الجمعة، 31 أكتوبر 2025

كيف تتقن فن شكر النعمة؟!




(فن التعامل مع النعم!)
"من كَثُرت نِعَمُ الله عليه ...
كَثُرت حوائج الناس إليه!.
فإن قام بما يجب لله فيها ...
عرّضها للبقاء!"
إشارة تحذيرية حمراء يضعها الإمام علي رضي الله عنه على طريقنا!.
فكلما كثرت حوائج الناس إليك فإنما هو مقياس أنه أعطاك من الرزق ما يعينك لهذا الدور!.
وشرفك بأن جعلك مقصدًا!.
وأنك يد القدر لتحقق مراده!.
وأنت وسيلة ربانية لتوصيل رزقه إلى عباده!.
(التغيير النفسي المشؤوم!!!)
"ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ". (الأنفال٥٣)
واحذر ...
فهكذا يزيل ربنا نعمه عن الذي يتغير نفسيًا بسبب نعم الله عليه!.
فيتحول من الطاعة إلى المعصية!.
ومن الشكر إلى البطر والجحود!.
ويمارس أخطر جانب في ذلك التغيير النفسي وهو أن يتعالى على الخلق ولا يتصدق على المحتاج!.
ويغلق بابه أمام سائليه!.
(ثلاثية الشكر!!!)
"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ". (الضحى١١)
لذا يرشدك مولاك أن تكون ممن يجيد فن التعامل مع النعم!.
وهكذا يعلمنا ربنا الثلاثية الطيبة في فن التعامل مع نعمه حتى ننميها ونباركها ونحفظها!.
أولا: الاعتراف بها داخليًا وشكره قلبيًا.
فنعلم أنها مجرد اختبار السراء يكشف به ربنا حقيقتنا.
وأنه صاحب الخزائن فيعطي ويمنح أو يحرم تبعا لسلوكنا!.
ثانيا: شكره ظاهريًا.
فتلهج ألسنتنا دوما بذكره وشكره وحمده.
وندمن سجدات الشكر!.
ثالثا: توظيفها في طاعته:
فنسخّر نعم ربنا في طاعته!.
ولا نحاربه ونعصيه بنعمه علينا!.
(احذر التحول البئيس!!!)
نَّ للهِ أقوامًا ....
اختصَّهم بالنِّعمِ لمنافعِ العبادِ.
يُقرُّهم فيها ما بذلوها.
فإذا منعوها نزعها منهم.
فحوَّلها إلى غيرِهم". (صحيح الترغيب)
هكذا يختار ربنا البعض لخدمة وعون غيرهم.
فإذا سقطوا والعياذ بالله في الاختبار نزعها وحولها لمن يستحق القيام بهذا الدور!.
(التحولات الأربع المرعبة!!!)
وهناك حصون ربانية!.
مثل هذا الدعوات الخاصة التي تحصن لنا نعم ربنا!.
مثل هذا الدعاء المؤثر والسلاح المضاد للتحولات الأربع المرعبة:
للَّهُمَّ ...
إنِّي أَعُوذُ بكَ ...
مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ.
وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ.
وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ.
وَجَمِيعِ سَخَطِكَ". (مسلم)
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.







ثم ...
استمتع بالمزيد من (خواطر مهاجرة) على هذا الرابط
د. حمدي شعيب
(أول نوفمبر 2025م)

واجعلنا للمتقين إماما







ثم ... 
استمتع بالمزيد من (خواطر مهاجرة) على هذا الرابط 
د. حمدي شعيب 
(31 أكتوبر 2025م)

الجمعة، 24 أكتوبر 2025

لن يفلته!



(لماذا لا يُستجاب الدعاء؟!)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"ما من مؤمن ...
ولا فاجر ...
إلا وقد كتب الله تعالى له ...
رزقه من الحلال!.
فإن صبر حتى يأتيه ...
آتاه الله تعالى!.
وإن جزع ...
فتناول شيئًا من الحرام ...
نقصه الله من رزقه الحلال!". (الحلية)
(لا تستعجل رزقك!)
كما روي حذيفة رضي الله عنه عن الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"هَلُمُّوا إِليَّ.
فأَقبَلُوا إليه فجَلَسُوا.
فقال: هذا رسولُ ربِّ العالمِينَ؛
جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي:
إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا.
وإنْ أبطأَ عليهَا.
فاتَّقُوا اللهَ؛
وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ.
ولا يحْمِلَنَّكم اسْتِبْطاءُ الرِّزقِ أن تَأخذُوهُ بِمعصيةِ اللهِ.
فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عِندَه إلا بِطاعتِه". (صحيح الترغيب)
إنَّ الأرزاقَ مقسومةٌ ...
ومُقدَّرةٌ كالآجالِ.
ولو فرَّ الإنسانُ من رِزْقِهِ كما يَفِرُّ من أَجَلِهِ ...
لأَدْركَهُ رِزْقُه كما يُدْرِكُه أَجَلُه.
(أكل الحرام يحجب الدعاء!)
وكم حذرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"يا أيها الناس،
إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا،
وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين،
فقال:
"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ
كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ
وَاعْمَلُوا صَالِحًا
إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ". (المؤمنون٥١)
وقال:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ". (البقرة١٧٢)
ثم ذكر الرجل ...
يُطيل السفر ...
أشعث أغبر،
يَمد يديه إلى السماء:
يا ربِّ،
يا ربِّ،
ومَطعمه حرام.
ومشربه حرام،
وملبسه حرام،
وغُذي بالحرام،
فأنَّى يُستجاب لذلك". (مسلم)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
"في هذا الحديث ...
إشارة إلى أنه لا يُقبل العمل ...
ولا يزكو إلا بأكل الحلال.
وإن أكل الحرام يُفسد العمل ...
ويُمنع قَبوله".
نسأل الله العافية.
اللهم إنا نسألك ...
علما نافعا ...
ورزقا طيبا ...
وعملا متقبلا.