الأحد، 30 أبريل 2023

الدنيا لحظات قيلولة!

(الدنيا ... كيف عاشوها وفهموها؟!)
قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: 
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ...
صِفْ لَنَا الدُّنْيَا.
قَالَ: 
"مَا أَصِفُ لَكَ ...
مِنْ دَارٍ مَنْ صَحَّ فِيهَا أَمِنَ، 
وَمَنْ سَقِمَ فِيهَا نَدِمَ، 
وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ، 
وَمَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ، 
فِي حَلالِهَا الْحِسَابُ، 
وَفِي حَرَامِهَا النَّارُ!". (الزهد لإبن أبي الدنيا).
                  (لا تنس يوم الحصاد!)
فهي ...
على زينتها ...
وهل قدر تزينها لفاتينيها ...
دار اختبار وابتلاء ...
ونتيجة الحصاد ...
يوم اللقاء!.
"الدُّنيا ...
حُلوةٌ خضِرةٌ ...
وإنَّ اللهَ مُستخلِفَكم فيها ...
فناظرٌ كيف تعملون". (مختصر المقاصد صحيح)
                (لحظات قيلولة!)
والدنيا وصفها الحبيب صلى الله عليه وسلم ...
أنها مجرد فترة استراحة قصيرة ...
فلا تشغلنا عن مشاق رحلتنا ...
وتعيق طريق مسيرتنا إلى الجنان!.
نامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى حصيرٍ.
فقامَ وقد أثَّرَ في جنبِهِ.
فقلنا:
يا رسولَ اللَّهِ ...
لوِ اتَّخَذنا لَكَ وطاءً.
فقالَ:
 "ما لي وما للدُّنيا، 
ما أنا في الدُّنيا ...
إلَّا كراكبٍ ...
استَظلَّ تحتَ شجرةٍ ...
ثمَّ راحَ وترَكَها". (صحيح الترمذي)
الوطاء: الفراش الناعم.
وما يعمرها ...
إلا السعي لمرضاته سبحانه ...
والاستعداد ليوم الرحيل!.
فما أجمل من دار يزينها الذكر ...
خاصة التسبيح.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

(أبلغ وأروع وصف لمسيرة حياتنا!)
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في مؤلفة الرائع (إحياء علوم الدين) في نهاية الربع الأول ربع العبادات في الكتاب الأخير العاشر وهو (كتاب الأوراد وتفصيل إحياء الليل) واصفًا مسيرتنا الحياتية:
"فإن الله تعالى جعل الأرض ذلولاً لعباده إلا ليستقروا في مناكبها بل ليتخذوها منزلاً!.
فيتزودوا منها زاداً يحملهم في سفرهم إلى أوطانهم!.
ويكتنزون منها تحفاً لنفوسهم عملاً وفضلاً!.
محترزين من مصايدها ومعاطبها!.
ويتحققون أن العمر يسير بهم سير السفينة براكبها!.
فالناس في هذا العالم سَفْرْ!.
- أي مسافرون -.
وأول منازلهم المهد!.
- أي مكان الولادة -.
وآخرها اللحد!.
والوطن هو الجنة أو النار!.
والعمر مسافة السفر!.
فسُنُوهُ مراحله!.
- أي سنوات عمره -.
وشهوره فراسخه!.
- الفرسخ ثلاثة أميال -.
وأيامه أمياله!.
- الميل حوالي ١.٦١٠ كيلو متر -.
وأنفاسه خطواته!.
وطاعته بضاعته!.
وأوقاته رءوس أمواله!.
وشهواته وأغراضه قطاع طريقه!.
وربحه الفوز بلقاء الله تعالى في دار السلام مع الملك".
حقًا كما قيل ونشهد به:
"من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء!".
(حياتنا مجرد استراحة!)
وهي حياة قصيرة قدّرها الحبيب صلى الله عليه وسلم أنها مجرد فترة استراحة عابرة وقيلولة تتخلل رحلتنا الطويلة إلى الجنة بعون الله ورحمته.
"نامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى حصيرٍ.
فقامَ وقد أثَّرَ في جنبِهِ.
فقلنا: يا رسولَ اللَّهِ لوِ اتَّخَذنا لَكَ وطاءً.
فقالَ ما لي وما للدُّنيا.
ما أنا في الدُّنيا إلَّا كراكبٍ.
استَظلَّ تحتَ شجرةٍ.
ثمَّ راحَ وترَكَها". (صحيح الترمذي)
(هدية ذهبية!!!)
ويسرنا أن نقدم لكل من أحبنا وأحببناه في الله هذه الهدية الذهبية وهي باب عظيم من أبواب الخير.
وهي سلسلة راقية قدمها المفكر الرفيع د. محمد سليم العوا حفظه الله لكتاب (إحياء علوم الدين) في حوالي ١٧٩ حلقة.
كل حلقة تتراوح حول الساعة.
وهذا رابط الحلقة أو القراءة الأولى.
فاستمتع بها وحبذا لو كانت سهرة عائلية مباركة وأنشرها.
مع دعوة لأخيكم بظهر الغيب ولكم بمثل أضعافا مضاعفة مباركة.
اللهم اجعلنا مفاتيحا للخير.
وأنر بها قبورنا.
والحمد لله ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
(د. حمدي شعيب - الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠٢٢م)



تذكر هذا الموعد وهذه النهاية التي لا ولن تتخلف عن موعدها

هل تمنيت أن تحظى بهذه الخاتمة الرائعة؟


أم تمنيت أن تنال هذا الشرف عند خاتمتك؟

هل دعوت أن تكون أحد هذين الرائعين ...
 الذين تحابا في الله فعاشا معاً وانتهيا معاً؟
مشاري العرادة المنشد الكويتي الجميل أبكانا حياً بأنشودته المؤثرة (فرشي التراب يضمني) ثم أبكانا ميتاً في حادث.
عن عمر 36 ربيعاً (17 أغسطس 1982 - 7 يناير 2018م)
ليثبت أن الدنيا فعلاً لحظات قيلولة كما حذرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
ولكن هل فكرت كيف مات حبيبك وقدوتك صلى الله عليه وسلم؟.
ألم تدرك مغزى رسالته التربوية الجليلة عند خاتمته؟.
 لقد فتح لنا فناً جديداً لفن الموتة الشريفة التي نجهلها ...
إن صورة موته على صدر حبيبته وزوجته في الدنيا والآخرة عائشة رضي الله عنها ...
 
ما هي إلا رسالة لك مغزاها:
فلا تستغرب أن تدعو بنهاية مثله نهايته صلى الله عليه وسلم ...
وأن تختم حياتك على صدر من شاركتك حياتك ووقفت بجانبك وعاونتك.

د. حمدي شعيب 
(30 إبريل 2023م)

الجمعة، 28 أبريل 2023

دعوة للإيجابية ... اصنع رصيدك بنفسك وحقق حلمك






(كيف نجهز منزلنا في القبر وفي الجنة؟!!)
"والعبدُ ... 
كلما وَسّع في أعمال البر ... 
وُسّع له في الجنة!. 
وكلما عمل خيرًا ...
غُرس له بها هناك غراس ...
وبُنيَ له بناءًا ...
وأُنشِئَ له من عمله ...
أنواعٌ ...
مما يتمتع به!".
رسالة إيجابية تفاؤلية ...
من الإمام ابن القيم رحمه الله ...
أوردها في مؤلفه الماتع ... 
الذي يحلق بنا في صفات ...
وحياة الفائزين في الجنان ... 
وهو (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح).
فيبشرنا ...
ويدعونا للإيجابية ...
وتحمل المسؤولية الذاتية ...
لأننا نصنع مصيرنا بإيدينا ...
فنحن بأنفسنا ...
من يمهد ...
ومن يَعُد ...
ومن يجهز ...
منزله في القبر ...
وفي الآخرة!.
وذلك ...
برصيده الطيب ...
في الدنيا ...
من القول الطيب ...
والعمل الصالح!.
           (وكما نزرع ... سنحصد!)
هكذا ...
كما جاء في تفسير قول ربنا:
"وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ". (الروم٤٤)
"أي يوطئون لأنفسهم ...
في الآخرة ...
فراشا ...
ومسكنا ...
وقرارا ...
بالعمل الصالح". (القرطبي)
وقال مجاهد رحمه الله: 
في القبر.
"يسوّون المضاجع". (الطبري)
اللهم ...
اجعل كل ما نكتبه ...
وننشره ...
من كل قول ...
أو عمل يرضيك ...
اجعله لنا رصيدًا ...
تُحسن به خاتمتنا ...
وتهون علينا به سكرات الموت ...
وتنر به قبورنا ...
وتؤنس وحشتنا ...
ليهدينا على الصراط ...
ويقودنا إلى جناتك.
واجعنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.
الله أكبر ...
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
ثم ... 
استمتع بالمزيد من (خواطر مهاجرة) على هذا الرابط 
د. حمدي شعيب 
(25 أغسطس 2020م)

الثلاثاء، 25 أبريل 2023

تَغْرِيِدَاتُ الإمام اِبْنِ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: قضاؤه كله خير ... رباعية ننساها في محننا









(من أسرار الإحسان في أقداره!!!)
"مِنْ كمالِ إحسانِ الربِّ تعالى ...
أن يُذيقَ عبدَهُ مَرارةَ الكَسْرِ ...
قبلَ حَلاوةِ الجبْرِ!.
ويُعَرِّفَهُ قَدْرَ نِعمتِهِ عليهِ ...
بأن يَبتليَهُ بضِدِّهَا!. 
كما أنَّهُ سُبحانَهُ وتعالى ...
لَمَّا أرادَ أن يُكَمِّلَ لآدمَ نَعيمَ الجنَّةِ ... 
أذاقَهُ مَرارةَ خُروجِهِ منها.
ومُقاساةَ هذهِ الدارِ ...
الممزوجِ رَخاؤُها بشِدَّتِها.
فما كَسَرَ عَبْدَهُ المؤمنَ ..
إلاَّ لِيَجْبُرَهُ!.
ولا مَنَعَهُ إلاَّ لِيُعْطِيَهُ!. 
ولا ابتلاهُ إلاَّ ليُعافِيَهُ!.
ولا أَماتَهُ إلاَّ ليُحْيِيَهُ!. 
ولا نَغَّصَ عليهِ الدنيا ...
إلاَّ لِيُرَغِّبَهُ في الآخرةِ!. 
ولا ابتلاهُ بِجَفَاءِ الناسِ ...
إلاَّ لِيَرُدَّهُ إليهِ!".
رسالة طيبة جاءت عن الإمام ابن القيم رحمه الله في (مختصر  الصواعق المرسلة).
فما قرأتها ...
إلا وأعدتها ...
وما أعدتها ...
إلا واستشعرت الراحة النفسية ...
وملأني الرضا بقضاء مولاي!.
وأدركت أسرار الإحسان في قضائه.
وفهمت معاني اللطف في أقداره.
لأن ...
"اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ". (الشورى١٩)
                (رباعية الرضا!)
وتذكرت ما ورد عن الإمام رحمه الله ...
في الرضا بالقضاء والقدر.
هذه الرباعية الطيبة ...
التي تؤكد معاني ...
الإحسان ...
والرحمة ...
واللطف ...
فيما يصيبنا ...
من خير ...
أو شر ...
والعياذ بالله. 
فقال:
"قضاء الرب سبحانه في العبد ...
دائر بين ...
العدل ...
والمصلحة ...
والحكمة ...
والرحمة ...
لا يخرج عن ذلك البتة!".
لذلك ...
عندما تأتيك منحة من مولاك سبحانه ...
أو تصيبك منه محنة ...
فقل لنفسك ...
قبل أن تقول للآخرين:
إن مولاكِ قد أراد لكِ:
١- عدله.
٢- ومصلحتك.
٣- وحكمته.
٤- ورحمته.
سواء جهلتِ مراده ...
أو تجاهلته.
فاللهم ...
ارزقنا الرضا بقضائك ...
وارزقنا الصبر عليه.