الجمعة، 27 يونيو 2008

9- الثلاثية الذهبية لفشلنا في الاتصال الإداري!

"عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ كُنْتُ فِي غَزَاةٍ فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ يَقُولُ: لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ وَلَئِنْ رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِهِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذَلَّ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي أَوْ لِعُمَرَ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي فَحَدَّثْتُهُ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَحَلَفُوا مَا قَالُوا. فَكَذَّبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَهُ. فَأَصَابَنِي هَمٌّ لَمْ يُصِبْنِي مِثْلُهُ قَطُّ. فَجَلَسْتُ فِي الْبَيْتِ فَقَالَ لِي عَمِّي: مَا أَرَدْتَ إِلَى أَنْ كَذَّبَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَقَتَكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ) فَبَعَثَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ يَا زَيْدُ".

فتدبر هذه الحادثة؛ يوم بني المصطلق، وتأمل حكمته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عندما وصله الخبر من عم زيد أو عمر رضي الله عنهم؛ فبعث إلى صاحب الخبر وهو زيد رضي الله عنه، فلما سمع منه، وتأكد من مقالته، بعث إلى الطرف الآخر؛ وهو عبد الله بن أُبي بن سلول ليسمع منه، ولم يمنعه معرفته بالأخير معرفة موثقه من وحي السماء؛ أنه رأس المنافقين، وهذه المقالة ليست غريبة عنه، وأنه كاذب!؟.

السبت، 21 يونيو 2008

الرسالة (9): لِمَ أحببنا كعباً؟!

سيدي الكريم ...
هكذا فهمنا رسالتكم الطيبة أيها الحبيب صلوات الله عليك وسلامه؛ وهي أن (التحرك لنصرة دين الله لم يعد نفلاً، المسلمون فيه على الخيار؛ بل هو على الوجوب، دائر فيما هو معلوم من الدين بالضرورة؛ "من مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه بغزو؛ مات على شعبة من النفاق".

وهذا التحرك المبارك له خاصية متميزة، فالإنسان فيه يأخذ من خلال عطائه للآخرين، وهذه الطبيعة تأتي متناسقة مع خلق الله العظيم؛ "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ صُنْعَ اللّهِ الّذِيَ أَتْقَنَ كُلّ شَيْءٍ إِنّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ".

لمعرفة سر حبنا لكعب من فضلك اضغط هنا

الأربعاء، 11 يونيو 2008

8- الحبيب صلى الله عليه وسلم ... وبعده الإداري!؟

في العام العاشر والحادي عشر من البعثة، عبرت الدعوة إلى مرحلة جديدة، من خلال منعطف هام في تاريخها، وبدأت قفزة تجديدية رائدة في أسلوب الخروج إلى الناس.
فبعد سلسلة من المحن المتلاحقة؛ أبرزها محنة وفاة خديجة رضي الله عنها؛ والتي كانت بمثابة الملاذ الداخلي للداعية، وكذلك موت أبو طالب؛ والذي كان يعتبر الملاذ الخارجي، وما تلى عام الحزن من أحداث أهمها محنة الطائف وعصيان ثقيف؛ لم تتجمد الحركة الدعوية، ولم يتقوقع الداعية على أحزانه، كما كان متوقعاً لها وله من مناوئي الدعوة.
فبدأت بشريات الانفراجة السماوية العلوية؛ بحادث الإسراء المعراج، من باب التأييد الإلهي.
وتلتها البشريات الأرضية؛ بحادثتي بيعة العقبة الأولى والثانية؛ بعد تحرك واعٍ، وجهد بشري ذكي.

الثلاثاء، 3 يونيو 2008

الرسالة (8): كعب ... يأبى الاعتذار!؟

"فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي: ما خلفك؟!؛ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟!. قال قلت: يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، قد أعطيت جدلاً، ولكنني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله يسخطك علي، وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو عقبى الله عز وجل، والله ماكان لي من عذر!؟".

هكذا أيها الحبيب صلوات الله عليك وسلامه ـ وأثناء مراجعتنا لإرثك العظيم الذي تركته لنا ـ، قد وقفنا طويلاً أمام هذه الفقرة الرائعة من الاعترافات المؤثرة والمعبرة لكعب بن مالك رضي الله عنه!؟.
وكم كان شجاعاً؛ وهو يعلنها في جلسة التحقيق هذه التي أقيمت للذين تخلفوا عن غزوة العسرة!؟.
وكم كان صادقاً؛ فلم يسير وراء ركب المعتذرين، ولم ينساق خلف المنافقين؛ فلم يركن إلى حجة تنفي عنه خطأه!؟.
وكم أخجلنا هذا الموقف الراقي؛ فتساءلنا: ما هي الأسباب التي جعلت كعب وصاحبيه هلال بن أمية ومرارة بن الربيع رضوان الله عليهم يأبون الاعتذار؟!.
أو ما هو سر هذا الشموخ أمام سقوط المنافقين المعتذرين؟!.
وكان البحث عن إجابة لهذا السؤال، ...
وكذلك الإنحناء إجلالاً وإكباراً لهذه الكلمات الراقية: "والله ماكان لي من عذر!؟".
هما محور هذه الرسالة أيها الحبيب!؟.
لمطالعة الرسالة كاملة من فضلك اضغط هنا