ...
والذي سينفعنا يوم لقائه ...
ولن يخذلنا ...
وسيشفع لنا:
"وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ...
وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا". (الكهف٤٩)
اللهم ...
اغفر لنا كل ذنب ...
يخذلنا في ظلمة القبر.


 




ثم ...
د. حمدي شعيب
(٤ يونيو ٢٠٢٣م)

السبت، 3 يونيو 2023

فات وقته!

أبشر واطمئن فسيعجزون!

 لمسات بيانية حول الآية 
أ. د. فاضل السمرائي حفظه الله
(مولاي ... 
عافنا من عبودية الضّرّاء!!!)
"واللهُ سبحانه ...
يبتلي عبده ...
ليسمعَ شكواهُ ...
وتضرُّعَه ودعَاءَه!.
وقد ذمَّ سبحانه ...
من لم يتضرَّع إليه ...
ولم يستكن له وقتَ البلاء!.
كما قال تعالى: 
"فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ" (الأنعام42)
 والله تعالى ...
لا يبتلي عبده ليُهلِكَه!.
وإنما يبتليه ليمتحن صبرَه وعبوديتَه!.
فإنّ لله تعالى على العبدِ ...
عبوديةَ الضَّرَّاء!".
رسالة من الإمام ابن القيم رحمه الله أوردها في (الوابل الصيًب).
أن مولانا له حكمة في كل ما يصيبنا ...
ولو آلمتنا شدائدنا!.
فنحن دوما في حالة اختبار ...
لكشف مكنوناتنا ...
وإظهار سلوكياتنا ...
والمهم في هذا الامتحان ...
أن نلجأ إليه ...
فهو سبحانه وحده ...
هو كاشف الضر ...
ومفرج الكرب ...
فهو:
"لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ". (الزمر٦٣ والشورى١٢)
أي له مفاتيح خزائن السموات والأرض.
وبيده مغاليق الخير والشر ومفاتيحها.
"مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ ...
مِن رَّحْمَةٍ ...
فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ...
وَمَا يُمْسِكْ ...
فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ...
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ". (فاطر٢)
                   (علامات السعادة!)
وتلك هي الأحوال الثلاث ...
التي يحب أن يرانا فيها سبحانه في كل أحوالنا!.
أو هي السلوكيات الثلاث المطلوبة منا!.
لحسن التعامل مع أقداره فينا!.
وتلك التي بينها العلامة ابن القيم رحمه الله في (الوابل الصيب):
"علامات سعادة العبد ...
وفلاحه في الدنياه والآخرة ...
أنه:
إذا أُنْعِمَ عليه شَكَرَ، ...
وإذا ابْتُلِيَ صبر، ...
وإذا أَذْنَبَ اسْتَغْفَرَ".
والعجيب أن كلها مرتبطة بحالة الذكر!.
فنحن دوما في كل لحظة من مسيرتنا الحياتية ...
نتقلب بين:
أولا: حالة السراء:
ففيها نشكر النعمة!.
وهي عبودية السراء.
ثانيا: حالة الشدة:
والعياذ بالله ...
ففيها نتضرع ...
ونصبر على البلاء!.
وهي عبودية الضراء!.
نسأل الله العافية.
ثالثا: حالة الوقوع في المعصية:
فنستغفره من الذنوب!.
وهي عبودية الذنب.



ثم ... 
استمتع بالمزيد من خواطر مهاجرة على هذا الرابط 
د. حمدي شعيب
(11 يونيو 2023م)